19 ديسمبر، 2024 2:11 ص

حرب الإعلام في العراق !!

حرب الإعلام في العراق !!

إنها والله لحربٌ ضاريةٌ وضروس , وفيها ومنها عِبرٌ ودروس , إنّما التعاطي معها فكرياً وإعلامياً يكاد يغدو ميؤوس .

وحرب الإعلام المرصودة والمشهودة والمقصودة , هي اوسع نطاقاً وخطورةً ممّا دارَ من مناوشاتٍ واشتباكاتٍ عبر وسائل الإعلام بين عصائب أهل الحق وتيار الحكمة , فعلى الأقل أنّ تلك المعركة الإعلامية الشرسة التي اندلعت مؤخراً , فكانت معلومة المصادر وتحت الأضواء ولم تكن لها تأثيراتٍ وانعاكاساتٍ سيكولوجية وسوسيولوجية على الرأي العام وسرعان ما جرى تلافيها وعدم فتح جبهاتها ومحاورها , لكنّ الأعظم والأخطر ” في جانبٍ منه ! ” هو ما تعجُّ وتضجُّ به المواقع الإخبارية ووسائل التواصل الأجتماعي عن ” حضورٍ وانتشارٍ جديد لقطعات امريكية في مناطق ومدن وقواعد بعينها في العراق , ويصاحبها ويرافقها حسب اخبار تلك المواقع إنزالات لوحداتٍ امريكية من الجو , بالأضافة الى سيطرة على الأجواء العراقية والتحكّم بها , وبجانب السيطرة على نظام الإتصالات في البلاد ” . وقطعاً نتعمّد ونتجنّب ذكر التفاصيل وأسماء المدن والمناطق اللائي يقال أنّ الأمريكان حطّوا الرحال فيها .! ويقيناً أننا لا نسعى الى أيّ <Media Promotion – ترويجٍ اعلاميٍّ > لمثل تلكُنّ الأخبار التي سعة الإنتشار فيها تكاد لا تتطلّب هكذا انتشار او ترويج جرّاء زخمها المكثف في السوشيال ميديا , مع الإدراك المسبق أنّ شرائحاً ما وقطّاعاتٍ ما من الجمهور تؤيد أيّ تدخلٍّ عسكري امريكي او سواه جرّاء ما شهدته البلاد منذ تولّي احزاب الأسلام السياسي ولغاية الآن , ودونما خوضٍ في تفاصيلٍ تطول , أنما يمكن اختزالها بعدم ضمان أمان حياة ايّ مواطن ومن اية جهةٍ كانت حتى من غير داعش والقاعدة ومرادفاتهما ومشتقاتهما .!

الحرب الإعلامية هذه وسمّوها البعض بِ ” الحرب الناعمة ” وهي تسميةٌ غير دقيقة ومجازية , هي بلا ريب الساحة الرئيسية والستراتيجية لتنفيذ آليّات الحرب النفسية وببرمجةٍ ملآى بعناصر التكتيك والقدرة على تغيير البرمجة والمناورة الآنية وفق حتى متطلبات المفردات اللغوية .! وطريقة صياغتها وتحريرها , والمعضلة الفعّالة في الحروب النفسية ” وحسبما تؤكّده الدراسات الأكاديمية في علم الإعلام ” , بأنّ بعض مكوناتها قد تضحى صحيحة او صائبة , وبعضها الآخر قد تمسى غير دقيقة او مشكوكٌ فيها , بينما الأساس المطلوب هو تمرير معلومةً مضلّلة او كاذبة بغية التأثير النفسي على القوات المسلحة او الجمهور .

وإذ نختصر ونختزل الى الحدّ الأدنى مسألة او موضوعة هذه الحرب النفسية القائمة < والتي كانت من أصعب المواد الدراسية في الجامعة > , فأنّ ” الجانبَ الآخر ” او المقابل , وهو الطرف الرسمي العراقي , فأنَّ العجبَ العجاب او ما أشدّ عجباً من هذا التعجّب , فأنّ الحكومة العراقية لديها او التي عيّنت ثلاثة ناطقين رسميين للقوات المسلحة ” أحدهم لوزارة الدفاع وهو لواء طيار ! , والآخر برتبة عميد كناطقٍ باسم قيادة العمليات , بينما ناطق باسم وزارة الداخية وبرتبة لواءٍ ايضاً ” , ودونما أيّة إشارةٍ ولا حتى عابرة الى الى ازدواجية وتعدد الناطقين الرسميين بدلاً أن يكون هنالك ناطق رسميٌ واحد , لكنّ مثار الغرابة أنّ هؤلاء السادة الضباط الثلاث فيكادوا يتبنّون او يلتزمون الصمت شبه المطلق تجاه الأخبار المبثوثة في السوشيال ميديا عن تحركات القوات الأمريكية وانتشارها وكذلك Redeployment – إعادة انتشارها في محافظاتٍ ومناطقٍ قريبةٍ للغاية من العاصمة حسبما تذكر اخبارهم ومصادرهم المجهولة .

ولكي لا نتهم الناطقين الرسميين للقوات المسلحة بأيّ تقصيرٍ مفترض في الرّد على هذه الأخبار المنتشرة ” اولاً بأوّل ” , ولكي لا يقال ولا إفساح المجال لما يقال بأنّ ” السكوت علامة الرضا ” ! , فلا نستبعد أيضاً أنّ مصادراًعسكريةً او سياسية عليا قد طلبت من اولئك الناطقين بعدم التعليق بأيّ تعليق على اخبار التحركات الأمريكية المفترضة , لكنّما ايضاً أنّ هذا الصمت الرسمي يؤدي الى حالةٍ من التشوّش الفكري لدى الجمهور , بل وقد يجعل البعض اكثر ميولاً لتصديق اخبار الإنتشار الأمريكي .!

أحدث المقالات

أحدث المقالات