لم يخطر ببال أحد ان يتسابق أعضاء مجلس محافظة الديوانية دون كلل او ملل ” ليل وصبح، وصبح وليل ” من اجل اتخاذ قرارات مهمة كنا نعتقد انها ستصب في مصلحة المحافظة ومواطنيها ولكن واقع الحال يشير الى ان المصالح الشخصية الضيقة كانت حاضرة بقوة والغاية الرئيسية هي كسب الوقت والمراوغة لعل المتظاهرين يصدقون ان ما يحصل هو الدواء الشافي للعلل التي تعاني منها المحافظة
حقيقة ان ما حصل في مجلس محافظة الديوانية حير العقول وأصبحت الاقالات ” على فلس ” وبات المواطن لا يعرف الان من يدير زمام الأمور ” تاهت علينه ” ففي كل ساعة تسمع خبرا جديدا ..!!
فما نسمعه من تصريحات صحفية ألهبت مواقع التواصل الاجتماعي حول تبادل الاتهامات تارة بالتزوير وأخرى باختراق القانون بين قطبي الحكومة المحلية التشريعي والتنفيذي بتنا نتخيل أنفسنا اننا في ” ولاية بطيخ” وان ما يحصل هو من نسج خيال حكايات ألف ليلة وأنها لم ولن تحصل حتى في “الأفلام الهندية “ولكنها أضحت واقع حال، ومنها إقالة رئيس مجلس المحافظة جبير الجبوري من منصبه من قبل كتلة صرخة المتظاهرين المشكلة حديثا
وتعميم كتاب من قبل محافظ الديوانية عمار المدني الى الدوائر الحكومية يقتضي بعدم التعامل مع الجبوري الذي أعلن هو الاخر عن تقديمه طعنا بقرار اقالته من منصبه واصفا تلك الجلسة بغير القانونية فضلا عن إقامته دعوى قضائية على الاعضاء الذين صوتوا على اقالته وإحالتهم للنزاهة باعتبار ان اجتماعهم لم يكن جلسة وانما هو اجتماع لمجموعة من الاعضاء كانوا يتعللون في بيت المحافظ لإيهام المتظاهرين بان اقالة رئيس المجلس ستحل المشاكل الموجودة في الديوانية وهو مخالفة صريح لقانون مجالس المحافظات بحسب قوله، كما أصدر الجبوري امرا اداريا يقضي بأنهاء عضوية عضو مجلس المحافظة علي فوزي زيدان الذي كان من بين المصوتين على اقالته بحجة عدم استيفاءه الاجراءات القانونية كعضو بديل عن العضو السابق محمد هدام حسن.
والادهى من ذلك فقد أعلن رئيس المجلس المقال عن قبوله لاستقالة المحافظ بذريعة ان المحافظ قدم طلبا لإعفائه من منصبه وقد أرسل كتبا رسمية الى رئاسة الجمهورية والبرلمان ومجلس الوزراء حول قبول تلك الاستقالة معلنا عن تشكيل لجنة خاصة لاستقبال المرشحين الجدد لشغل منصب المحافظ الجديد
ولم تمض ساعات على تلك ” الطركاعه “جاء ليطل علينا تصريح صادر عن المكتب الاعلامي للمحافظ ينفي تقديم المحافظ استقالته الى رئيس المجلس السابق وان التوقيع في ذيل المنشور هو ليس توقيعه وقد وجه المحافظ كتاب الى هيئة النزاهة للتحقيق مع رئيس المجلس المقال لتجاوزه الصلاحيات والقيام بمخاطبة السلطات العليا والتمسك برئاسة المجلس وتقديم اوراق مزورة باسم المحافظ تتضمن استقالته من المنصب ” شتحط الها وتطيب “
ومازالت الصراعات والاتهامات مستمرة بين تلك الأطراف ولم تتوقف عجلتها يقابلها صمت المواطن الديواني وعدم اكتراثه لما يجري “بخيرهم ماخيّروني وبشرهم عمّوا عليّه ” لأنه أدرك حقيقتها بأنها صراعات كرسويه مصلحية وبالتالي بات كالمتفرج على حلبة صراع “ديوك الهراتي” يشاهد دمها وهي تنزف ويقول “آني ياهو مالتي، نارهم تاكل حطبهم”
ان صراعات هذا العصر لم يؤلفها الشارع فهي بين أعضاء الحزب الواحد أخوة الأمس أعداء اليوم فكل منهم يبحث عن سر بقائه واحتفاظه بالمنصب حتى لو اضطره الامر للتحالف مع الشيطان لان حرب الاقالات قد بدأت ولا مجال للهدنة اما لسان حال الشارع المنتفض فيقول اين هي الإصلاحات افتونا جزاكم الله خيرا …!!!