بأستثناءِ ” كاتم الصوت ” , وليس ” عادم الصوت ” المستخدم في مؤخّرة ! العجلاتِ والمركبات , فحربُ التسجيلاتِ هذه وهي ” بالصوتِ والصورةِ معاً ” قد جرى وإبتدأَ شنُّها واندلاعها – بِسِمَةِ او بوصمة التعميم السياسي العراقي – منذ تقديمِ وزير الدفاع للقرص المدمّج المسمى ” دسك ” الذي كشفَ وعرّى فيه بعض تفاصيلٍ لبعض الفاسدين < وإذ نؤكد ونشدد هنا بأننا لا نقف بجانبِ هذا الوزير ولا مع اضداده , بل لا نقف مع كافة المتشاركين في لعبة او ما يسمى بالعملية السياسية .
ومنذ ذلك اليوم ” يوم القرص ! ” فأنَّ حالةً متعددة الصفات تنتاب وتهيمن على معظم ساسة السلطة واحزابها وكتلها , ويمتد ذلك الى نوّابٍ ووزراء وربما قادة في القوات المسلحة وما الى ذلك في هياكل الدولة ومفاصلها غير الجميلة .! , هذه الحالة ليست سوى مزيجٍ من الخوف والفوبيا ومعززة بعناصر الشك والأرتياب , ويرافقها صداعٌ غير مألوفٍ في عالم الطب ! ويُطلق عليه بالصداع السياسي غير القابل للعلاج ولا للتسكين والمهدئات .!
كلُّ هؤلاء واولئك قد أخذوا احتياطاتهم واحترازاتهم الأمنيّة عند الحديث مع ايٍّ كانْ خشية اجراء عملية تسجيلٍ مخفيّة , ربما تجري الإستفادة منها ” سلباً ” في وقتٍ لاحق , وجميعهم في دواخلهم وضمائرهم ” إنْ وُجدتْ ” فهم يشكرون وزير الدفاع ضمنيّاً على ما نبّههم عليه و فاجأهم به من دلائلٍ واثباتاتٍ للإدانة او الفساد ومرادفات ذلك , لكنهم اولئك السادة , فأنّ الفوبيا والريبة والتحسّب تدور في رؤوسهم وبأتجاهاتٍ مختلفة , من افتراض وجود تسجيلاتٍ صوتية او مصورة سابقة عند البعض , ولم تأتِ اللحظة المناسبة للفضح والكشف والتعرية .
نلاحظ من خلال ذلك , ومن زاويةٍ تحليليّةٍ مجرّدة , كيف اتّفق نواب البرلمان بمختلف انتماءاتهم السياسية وتوجّهاتهم الفكرية وبتناقضاتهم ايضاً , كيف تضامنوا وتآلفوا واتفقوا ” بالسرعة القصوى ” على < عدم الإقتناع > بما كشفه وزير الدفاع بمعلوماتٍ عن الفساد المالي للبعض منهم , وما يمكن فهمه وادراكه من ذلك هو كرسالةٍ تحذيريةٍ استباقيّةٍ لكلِّ من يحاول كشف هكذا ملفاتٍ ! في المستقبل , حيث ” عدم قناعة النواب ” تعني سحب الثقة او سحب اليد لأيّ مسؤولٍ مماثل , كخطوةٍ اولى على الأقل .!