17 نوفمبر، 2024 11:32 م
Search
Close this search box.

حرام علينه حلال عليكم

حرام علينه حلال عليكم

تمعنت كثيرا يوم امس بخبر الصلاة الموحدة التي اقيمت في مسجد الشيخ عبدالقادر الگيلاني في العاصمة الحبيبة بغداد، وهي الصلاة الموحدة الثانية بعد الاولى التي اقيمت في نصب الشهيد وبدعوى من دولة الرئيس المالكي.
واخذني الفضول حالي حال اي شخص اعجبته تلك الخطوة ودققت النظر بوجوه الحاضرين للصلاة من ابناء مذهبي، فشاهدت رجال الدين وكذلك بعض السياسيين بالاضافة الى شخصيات تنفيذية وعشائرية.
فسررت كثيرا للمشهد، ولما قاله الشيخ العيساوي امام وخطيب الصلاة حينها، وهو من الاخوة السنة كما يعلم المتابع والحاضر للصلاة، والذي تحدث بكلام يفرح له كل غيور وكل وطني وكل شريف يحب بلده ويرفض كل اشكال التبعية.
وفي الوقت نفسه، تساءلت في داخلي وقلت: اليس هذا هو نفس المسجد الذي صلى فيه السيد مقتدى الصدر وقامت حينها الدنيا ولم تقعد؟.
أليس الكثير من أبناء مذهبي الذين حضروا الى الصلاة يوم امس على مختلف تنوعهم كانوا قد استشكلوا حينها وقالوا ان التيار الصدري يريد اضعاف الشيعة وتقوية شوكة السنة؟.
أليس نفس دولة الرئيس ومن حوله من المنتفعين ووعاظ السلاطين كانوا قد انبروا لنا بألسِنةٍ حداد شداد على موقفنا الوحدوي آنذاك؟.
فيا ترى ما الذي تغير اليوم؟!.، حتى اصبحت الصلاة خلف اهل السنة مُدعاة للوحدة ونابذة الطائفية؟!.
لسنا ضد هذه الخطوة، بل على العكس نحن معها مائة بالمائة، ونحن اول من نادى بها.
ولكن ما يؤسفني ان مثل هكذا خطوات تتاجل بسبب جهل الجاهلين وكيد الحاسدين والمبغضين والطائفيين.
فعجبا لمثل هكذا نماذج متصنعة كيف تفكر!!، وكيف تبرر؟!، وكيف لها القدرة على مواجهة الناس وهم كل يوم يرتدون قناعا ان لم يكن اقنعة جديدة؟!.
فيا ايها الوحدويون الجدد، كفاكم استغلالا لعقول السذج من القوم، وكفاكم تلاعبا بمشاعر وعواطف الناس، ويا ايها السذج كفاكم ثرثرة من دون تعقل، وكفاكم انقيادا من دون بصيرة، فالحقيقة توضحت كوضوح الشمس في منتصف النهار، ولا داع لحمل غرابيلكم من الان ولاحقا، فهي لم ولن تستطيع حجب نور الحقيقة.

أحدث المقالات