اجهزة الامن والجيش والشرطة بعددها وعديدها , والمليارات التي صرفت عليها ليست بالقليلة ولايمكن صرف اكثر مما صرف على هذه الاجهزة , ولكنها لم تحقق الامن والامان للشعب العراقي بل اصبحت عبأ كبيرا على الشعب وعلى الميزانية العامة , فهم منتشرون في الشوارع مضيفين للمشهد السياسي مشهد اخر من الرعب , فعسكرة المجتمع واضحة للعيان والسلاح في كل مكان وكذلك الحواجز التي قطعت شوارع بغداد ومدنها وهي تعرقل السير وتخنق المواطن بدون طائل ولم تنفع كل الاجراءات المتخذه بالقضاء على الارهاب
ايها السادة الجندي الواقف في نقطة التفتيش يؤدي عمله بشكل جيد ولكن الارهابي هو حرامي بيت يعني الارهابي يعيش بيننا ويتحدث بحديثنا ويأكل مثل مانأكل والشبهات بعيدة عنه فهو من لحمنا ودمنا ونحن مخدوعون به, هنالك من زرع الارهاب في قلب بيتنا العراقي زرعه واعطاه اسماً شيعياً وسنياً , الجندي الواقف في نقطة التفتيش يؤدي عمله ولكنه مزود بجهاز فاشل وقالوا له انه يكشف عن المتفجرات والاسلحة !!! فهل الذنب هو ذنب الجندي , وحده حرامي البيت يعرف جيدا ان هذه الاجهزة فاسدة لأنه هو من جلبها ولذلك يعمل بكل راحته ويضرب متى شاء ويضرب بالجملة , يعني في اليوم الواحد يستطيع ان يقوم بعشرةاو عشرين انفجار وفي نفس الزمان والمكان , من يستطيع ان يفعل هذا غير حرامي البيت , من يستطيع ان يدخل ويخرج دون ان يلاحظه احد او دون ان يترك اثر غير حرامي البيت , وليس غريباً حين يقوم بعمله الاجرامي هذا عندما تتأزم العلاقة بين القوى السياسية المتحالفة لأن غايته قتل الجميع وتحقيق اهدافه الدنيئة واستمرار الفوضى والتناحر بين الطبقة السياسية الحاكمة , كما ان الارهاب هو حليف الفساد القوي , طالما الفساد موجود فالارهاب يضل قويا منيعا , سرقة المال العام يتم من قبل لصوص البيت ولايتم من مجموعة خارج الحكومة اي خارج البيت بل السراق هم موجودون اصلا داخل البيت , الفساد هو من يمول الارهاب وكلاهما يعملان على تدمير العملية السياسية , متى ماقضينا على الفساد سنقضي على الارهاب تلقائياً, اذاً لنبحث عن حرامي البيت بيننا وليس خارج حدود المنطقة الخضراء او خارج العراق , لأن الارهاب والفساد يضربون قلب العملية السياسية ويضربون بقوة يعني هنالك من هو قريب على صنع القرار السياسي يعمل على تسهيل عمل الارهاب والفساد , لم يعد الارهاب يمثل بضع عناصر رافضة للعملية السياسية التي حدثت بعد الاحتلال الامريكي بل انه مافيا كبيرة تمثل كل مصالح المال المسروق التي تريد للفساد ان يستمر وأن يكون اكبر مؤسسة في العراق الا وهي مؤسسة الفساد وهي اكبر من كل مؤسسة امنية , المال المسروق لن يذهب الى شخص بل يذهب الى احزاب لغرض تمويلها وديموميتها في قهر المجتمع العراقي , والمجتمع العراقي فيه عناصر تساعد على بقاء هذه المؤسسة القمعية الارهابية فتارة يستغل الفتنة الطائفية التي صنعها الاحتلال وتارة اخرى يستغل جهل رجالات السياسة الحاكمة لانهم ليسوا من الطراز الاول في السياسة فهم اما كانوا رجال مخابرات تمردوا على النظام السابق او انهم احتلوا المناصب الحكومية عن طريق الصدفة, وكذلك يفتقرون الى الكفاءة العلمية في ادارة الدولة , ومن الممكن الاطلاع على تأريخهم السياسي ستجدونهم كانوا بعيدين كل البعد عن كيفية ادارة الدولة , صحيح انهم معارضين للنظام السابق لكنهم غير مؤهلين لقيادة شعب مثل العراق بتنوعه العرقي والاثني وبموارده الطبيعية الهائلة
خلاصة الموضوع ان الوضع الامني لن يتحسن طالما نفس الوجوه موجودة في السلطة وطالما الفساد ينخر في مؤسساته الحكومية والصراع على السلطة لن يتوقف طالما لم يكشف لغاية الان عن هوية حرامي البيت