تقسم طبقات المجتمع العراقي إلى عدة مستويات، وتتفرع إلى عدد من الفروع منها الثقافية والاجتماعية والسياسية، كثير من الأكاديميين لا يملكون ثقافة سياسية، حتى في المستويات العليا، الدكتوراه والماجستير، يفتقرون الى النضج السياسي، وقراءة ما بين السطور السياسة، يرجع السبب إلى عدة أمور منها، ابتعاد الاكاديمي عن السياسة، على مدى 30عام تحت حكم دكتاتوري، يرفض الرأي والرأي الاخر، جعل جيل كامل يرفض الانتماء السياسية، وتصل إلى الامتناع في الخوض بالسياسة.
في حين السياسة، هي أقرب لأن تكون منهاج تنظيمي، لإدارة الدولة، عن طريق إشراك اكبر عدد من الآراء، وغالباً ما تقع الطبقة الأكاديمية، في منطقة عدم التأثير، في حين يجب أن يقود المجتمع الأكاديميين والنخبة، فضلا عن المثقفين، هنا أعني الثقافة الاجتماعية وقراءة ما وراء الأحداث، والتحليل المنطقي والواقعي، من وجهة نظر قريبة عن الشارع.
الطبقة الجماهيرية الشعبية، هي الغالبية العظمى للشعب العراقي، بسبب الحروب والحكومات الدكتاتورية التي قادة هذا البلد الى الهاوية، وما صنعته السياسة الجديدة، من سوء إدارة، و تخندق طائفي وزج الوطن في الصراعات الإقليمية، أنتج كم هائل من الجهل المتراكم، والثقافة المنعدمة، وخلق مجتمع شبه بدوي عشائري، سهل الخداع، ويمرر من تحته كثير من الأساليب التظليل، ويكون محكوم بالاعراف الجاهلية.
من خلال هذه القراءة، هناك مستويات متعددة في المجتمع العراقي وكل مستوى سينتخب بطريقته، وحسب قناعته بالاعتماد على مستوى الوعي لدى الفرد في هذه المستويات:-
1- الاكاديمي المثقف سياسيا توجهه (مدنية الاسلام) عقلائي التفكير سيجد نفسه يصوت لصالح #العبادي فضلا عن #تيار_الحكمة
2- الأكاديمي المثقف (لكنه يحمل فوبيا من الاسلاميين) وقريب من الأفكار الليبرالية وبعض الجماهير الناقمة على الوضع العام، ستجده يصوت للتيارات المدنية.
لنعكس القاعدة كي توضح الصورة أكثر:
أولا: العبادي – سينتخبه (المثقف الاكاديمي، والطبقة ذات المستوى الثقافي العالي-سياسيا واجتماعيا، وبعض من الجماهير العقلائية)
ثانيا: تيار الحكمة – سينتخبه ثلاث طبقات في المجتمع (المثقفين سياسياً، والعقلائيين ،والجماهير المناصرة)كونه تيار نخبوي واكاديمي فضلا عن كونه جماهيري، وبذلك سيكون جمهوره متنوع بين نخبة واعية سياسيا واكاديمي طموح وجماهير محبة وصالحة.
ثالثا: التيار الصدري – فضلا عن كونه تيار جماهيري ويضم عدد من النخب، لكنه سينتخبه المحبين والجماهير الشعبية والطبقة العامة، المؤدلجة بالتحديد.
رابعا: قوى الحشدية – من المعلوم أن هذه القوى ستتخذ من عطائها في سوح القتال، شعارا لإقناع جميع المستويات، لكنها ستنحصر ضمن أفراد الحشد وبعض عوائلهم و المنضوين تحت غطائها الشعبي، وهي تعمل على الطبقة الكادحة والمحرومة، وغالباً ما تكون سهلة الخداع والتأثير العاطفي.
خامسا: التيارات المدنية – سينتخبه الطبقة الناقمة على التيارات الإسلامية، والتي تسعى إلى إقناع الشارع بنزاهتها، وعادة ما تكون هذه الطبقة من المثقفين والفنانين والأكاديميين وبعض من العامة المتأثرة بهذا النفس الليبرالي.
سادسا: القوى السنية – ستخوض الانتخابات تحت شعار كل حزب بما لديهم فرحون، اما الطبقة المنهكة و المعدمة ستجد نفسها بعيدا عن الانتخابات، وقد تعمد إلى انتخاب من هم الأقرب إلى الحكومة وصاحب الروابط الاقوى سيكون صاحب الحظ الأوفر في حصد الأصوات.
سابعا: جناح المالكي – سينتخبه المستفيدين والانتهازيين، وبعض الطبقات ذات العقل البدوي التهجمي، وقد يعمل على بعض الشباب المستقطب بواسطة المال وايدلوجية السلطة الكاذبة.
ثامنا: الاكراد – يعيشون اسوء عام منذ ثلاثة عقود تقريباً، صراع وتفكك وفقدان بوصلتهم، بسبب السياسة الدكتاتورية لحكومة الإقليم، ونتائج الاستفتاء، وإذا خاض الإنتخابات سيكون داعم لظهور قوى على السطح وضمور أخرى، لكن هذا صعب الحدوث كون التدخل الخارجي جدا كبير على قرارات الإقليم، وبهذا سيكون الفوز لمن هو أقرب لحكومة بغداد.
هكذا ترسم الاصابع البنفسجية، صورة برلمان العراق لسنة 2018 ومن خلال هذه اللوحة، تنعكس الحكومة الجديدة، و حقائبها الوزارية، وتعتمد على التحالفات السياسية، و احتمالية تشكيل الاغلبية الوطنية، لضمان حكومة مستقرة، تحصد نجاحا متمما للانتصار العسكري، والعاقبة للمتقين