إثارة المذبحة الارمنية بوجه تركيا بين حين وحين ومطالبتها بتقديم اعتذار للارمن وما يترتب عليه من تعويض، تقض مضاجعها وهي الرافضة للاعتذار والتعويض معاً، علماً ان حلفاءها الاطلسيين يقفون وراء هذه الاثارة. وبالرغم من طول الفترة بين اثارة واخرى، لكنها تظل بمثابة مشروع اثارة دائم يجثم كالكابوس فوق صدور الاتراك.
وبأسقاط الطائرة الروسية من قبل الاتراك، فأن اعتذاراً أخر راح يواجهها لا يقل ازعاجاً لتركيا من ازعاج الاعتذار الاول لها، ان لم نقل يفوقه في قوته التدميرية، اذ عرض تركيا الى حزمة من العقوبات الاقتصادية الروسية. ولقد مارست أنقرة التعنت حيال الاعتذارين ورفضتهما، مستقوية في الثاني بالناتو، ماجعل من الخلاف بينها وبين موسكو يرتقي الى نقطة
اللارجعة عن التصادم بينهما. ولدى روسيا اكثر من ورقة ضغط لمجابهة تركيا، كالورقة الكردية والمذبحة المشار اليها، فأوراق اخرى، وتركيا كما نعلم دولة محاصرة من قبل جيرانها كافة، ولقد عبر ذلك مسؤول تركي رفيع المستوى حين قال (تركيا محاطة بالنار). وفي حال حصول الكرد على الاستقلال، فأن من الطبيعي مطالبتهم لتركيا بتقديم سلسلة من الاعتذارات تبدأ من ايام العثماني وتنتهي بالحكومة الاردوغانية أو اية حكومة تركية تعقبها، مروراً بالحكومات الاتاتوركية العسكرية. ولا يغيب عن البال ان الحكومة التركية الحالية ذات التوجه الاسلامي كانت وما تزال من اكثر الحكومات التركية ارتكاباً للمذابح الجماعية بحق الكرد.. في روبوسكي وسركلي وزاركلي وو.. الخ وربما يكون لسان حال تركيا الاستفزازية والمتعنته والعنجهية والعنصرية (اهلاً بمعارك الاعتذارات)!