· إطلاقاً لا أجد اية ضرورةٍ مهما صَغُر حجمها لتبيان الفرق او الفروقات بين < الإختلاف و الخلاف > .·
في هذه المرّة سأتعرّضُ الى سردٍ مختصر لمفهوم ” الإختلاف ” من الزاوية الدينية , ومن دون أن اذكر اسماء المراجع والمصادر التي تزخرُ بِ < عن فلانٍ وفلانٍ غيره وآخرٍ ..الخ > , حيث أنّ البعضَ في الزمن الأسلاميّ القديم قد شككّوا بصحة الحديث المنسوب الى الرسول ” ص ” بقوله < إختلاف أمتي رحمة > فأجابهم الإمام جعفر الصادق بأستشهاده ” اولاً ” بقول الله تعالى : < فلولا نفرٌ من كلِّ فرقةٍ منهم طائفةٌ ليتفقّهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلّهم يحذرون – سورة التوبة 122 > فكان تفسير الإمام الصادق لتلك الآية : < بأن ينفروا الى الرسول ويختلفوا اليه فيتعلّموا ثم يرجعوا الى قومهم فيعلّموهم , إنما اختلافهم من البلدان وليس اختلافاً في الدين , فالمراد في الإختلاف هو الذهاب والمجئ الى حلقات العلم > .. ثمّ خارج نطاق هذا الإسترسال , ففي سورة المؤمنون – آية 80 في قوله جلَّ وعز < وله اختلاف الليل والنهار > وهذا مثالٌ كافٍ لتوضيح المعاني اللغوية وغير اللغوية لكلمة : اختلاف ” … وإذْ نأسفُ هنا ايّما اسفٍ على هذه الإطالةِ الموجزة .! بغية إغناء الموضوع منْ اكثرِ منْ زاوية , فماذا حدثَ في مجلس النواب منْ اعتصام وخصام مما فيه محاكاةٌ للإنفصام , فأنه يصدمُ وبعنفٍ أمامَ اكثرّ منْ علامةِ تعجّبٍ ودهشة , إذ فلا شكَّ أن تضحى ايّ إختلافاتٍ في الرؤى حول التشكيلة او ” الكوكتيل ” الوزاري الجديد , فأنها لأجل إثراءِ المناقشات بهدف الوصول او التوصّلِ الى ادنى قاسمٍ مشتركٍ على الأقل لأجلِ الحل ! , ثمّ بغضِّ النظر < ولو منْ عينٍ واحدة ! > عن منافعٍ ذاتيةٍ مفترضة او مصلحةٍ ضيّقة لبعض الذين انتفضوا واعتصموا وَ ” هَوَّسووا ” من السادة نوّاب الشعب ! , فلو كانَ أيّ من هؤلاء او اولئك يمتلك القدرة ” ولو على مضضٍ ” للتحكّمِ بأعصابه – ولو حتى مؤقّتاً – لكانَ بوسعهِ الإدلاء برأيهِ المخالف والمُعارض او الإحتجاجي ” بشتّى الحُجج ” , بهدوءٍ وسكينةٍ و إتّزانْ بهدفِ إيصالِ صوتهِ الترشيحي المدوّي ! وعدم تداخل ذبذباتِ و تردّداتِ صوته او اصواتهم مع الأصوات الأخريات النشاز , وبالتالي تضييع الفرص على الإصغاء لوجهات النظر المطروحة < ليس فيما بينهم فحسب , وإنما أمام الرأي العام الذي لا يكترثون له > ..· إنَّ ال POLITICAL ANARCHY – الفوضى السياسية التي سادت بين النواب ورؤساء كتلهم واحزابهم وقادتهم , قد اثبتتْ بالدليل القاطع أنَّ أيّاً منهم لا يمتلك سمة او وصمة سياسي في هذا البلد , وأصلاً ومسبقاً فأنَّ عموم الشعب العراقي لا تتوقّعُ منهم أيَّ خير , او سَير على مسافةٍ تكادُ تدنو من الصراطِ المستقيم , بل وحتى الصراط المائل .!!