12 أبريل، 2024 8:16 م
Search
Close this search box.

حرباء الفكر..

Facebook
Twitter
LinkedIn

يبدو ان قسما كبيرا من بني البشر باتوا يستفيدون من طريقة عيش الحيوان وهم من جعلهم الله خلفاء في الارض ووهبهم العقل الذي لا يوصف لدى الحكماء والعارفين ولا يذكر لدى من هم عمي صم لا يفقهون من الدنيا الا غرائزها الحيوانية ويعتاشون على الاخرين وكذلك هو الغراب الذي ارشد قابيل الى ان يخفي سوءة اخيه عن جرم ارتكبه ليكون اول بصمة في التاريخ في سفك الدماء التي حرمها الله على بني البشر الا بالحق؛ والحرباء الفكرية التي لها امتدادات تاريخية على وجود بني البشر ولكنها بدت تلوح في الافق بشكل كبير بين المتعلمين والمثقفين وما يطلق عليهم العلماء لا عن شيء بل عن خلل ونفاق وكذب على الذات من اجل استحسان هذه الجهة او تلك او هذا الحاكم او ذلك الامبراطور وهؤلاء الناس في كل زمان تجدهم موجودون في الشرك وموجودين في الاسلام وعلى مستوى الامبراطوريات وعلى الجمهوريات وعلى مستوى الاحزاب.

فتاره تراه يميل الى ابعد نقطة في اليمين او اليسار وتجده في نفس الان عالما وخطيبا وواعظا للجماهير ويدعو الى الاصلاح والسلام وقبل فترة من الان كان بوقا لهذا الرئيس او تلك الجهة او هذا الحزب وكان يدافع بطريقة مستميتة عن مبادئ من يؤمن له فرصة العيش الكريم من رفاهية والجماهير وللأسف الشديد وخاصة في وطننا العربي تنطوي عليها هذه الالاعيب ومن يتفحص التاريخ بشكل جيد يجد ان هذه الحرباء بدأت منذ ان بعث الله محمدا مرسلا لكافة العالمين وخاصة في العرب انفسهم فللنفاق وجه واحد وصفه القران بانه اذا خلوا الى شياطينهم فهم يقومون بالاستهزاء مع الفئة التي تعارض ذلك التوجه او المبدأ ولكن وبما اننا نعيش في القرن الواحد والعشرين وهذه الظاهرة بدأت لا تطاق وبدأت مضحكة يعلمها المتصدرون من هم يعملون في العمل الفكري لانهم يعرفونهم بأسمائهم وذويهم فذلك الذي كان ضابطا في فترة سابقة وهو يضع الته الحربية لغرض ان يبيد الحرث والنسل تراه اليوم ورعا متسامحا رحوما وكانه ملاك قد هبط على الارض ويلبس لباسا دينيا مقدسا والعالم في طبيعتها كثيرة النسيان لأنها ذات سريره وناموس ووجدان عال وهم يتأسون برسولنا الاعظم حيث يقول (صلى الله عليه واله) احمل اخاك على سبيل محمل من الجد والخير ولكن هؤلاء الذين تراهم يوميا وخاصة على شاشات التلفاز يبكون ويتباكون على مظلومية المواطن العربي وعلى تأخره ويصفون شعوبهم بالمتخلفة ولو سالتهم سؤالا من جعل هذا الحال على حاله لنعتوا ووصفوا الاخرين بأوصاف ما انزل الله بها من سلطان وتبرأوا امام الامة من افعال اولئك المجرمين حسب وصفه والتاريخ ليس ببعيد وان قسما منهم بل اكثرهم كانوا في السابق مع هذه الجهة التي يصفونها بهذا الوصف لماذا لا يستحي هؤلاء ويخجلوا من انفسهم لماذا هذا التغير في كل يوم بلباس جديد وفي فلسفة جديدة وهم يطرحون فكرا حسب مصالحهم لانهم اساتذة ومتعلمون في هذا المجال ومن بينهم خطباء ذات مرجعيات دينية واساتذة وحملة شهادات عليا واعلاميون وغيرهم كثير ..

الى اين يريد الوصول هؤلاء أليست الحياة ثانية ام ان هناك خلودا ذكر في التاريخ لبني البشر ام ان الجميع في طريقهم الى الفناء هذه ارادة الله وسنته ولا تبدل سنن الله في ارضه ..

هل المجتمع والناس يبقون في غفلة عن هؤلاء الذين يتاجرون بالكلام ولديهم اسلوب يكاد يفوق السحر في فلسفة الكلام وربطه باي شيء يرغبون فكفى هؤلاء الذين يتلونون بالوان عدة بل بمئات الالوان من ناحية اناقتهم الخارجية وفكرهم الشيطاني المتعفن الذي لا يزيدهم الا غرورا وهم المفسدون في الارض حسب ما يعلن لهم من اعمال التي يسعون اليها من اجل ان يكون في اماكنهم عبيدا لأولئك الطغاة والكفرة بلباس اسلامي او بفلسفة كلام وجداني ترق قلب ذلك الانسان البسيط الذي لاحول ولا قوة لديه الا التقوى وهو منهك طوال اليوم في البحث عن رزقه في سبيل ان يأتي بذويه بأقل نسب العيش الكريم وذلك الشيطان ينعم بكل الملذات وهو يعد من اوائل المترفين اما من هم من حملة الفكر على كافة مستوياته الذين يمتلكون إيمانا عميقا بان النفاق هو شرك بحد ذاته ولا يساومون على مبدئهم ويأكلون الحق بوجه كل من خالف الشرع واضطهد الناس بوجهه لا يخافون لومة لائم وهؤلاء القلة لهم مكانتهم في الدنيا وفي الاخرة مغفرة ورحمة من رب العالمين على ما نووا واعلنوا من ايمان صادق مصلحة للعالمين فليحذر الجميع من هؤلاء حذرا شديدا لانهم احفاد الشيطان وجنوده التي تسعى لتفسد ناموس الطبيعة وتكثر في الارض فسادا الا لعنة الله على الظالمين.

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب