17 نوفمبر، 2024 10:38 م
Search
Close this search box.

حرب الاغتيالات السياسية لطهران

حرب الاغتيالات السياسية لطهران

عمليتا التفجير اللتان حدثتا في مدخل الحزب الديمقراطي الکردستاني الايراني(حدك) قبل أيام، واللتين أسفرتا عن وقوع 6 قتلى على أثر تهديدات أطلقها مسٶولون إيرانيون بشأن ملاحقة المعارضين و الناشطين السياسيين في خارج إيران، يمکن أن تکون بمثابة بداية فصل جديد من حرب الاغتيالات و التصفيات السياسية التي إعتاد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على تنفيذها ضد خصومه و معارضيه.
هذا النظام الذي يمکن إعتبار مجزرة صيف عام 1988، ضد السجناء السياسيين من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق، أکبر عملية تصفية ضد معارضيه من دون أن يکترث للإعتراضات الدولية، هو بنفسه أيضا من قام بعد ذلك في التسعينيات بجرائم الاغتيالات السياسية التي طالت شخصيات سياسية إيرانية معارضة في فينا و برلين و جنيف و روما، مع ملاحظة إن هذا النظام لم يتخلى مطلقا عن ملاحقة و مطاردة و تتبع معارضيه و التجسس عليهم وإن إلقاء القبض على عملاء له في المانيا سعوا للتجسس على معارضين في منظمة مجاهدي خلق.
الجنرال مسعود الجزائري، أکد قبل فترة في تصريحات ذات طابع تهديدي واضح بأن السلطات الايرانية ترصد المعارضين في الداخل والخارج، وقال إن النظام الإيراني سيواجه امتدادات المعارضة ونشاطاتها للإطاحة بالنظام إلى خارج الحدود، بل وإن مساعد السلطة القضائية، غلام حسين محسني إيجئي، کان أکثر وقاحة من جزائري عندما هدد المعارضين بالمحاسبة قائلا: “البعض منهم يظن أن وجوده في الخارج سيمنعنا من الوصول إليهم”.، وبطبيعة الحال فإن إطلاق هکذا تصريحات و إقترانها بالقيام بعمليات إرهابية ضد معارضين متواجدين في المنطقة الکردية في العراق، يعني بأن هذا النظام قد بدأ فعلا بتنفيذ تهديدات و الذي يمکن إعتباره مخططا جديدا من ضمن المخططات المختلفة التي تستهدف معارضيه.
هذه التهديدات الوقحة لهذا النظام المعروف بقمعه لشعبه و مصادرته لأبسط أنواع الحريات و إعتماده على السجون و تصعيد الاعدامات، يأتي بعد أن نجح المجلس الوطني للمقاومة الايرانية(أکبر و أهم معارضة إيرانية للنظام القائم)، في فضح هذا النظام و تعريته أمام العالم کله من حيث الجرائم و المجازر و الانتهاکات اللتي إرتکبها و يرتکبها ليس ضد الشعب الايراني و المعارضين له فقط وانما حتى شعوب و دول المنطقة و العالم، خصوصا بعد أن قام هذا المجلس بتوثيق جرائم و إنتهاکات هذا النظام و عرضها أمام الرأي العام العالمي، وهو ماقد أحرج النظام الايراني کثيرا و ولد له الکثير من المشاکل و الصعوبات بالاخص وإن هذا المجلس يشدد على العمل من أجل حث المجتمع الدولي على محاکمة قادة و مسٶولي هذا النظام على ماإرتکبوه من جرائم ضد الشعب الايراني و المعارضين وبصورة خاصة مجزرة عام 1988، ضد 30 ألف سجين سياسي، وبطبيعة الحال فإن عودة هذا النظام الى اسلوبه و نمطه الاجرامي هذا ليس بغريب عليه أبدا فهو کان و سيبقى نظاما يعتمد على القمع و الاعدامات و تصدير التطرف الديني و الارهاب و الاغتيالات السياسية.
 gllemail.commonasalm6@goo

أحدث المقالات