19 ديسمبر، 2024 11:44 م

ان تختار الطريق الذي تراه مناسبا في خدمة قضايانا الوطنية انما يعني انك قد دخلت فعلا حلبة السياسة بمفهوم وطني يبحث  عن نتيجة او هدف وليس اشغال فراغ سياسي لايمت الى الحياة بصلة.
ومن خلال معاينة لاتستحق التفكير، فان الوضع في العراق قد اصبح بالغ  التعقيد والصعوبة  فضلا عن تحوله الى ساحة لمواجهات مفتوحة ومدمرة تتقاتل فيها القوى بالاصالة عن نفسها وبالوكالة عن اطراف اقليمية ودولية لاتلتفت الى مصلحة العراق والعراقيين ابدا.
من هنا فان الحراك الدبلوماسي العراقي المكثف يبحث في اسس هذه المتغيرات ومؤثراتها اللاحقة من اجل رسم معالم عراقية ذات سيادة، ومحاولة لتغيير صورة الماضي والخروج من نطاق لعبة الامم التي تحدد للاخرين  ماذا يجب ان تفعل وعن ماذا تمتنع.
في الوقت ذاته فان هذه الثورة الدبلوماسية العراقية انما تهدف الى تدشين مرحلة جديدة من العلاقات مع دول الجوار خاصة تلك التي تعكرت الاجواء الثنائية معها لسبب او لاخر، والبحث عن اليات جديدة قابلة للتطبيق، وبالتالي البدء بخط شروع جديد للتحرك نحو افاق مستقبلية مملوءة بقنوات التعاون وحرق مراحل الجفاء الذي كاد ان يكون مزمنا.
وكانت انطلاقة هذا الحراك الدبلوماسي صحيحة الى حدما لانها بدأت مع الدول الاقرب الى العراق والتي تمتلك تاثيرا اجتماعيا سياسيا فيه فرضته ظروف المرحلة الحالية والتي عادة ماتمتلك تلك الدول اجندة  سياسية معينة في العراق وربما خلايا نائمة تستطيع تحريكها في الوقت الذي تشاء.
ورغم ان هذه الزيارات الدبلوماسية تعكس مدى عمق العلاقة مع دول محددة لكنها كشفت عن حقيقة الازمة مع دول اخرى خاصة السعودية وتركيا ،لكن زيارة معصوم الى الرياض والجعفري الى انقرة والتي كانت بمثابة اعداد لزيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي انما كانت رسالة حية من العراق الى هاتين الدولتين حملت في طياتها حسن النوايا والتوجه الجديد في بناء علاقات متوازنة بعيدة عن ارث الماضي وفتح صفحة جديدة من العلاقات تلغي انظمة العزلة وبداية خطوات فعلية من جانب العراق.
ولم تكن زيارة رئيس مجلس النواب سليم الجبوري الى الكويت والعبادي لايران ومعصوم للسعودية والجعفري الى تركيا الا بداية حقيقية لمشروع اقليمي لايريد العراق ان يتحرك وحده في خضم الاحداث المتتالية وبالتالي خلق حشد اقليمي والاستفادة من كل الامكانات الاقليمية لردع(داعش) الذي لايهدد العراق وحده حسب بل كل دول المنطقة.

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات