عمليّات تهديد الخصم سلوك بشري أيضًا قديم قدم الانسان نفسه وأقدم منه ,وكذلك الوعود.. وقد تشكّلت كلتا الحالتين متناقضتي طبيعتيهما وتطوّرتا مع تطوّر النزاعات وأساليب الصراعات.. ولعلّ لغة التهديد هي أوّل إرهاصات الحرب ,وعادةً ما تستخدمه الدول القويّة ضدّ الدول الصغيرة أو الضعيفة قصد إذعانها ..كما والتهديد بعواقب عدم الإذعان لهجة استعماريّة وعادةً ما تكون مرافقة لانتفاضات الشعوب وثوراتها ,فمع كل قمع لتظاهرة أو لثورة مسلّحة يكون التهديد وصل أقصى درجاته برفقة وعود تطمينيّة وهي بلا شكّ محاولة مصادرة نوايا الخصم بالإغراءات إعمار وحقوق وما إلى ذلك لبعثرة مفعول نزعة التحرّر ونزع فتيل الثورة, وذلك يحدث حتّى على مستوى الداخلي للمؤسّسات أو للشركات!.. وفي عصرنا الحديث مورس التهديد “المناور” بأبشع أشكاله ,وأوّل التياع للعرب في عصرنا بهذا النوع من الحروب وهم الأضعف في المنطقة ,بالتهديد وبالوعيد مارسته ضدّهم كلًّا من بريطانيا وفرنسا من خلال مصر في الستّة أشهر الأولى الّتي سبقت عدوانهما “الثلاثي” عليها .. والثانية مورست ضدّ العراق ,أيضًا في الستّة أشهر الأولى قبل بدأ ما عُرفت بحرب تحرير الكويت وبأبشع صور التهديد لوّنت فضاءات التحضير للحرب بلهجات التصعيد سبقت شنّ الهجمات ,ثمّ لتتواصل فيما بعد ذات الحرب الاعلاميّة رفقة موجات من هجمات تشكّلت من نوبات تدميريّة استمرّت ثلاثة عشر سنة رفقة حصار أممي ليس له مثيل ,رافق كلّ ذلك سيل وعود اشتغلت على خطّ ثالث هذه المرّة لتطمين العراقيين بوعود الديمقراطيّة وعصر من الرخاء قادم وبوعد جعل العراق قمّة من قمم التطوّر! ..العراق بعد غزوه دخل فوضى عارمة كما هو معلوم لازالت متّقدة لغاية اليوم ,ومع كلّ انتخابات تدخل مشاعر المواطن العراقي حالة إنذار لما تتعرّض له من كم هائل من وعود سياسييه بمستقبل مثالي ينتظر العراقيين.. وبعد أن سقط كلّ شيء ولم يحصل الشعب على أيّ شيء من تلك الوعود المعسولة ومع مرور الوقت وضعف سلطة الدولة بدأت مفاعيل “إعلام ذاتي” سلبيّة من نوبات لردود أفعال انعكست داخل كيان كلّ عراقي بعدما تأزّمت المشاعر وضاقت الدنيا في العيون لتتحوّل الأماني والآمال لهواجس بحياة مريرة بالانتظار وبكوابيس تتناوب لقتل كلّ بارقة أمل جميل بعدما ذابت الوعود في خضمّ مستنقعات أكاذيب لهذا النوع من الساسة ,فانتقلت الأحاسيس والهواجس هبوطًا من الشعور بالحظوة العالميّة الخاصّة طيلة عقود من الزمن هبوطًا إلى مُدرك حقيقي أذعنوا له لم يعودوا يثيروا اهتمام هذا العالم ولا يأتي على ذكرهم إلّا عبر أبواب أخرى لم تخطر بالبال كالقاعدة وخطب زعيمها بن لادن, فانفجر الغضب العراقي وكتب للعراقيين لأن يكونوا أوّل من فتح بوّابات الربيع ,فانقضّ غضبهم وقد غصّت به شوارع العاصمة والمحافظات ما أجبر ذاكرة العالم لإعادة إنتاج العراق بعد آخر عهدهم به بقضايا التعذيب وبأبو غريب.. وبنفس الوقت أعطت أميركا الإيعاز لأحد صنائعها النجباء “بالتصرّف” بقمع موجة الغضب الشعبي بأبشع الأساليب رافقها وعود إعلاميّة مرسومة أميركيًّا “من مئة يوم” لإصلاح كلّ شيء لا زال لم يُصلّح طيلة سبع سنوات! ..بعد القمع الاجرامي لم يعد يُذكر العراق إلّا وذكرت معه داعش مثلًا!. عوامل إحباط متلاحقة تضغط على الشعب أفرادًا أو جماعات ,مهمل مركون مطوي ,كوارثه يوميّة باتت تنهال عليه بعد أن كانت نوبات شهريّة أو سنويّة ..لقد ناورت أميركا بالعراقيين بعد أن حصلت على ما تريد حين نقلت الهاجس العراقي من ضغطها الإعلامي الهائل لتضعه تحت سطوة إعلاميّة داخليّة هي الأخرى مليئة بالوعود وبالأكاذيب يشنّها تلامذة أميركا النجباء على أبناء جلدتهم المفترضون وبمزيد من الوعود لا يحصد منها المواطن إلّا الكوارث والنزوح ,والكوارث أكثر من تعدّ ولا تحتاج لتسليط الضوء على أنواعها وأعدادها فباتت الوعود لازمة كلاميّة تعبث بحيرة المواطن فلم يجد سوى وضعها موضع التندّر الأسود فركنها في زاوية من زوايا حياته البائسة كمكبّ لنفايات همومه اليوميّة الضاغطة..
عمليّات تهديد الخصم سلوك بشري أيضًا قديم قدم الانسان نفسه وأقدم منه ,وكذلك الوعود.. وقد تشكّلت كلتا الحالتين متناقضتي طبيعتيهما وتطوّرتا مع تطوّر النزاعات وأساليب الصراعات.. ولعلّ لغة التهديد هي أوّل إرهاصات الحرب ,وعادةً ما تستخدمه الدول القويّة ضدّ الدول الصغيرة أو الضعيفة قصد إذعانها ..كما والتهديد بعواقب عدم الإذعان لهجة استعماريّة وعادةً ما تكون مرافقة لانتفاضات الشعوب وثوراتها ,فمع كل قمع لتظاهرة أو لثورة مسلّحة يكون التهديد وصل أقصى درجاته برفقة وعود تطمينيّة وهي بلا شكّ محاولة مصادرة نوايا الخصم بالإغراءات إعمار وحقوق وما إلى ذلك لبعثرة مفعول نزعة التحرّر ونزع فتيل الثورة, وذلك يحدث حتّى على مستوى الداخلي للمؤسّسات أو للشركات!.. وفي عصرنا الحديث مورس التهديد “المناور” بأبشع أشكاله ,وأوّل التياع للعرب في عصرنا بهذا النوع من الحروب وهم الأضعف في المنطقة ,بالتهديد وبالوعيد مارسته ضدّهم كلًّا من بريطانيا وفرنسا من خلال مصر في الستّة أشهر الأولى الّتي سبقت عدوانهما “الثلاثي” عليها .. والثانية مورست ضدّ العراق ,أيضًا في الستّة أشهر الأولى قبل بدأ ما عُرفت بحرب تحرير الكويت وبأبشع صور التهديد لوّنت فضاءات التحضير للحرب بلهجات التصعيد سبقت شنّ الهجمات ,ثمّ لتتواصل فيما بعد ذات الحرب الاعلاميّة رفقة موجات من هجمات تشكّلت من نوبات تدميريّة استمرّت ثلاثة عشر سنة رفقة حصار أممي ليس له مثيل ,رافق كلّ ذلك سيل وعود اشتغلت على خطّ ثالث هذه المرّة لتطمين العراقيين بوعود الديمقراطيّة وعصر من الرخاء قادم وبوعد جعل العراق قمّة من قمم التطوّر! ..العراق بعد غزوه دخل فوضى عارمة كما هو معلوم لازالت متّقدة لغاية اليوم ,ومع كلّ انتخابات تدخل مشاعر المواطن العراقي حالة إنذار لما تتعرّض له من كم هائل من وعود سياسييه بمستقبل مثالي ينتظر العراقيين.. وبعد أن سقط كلّ شيء ولم يحصل الشعب على أيّ شيء من تلك الوعود المعسولة ومع مرور الوقت وضعف سلطة الدولة بدأت مفاعيل “إعلام ذاتي” سلبيّة من نوبات لردود أفعال انعكست داخل كيان كلّ عراقي بعدما تأزّمت المشاعر وضاقت الدنيا في العيون لتتحوّل الأماني والآمال لهواجس بحياة مريرة بالانتظار وبكوابيس تتناوب لقتل كلّ بارقة أمل جميل بعدما ذابت الوعود في خضمّ مستنقعات أكاذيب لهذا النوع من الساسة ,فانتقلت الأحاسيس والهواجس هبوطًا من الشعور بالحظوة العالميّة الخاصّة طيلة عقود من الزمن هبوطًا إلى مُدرك حقيقي أذعنوا له لم يعودوا يثيروا اهتمام هذا العالم ولا يأتي على ذكرهم إلّا عبر أبواب أخرى لم تخطر بالبال كالقاعدة وخطب زعيمها بن لادن, فانفجر الغضب العراقي وكتب للعراقيين لأن يكونوا أوّل من فتح بوّابات الربيع ,فانقضّ غضبهم وقد غصّت به شوارع العاصمة والمحافظات ما أجبر ذاكرة العالم لإعادة إنتاج العراق بعد آخر عهدهم به بقضايا التعذيب وبأبو غريب.. وبنفس الوقت أعطت أميركا الإيعاز لأحد صنائعها النجباء “بالتصرّف” بقمع موجة الغضب الشعبي بأبشع الأساليب رافقها وعود إعلاميّة مرسومة أميركيًّا “من مئة يوم” لإصلاح كلّ شيء لا زال لم يُصلّح طيلة سبع سنوات! ..بعد القمع الاجرامي لم يعد يُذكر العراق إلّا وذكرت معه داعش مثلًا!. عوامل إحباط متلاحقة تضغط على الشعب أفرادًا أو جماعات ,مهمل مركون مطوي ,كوارثه يوميّة باتت تنهال عليه بعد أن كانت نوبات شهريّة أو سنويّة ..لقد ناورت أميركا بالعراقيين بعد أن حصلت على ما تريد حين نقلت الهاجس العراقي من ضغطها الإعلامي الهائل لتضعه تحت سطوة إعلاميّة داخليّة هي الأخرى مليئة بالوعود وبالأكاذيب يشنّها تلامذة أميركا النجباء على أبناء جلدتهم المفترضون وبمزيد من الوعود لا يحصد منها المواطن إلّا الكوارث والنزوح ,والكوارث أكثر من تعدّ ولا تحتاج لتسليط الضوء على أنواعها وأعدادها فباتت الوعود لازمة كلاميّة تعبث بحيرة المواطن فلم يجد سوى وضعها موضع التندّر الأسود فركنها في زاوية من زوايا حياته البائسة كمكبّ لنفايات همومه اليوميّة الضاغطة..