“أقسمت بالوطن المنكوب في نفر.. باعوا ضمائرهم.. أعظم به قسما” قال الشاعر الراحل د. محمد جواد الغبان، وأقول: نفدي العراق بوجداننا؛ كي يظل الخيمة التي تقينا صهد الحر وقر البرد.. النجمة التي تهدي ضلالنا في عتمة ليل حالك السدف، يكاد سواده يمسك باليد يلطخ راحة كفها كالسخام.
قدر محيط يحيق بنا، ونحن مهجورون نترقب الأخبار؛ لأنهم اغتصبوا ابتسامتنا، لا يعنون بما يمكن ان تجره الحروب من ويلات سبق أن اكتوينا بشواظ شرارها المستعر.
ما يسمى بـ “الدولة الاسلامية في العراق والشام” التي نحتوا منها فذلكة لغوية، لا يجيدون سواها، ملخصين: “داعش” نار تلتهم الاخضر واليابس، ولا تعنى بنازلة في قرية نمل، تدوسها سنابك خيل سليمان وجنده… وإنهم لكذلك.
يعملون ضد الجميع.. سواء أكان المستهدف شيعيا ام سنيا ام كرديا ام تركمانيا ام… سوى الرومِ خلفَ ظهرِك رومُ.. لا يفرقون بين بريء وجاني، بل البريء هو (أخيذتهم) يكرهونه لأنه يستفز خبثهم ببراءته.
الشعب العراقي كله، بالوان طيفه كافة، مستهدف من “داعش” ساء ذكرها؛ أفلا يحق للجيش الوطني، بعقائديته المبدئية، اخلاصا للوطن، ان يلاحقهم، في حرب مشرعة، لتأمين المواطنين من خوف صريح، يداهم وجودهم وعيشهم وحريتهم.. يجلدون من يغازل حبيبته أو تفوته صلاة الجمعة معذورا بسبب شرعي.
وبهذا فهم لا يحدهم شرع عن انزال العقوبة، بمن يدعون عليه مخالفة شرعية (!؟) فهل يترك مثل هؤلاء يعيثون إدعاء دين والله بريء مما يأفكون؟
انهم لا يؤشرون طلبات نابعة من حاجة المواطن، انما يضعون شروطا تعجيزية، لا يفهم منها المتأمل الا ارادات هوجاء، لن يرضيها السلام، اذا افترش بلاد الرافدين، بل يريدونها ارضا تستعر بمخزون نفطها، وتموت قبل ان ينفد…
فلو كان الامر متعلق بتغيير الحكومة، فلماذا تفخخ السيارات لتتفجر وسط سابلة الطرق الابرياء، وكادحي الاسواق ومساطر العمال، فجر التوكل على الله بانتظار الرزق، فيداهمهم المتوكلون على الطاغوت، موتا.
تغيير الحكومة رهين بصناديق الاقتراع، من يرشح نفسه، ولا يقتنع الشعب به، لا تنتخبوه، وكفى الله المؤمنين شر الـ…
إلا انهم بعيدا عن الانطقة المحمية، يعيثون قتلا بالابرياء؛ ما يجعل لزاما على كل مواطن يبغي ان يعيش رفاه المتبقي من عمر انفرط سهوا من مخالب الحروب والحصار والارهاب، ان يؤازر قواتنا، في حربها المشرفة، وهي تطارد فلول “داعش”في الفلوجة وديالى وصلاح الدين والموصل وسليمان بك.
سلاما شعب المآسي، منذ تموز والحسين حتى شهداء العقوبات الدولية، التي قنت لأجلها صديق، اثناء الصلاة: “ربنا ما ضرنا صدام ولكن ضرنا حلمك على صدام”.
فقد كرس الطاغية المقبور الحصار لمعاقبة الشعب جزاء انتفاضة آذار الشعبانية 1991، ويكرس اليوم، موتورو “داعش” و”القاعدة” و”البعثية” المهزومون تلكوء الخدمات ذريعة لأعلان الحرب على العراق، وليس لتصحيح مسارات عمل السلطة التنفيذية، انعطافا بها نحو خدمات تسعد العراقي وتنهِ معاناته المتوارثة، من “الحرس القومي” الى “داعش”.