ما نلاحظه اليوم في الفضائيات أو على صفحات وسائل التواصل الإجتماعي وفي المجالس الخاصة والعامة بعض دعاة العلمانية والمدنية أنهم يهاجمون الإسلاميين بلا هوادة ..وينتقصون من طريقتهم ويطعنون بدينهم وتدينهم ويدعون إلى محاربتهم وطردهم من ساحة المجتمع ..وهذا نوع من أنواع الدكتاتورية (الإلغائية) المرفوضة قطعاً ..!فليس من حق المدنيين – وفق مباديء الحرية والديمقراطية – أن يستهدفوا الإسلاميين ويسخروا من مراجعهم ورجال دينهم الكبار ….وليس من حقهم أن يعملوا على إشاعة الفاحشة في المجتمع وإغراء الشباب المسلم بالرذائل والفواحش والمحرمات بحجة إنها البديل الأفضل والأحسن للبلاد والعباد ….ولكن من حقهم محاربة الفساد والمفسدين والمجرمين….ومن حقهم أن ينّظرون ويدعون إلى دولة مدنية (علمانية) تحفظ حقوق الجميع وتحقق العدالة الإجتماعية كما في العديد من الدولة المتحضرة ..ولكن عليهم أن لايصوروا للناس بإن مشكلة البلد هي الدين وأهل الدين ورجال الدين والمعممين وأنه يجب إعلان الحرب عليهم وملاحقتهم وكأنهم جزء غريب عن المجتمع ..! هذا لعمري خطأ كبير ..وهذه دكتاتورية عمياء وهي ضد الحريات الشخصية …! كما في المقابل لايحق للإسلاميين أيضاً أن يجبروا الناس على التدين وعلى الدين ورواياته وأحاديثه ومجالسه ومعرفة رموزه ورجاله وضرورة التقليد وغيرها ..وأن لايفرضوا عليهم الإستماع للخزعبلات والخرافات التي أكل الدهر عليها وشرب ..وأن لايجعلوا من مناسباتهم الدينية بلاءاً ومصيبة على الناس وتعقيداً لحياتهم وتعطيلاً لنظامهم ومضايقتهم في أرزاقهم وعيشهم بشكل شبه متواصل..!!
أكيد نحن اليوم لانريد دولة اللعن والسب والشتم ، لانريد دولة العصبيات والطائفيات والخرافات ، لانريد دولة الذبح والتهجير والتفخيخ وقطع الرؤوس ، لانريد دولة الأديان والطوائف والمذاهب …وفي نفس الوقت نحن لانريد دولة الإبتذال والسقوط الأخلاقي والإنحلال المجتمعي وإشاعة الفواحش والكبائر في مجتمعاتنا المحافظة بإعرافها وتقاليدها الكريمة تحت شعار (الدولة المدنية أو العلمانية.!)
إن هاتين الحريتين المشوهتين نحن نرفضهما جملة وتفصيلاً .. ولانقبل بهما ..لإنهما لايقلا وحشية وجهلاً عن داعش وأخواتها وبناتها وذريتها .!!