يبذل مقاتلو الدواعش في الموصل الآن , اقصى ما بوسعهم لتأخير عملية قتلهم من قبل القوات العراقية ولو حتى لأيامٍ قلائل .! وفي واقع الأمر فلا بديل لهم لذلك , والمسألة تعتمد اساساً على كميات الذخيرة المخزّنة معهم ” بالدرجة الأولى , وعلى المؤن والوقود والمياه بعد ذلك حسب المفهوم العسكري المجرّد , لكنّ هنالك عوامل أخرى تلعب دورها بفاعليةٍ لا تقلّ اهمية عمّا ذكرناه , ويغدو تفكّك مبدأ ” القيادة والسيطرة ” في اولويات ذلك , ثمّ يؤثر ارتفاع نسبة الخسائر لديهم في القتلى في تقليل حجم او مساحة المناطق التي يسيطرون عليها , حيث لا ينطبق عليهم تعريف ” حرب العصابات ” التي يعتمد على ” الكرّ والفرّ ” بل لا تنطبق عليهم اية تعاريف عسكرية اخرى ! وهم الآن ليسوا في حالةٍ دفاعية بل أنهم محاصرون ولا منفذ لديهم , وهم في حالةالأنتظار الحار للموت او القتل .
ويعيش مقاتلو داعش الآن في حالةٍ تدنو من الهستيريا الفكرية والنفسية والصحية وبأعصاب مشدودة تكاد تتفجّر ! , وهم على درايةٍ وادراكٍ كاملين بمصيرهم المحتوم , بالرغم من أنّ نسبةً لا بأس بها قاموا بتسليم انفسهم الى القوات العراقية .
وبالصدد هذا وغيره ايضاً , كنّا وما برحنا نتمنى من القيادات العسكرية الأخرى , الأستعانة بخبراء الحرب النفسية والأكاديميين من عِلم الإعلام وعلم الأجتماع وعلم النفس , بغية تشديد الضغوط على داعش وتقصير مدة المعركة عبر التأثير على اوضاعهم النفسية والمعنوية < ومن الطبيعي أنْ لا يمكننا هنا نشر ما يمكن ان يستفيد منه العدو > .
المسافات التي تفصل بين قطعات الجيش العراقي والعدو تبلغ احياناً عشرات الأمتار , واكثر من ذلك قليلاً في مناطقٍ اخرى , وحبذا لو قامت القيادات العسكرية بنصب مكبّرات الصوت المدويّة في سطوح الدور التي يتمركزون فيها جنودنا , ويتمّ عبرها توجيه نداءاتٍ خاصة ومدروسة ! للدواعش تدعوهم الى الأستسلام السريع , بالأضافة الى بث الأناشيد الوطنية بأعلى درجة تقنية من من الصوت بغية التأثير النفسي في انهيار اعصاب العدو , والى ذلك ايضاً , فمن المعروف في الحروب والمعارك أنّ المقاتلين بوسعهم الخلود الى النوم ” على اصوات الرصاص ” من ساعةٍ الى ساعتين عند إطالة المعركة واشتدادها , فمن المطلوب من القيادات العودة الى استخدام وضرب الصواريخ والمدفعية الثقيلة ” بصورةٍ مستمرة او متقطّعه ” في مناطق مختارة وبعيدة عن السكان المدنيين وحتى لو كانت بعيدة عن الدواعش , فأصوات المدفعية والصواريخ وحتى القنابل الصوتية لها تأثيرٌ كبير على الأوضاع النفسية للعدو وإبقائه في حالةٍ استيقاظٍ متوتّر واستنفارٍ مضطرب .