23 ديسمبر، 2024 6:51 ص

حرب الابادة ضد الشيعة …

حرب الابادة ضد الشيعة …

اثبتت العمليات الارهابية الاخيرة للتنظيمات المسلحة انها لم تكن تقصد في هذه المواجهة نزاعا مسلحا . او ردا مضادا  . او دفاعا متحركا  . او جهادا في سبيل الله  . او انها تخوض حرب تقليدية كبقية الحركات والتنظيمات المسلحة .
المتتبع لسيرالاحداث منذ سقوط صدام حسين ولحد الان والالة العسكرية للتنظيمات المسلحة تمارس سلاحا لم يمارس من قبل من حيث الكمية والقوة والممارسة .
فيحدث عادة في الحروب والنزاعات بين الدول والميليشيات والجماعات والافراد ان تحتسب القوات ليوم الحسم . وليوم تميل فيه كفة على اخرى . ولذلك تمارس دول وجماعات احيانا زخم كبير من الهجوم بما يلحق بالاخر ضرر كبير يجعله يتراجع في المعركة .
وبمحصلة ان الطرفان يتقاتلان على قمه جبل . اوالسيطره او على مفترق طريق او جادة او منطقة فيها السطوة والقوة .
ولكن الصراع في العراق يختلف فليس هنالك تلة او قمة جبل يريد يحتلها عدو وانت تدافع عنها او تريد ان تبعد خصمك  عنها . انما عدوك لايبحث عنك في ميدان قتال ولايتوعدك في منطقة نائية انما هو يستهدف الاسواق والكنائس والمساجد والمدارس ورياض الاطفال وان عقيدته تبيح له فعل ذلك وتعد هذه الاهداف متارس يقتل فيه من كان على حد قول ابن تيمية في قتل المتترس . الصراع هنا يختلف تقليديا ويتشابه في الصراعات الكبرى .
موضوع القتال واساليب القتال واداة القتال .. كلها مواضيع تتعلق بالسلطة فلو سلم المالكي السلطة الان مثلما سلم مجلس الحكم السلطة في حينه لما حدث ما يحدث . وان عقدة هتلر من نفوذ اليهود في الصناعه والتجاره والعلوم تشبهه عقدة الوهابيه من الشيعه في النفوذ وان امكانيات الشيعه العلمية والتقنية وحضورهم الانساني والديني والانتصارات التي تحققت على الصعيد العلمي والعسكري جعلت الوهابيه يرسخون عقدة الامويين والعباسيين والعثمانيين من ال البيت .
ان تصنيف العمليات العسكرية في بعض مناطق بغداد الشرقية وجنوب العراق تشبهه تلك المعارك التي خاضتها القوات النازية في احتلال بولندا وروسيا . فكان الجيش النازي في احتلاله بولندا واكرانيا وروسيا لايبحث على معسكرات فيها غنائم وانما عن احياء فيها يهود لاابادتهم .
ولم تكن القوات النازية تهتم باهمية الهدف والانتصار بقدر اهتمامها بما هو حاصل من نتائج حرب الابادة . الافران والمقابر الجماعية هي المنجز النازي . انهاء العنصر اليهودي هو المنجز وليس فرض ارادة المانيا والنازية . النازية تريد السيطرة على العالم الغربي بعقيدة هتلر والمجتمع النازي وبناء مجتمع اشتراكي يرتبط بارادة الفوهرر والحزب النازي وهكذا الحال الان ان هنالك مشروع عقائدي سلفي يسمى بالوهابيه يريد ان يفرض عقيدته في البلاد العربية ويسخر له مئات المليارات من الدولارات لهذا الغرض . هذا المشروع الذي احتل افغانستان مثلما احتلت النازية بولندا .. كان الوهابيه والقاعده وطالبان يعاملون كافة الافغان بالتسامح والصفح عن الخطا  و عندما احتلت القاعدة وطالبان كابل نكلوا وقتلو قبيلة الهزاره بسبب معتقدهم الشيعي ولم يتعاملوا  بنفس المستوى مع الافغان الاخرين . وكذلك الحال عندما تمكنت جبهه النصرة والقاعده في سوريا فشنت حرب اباده تشبهه تلك التي في روسيا وبولندا ضد اليهود . وكذلك الحال عندما تعرض العراقيون الشيعه على يد الزرقاوي الاردني وابو ايوب المصري من جرائم ابادة طالت حياة مئات الالوف منهم بانتحاريين عرب ومسلمين ولم تكن تلك العمليات الغرض منها تحرير ارض او فرض ارادة . وكان بامكانهم ان يفعلو كما فعلت اي دولة محتلة او جماعة غاشمة ولكن ممارسة القتل الجماعي ولمكون معين تعني الشي الكثير . كان بامكانهم احتلال قصبة او مدينة شيعيه وتبقى خاضعة لنفوذهم كما بقيه المدن انذلك ولكن مشروعهم التكفيري لايبقي على الشيعي حيا حتى وان ارتد عن دينه ومذهبه. فيحل عليهم قتله وسبي ماله وعياله وهذا ليس تصرف العوام  الرعاع بل فتاوى العلماء .. وان المتتبع للعمليات العسكرية للقاعده والنصره وطالبان وبوكو حرام وكافة التنظيمات السلفية سيدرك مدى دموية تلك الجرائم وبشاعتها . انها فاقت جرائم الهولوكوست  هم يريدون ان يفرضون عقيدهم بالمال والسلاح  على المسلمين كافة ولكن  الشيعه ليس لهم مناصحة او حوار ، الحوار بينهم وبين الشيعه ووفق منهج ابن تيميه وعبد الوهاب اقامة الحد بالذبح بالسيف . ولذلك ترى السيف هو شعارهم وليس السنبلة او غصن الزيتون او اي من عوامل نهضة اي جماعة او دولة . لازال السيف عنوان بارز رغم تقنية السلاح لانهم لايحيدون او يجتهدون في ذبح الشيعه بغير السيف استنادا لفتاوى ابن تيميه . ان فكرة قتل الشيعه ليس من المنهج الديني للمؤسسة الوهابية فقط وانما ضمن منهاج التعليم العامه لافراد الشعب وهم لا يستثنون من ذلك طفل او امراة او مسن او مريض او اسير او عابر سبيل يقتل كان من يكن  .. ان تسجيلات الفديو لعلماء دين سعودين او رجال دين يلقون خطب في ساحه الاعتصام في الفلوجه والانبار من السائرين على نهج ابن تيميه والدولة الاموية  لدليل على التحريض والقتل للشيعه وان اعتماد تلك التسجيلات في سجلات مجلس الامن ستعطي صوره ناصعة عن مظلومية الشيعة ودموية الوهابية.. والا ما معنى مناسبة تجمع فيها ناس ابرياء عزل يحضرون عزاء في سرادق  يقتلون بهذه الطريقة ، بامكان حزام ناسف واحد ان يقتلهم  ويرحلهم بما يعتقد به الوهابيه . ولكن استخدام ثلاثه عجلات مفخخة وحزام ناسف وعبوة ناسفة لقتلهم امر محير وعجيب وليس له نظير .ازهاق ارواح ٣٠٠ فرد وجرح ٥٠٠ فرد امر يصعب على اي ميليشيا ان تقاتل قتال شوارع من تحقيق هذا الرقم في اسابيع .ان مشاهدات الفديو واليوتيوب في عمليات الذبح التي تمارس في حق الشيعه تشعرك بالقرف باسلوب التنفيذ وطريقتها والبشائر والافراح عند تنفيذها . اذا ليس من المعقول ان يكون النازي الالماني اكثر رحمة على الفرنسي عند احتلال فرنسا ولاتوجد هذه الرحمة على اليهودي الالماني او البولندي بسبب المعتقد الديني والطائفي وهذا ماحصل في العراق . ان مايحدث في الشرق الاوسط من حرب ابادة منظمة وممنهجة بقتل الشيعه في اي مكان تشبهه قتل اليهود في اوربا نحن نحارب فكر يشبهه الفكر النازي ومثلما اجتمع المجتمع الدولي على انقاذ اليهود في اوربا على المجتمع الدولي ان يقف موقف انساني من انقاذ الشيعه من حرب الاباده الجماعية التي تمارس بحقهم . نطالب المجتمع الدولي بالتدخل لحماية الشيعه في العراق وسوريا وباكستان والبحرين وافغانستان ولبنان والمنطقة الغربية من الخليج العربي وبقيه الدول من حرب الابادة المستمرة والتي سوف تطال بقيه الناس الاخرين ممن يؤمنون بالمذهب الجعفري . ان العالم مطالب بالتدخل العسكري ونناشد مجلس الامن بارسال قوات دولية وقوات حفظ الامن والفصل بين الضحايا والجلادين  واعتماد صيغة تحمي الشيعة في المنطقة وعلى المجتمع الدولي ان يضع حدا لتلك الجرائم التي يتعرضون لها الشيعة منذ مئات السنين على يد الوهابية والسائرين على النهج الاموي . ان مقتل مليون شيعي  جريمة كبرى تندرج في سجل حرب الابادة . و ان تدخل مجلس الامن في حماية الشيعه واجب انساني واخلاقي في حماية اكثر من ٣٠٠ مليون شيعي .  وادانة الوهابية واعتبارها حركة عنصرية طائفية يفضي تفكيرها ومعتقدها الى قتل الناس وتشريدهم وهي تشبه من حيث السلوك الفكر النازي  الدموي وبادانتها والقضاء عليها خدمة للانسانية .