23 ديسمبر، 2024 5:16 ص

حرائق الاحتلال وبرابرة مفاسد المحاصصة؟؟

حرائق الاحتلال وبرابرة مفاسد المحاصصة؟؟

شهدت بغداد مثل هذه الايام احتلال القوات الأمريكية ..وكان معها .. عراقيون بعناوين مختلفة .. مرة عسكر احتلال واخرى مترجمين وثالثة سياسيين!! .
اليوم الاغلبية الغالبة من اولئك السياسيين تبراوا من قدومهم اما على دبابة الاحتلال أو خلفها بعنوان ( دي فاكتو) وهو مصطلح قانوني فرنسي يعني التعامل مع الواقع .. فقرارات الحاكم المدني بول برايمر ما زالت نافذة لها قوة القانون العراقي !!
برابرة الاحتلال الأمريكي ..لهم اهدافهم .. تتفق مع اهواء هذا الطرف أو ذاك من أعضاء مجلس الحكم العتيد .. لترويج نظرية ( دي فاكتو) بعد صدور قرار مجلس الامن الدولي بوصف الوجود العسكري الأمريكي- البريطاني والقوات المتحالفة نعم في العراق ..قوات احتلال … فيما رفعت صحف الاحزاب المتصدية اليوم للسلطة مانشيت ( تحرير العراق) على الرغم من بشاعة ممارسات الاحتلال الأمريكي وبشاعة سلوكيات قوى سياسية تحتفل مع الأمريكي في مناسباته الدينية وتلتقط الصور التذكارية مع عتاة الاحتلال الأمريكي مرة على طاولة الطعام واخرى يقدم القران الكريم أو سيف ذي الفقار كرمز على عمق الصداقة بين برابرة الاحتلال وبرابرة مفاسد المحاصصة … لينتهي الوضع إلى حالة انغلاق العملية السياسية التي أسسها برابرة الاحتلال فتتحول إلى نموذج صخب مفاسد المحاصصة وحكومتها العميقة وسلاحها المنفلت والاجندات الاقليمية والدولية التي تعبر عن زعامات متعددة الجنسيات في عراق اليوم … السؤال لماذا هذا الوصف اليس من القسوة أن اصف الاحتلال الأمريكي بوصف ( برابرة) وهو الوصف المتوارث عن دخول برابرة المغول لاحتلال بغداد التي تحول فيها نهر دجلة ال. لوني الأحمر بعد استباحة جيش المغول بغداد أربعين يوما او اللون الأزرق بسبب رمي الكتب في نهر دجلة .
فعل فعلت قوات الاحتلال الأمريكي ذلك ؟؟
هل تتذكرون حرائق بغداد ؟؟ وهل تتذكرون عبارة ( علي بابا) ومرادفها العراقي ( الحواسم) … اكيد كل من شهد تلك الأيام يتذكر ذلك الدخان الأسود لحرائق بغداد … وكيف تحولت بعض الدور إلى مخازن لما تم سرقته من الدوائر الحكومية والاهلية على حد سواء .
لكن جريمة برابرة الاحتلال الاصعب والاخطر تسليط ثلة من عملائها على مقدرات البلد بعنوان مجلس الحكم … لتبدا عمليات برابرة مفاسد المحاصصة في تكوين جمهورها من الحواسم ومن ثم فرض سلطتها على مفاصل الدولة بعناوين مختلفة لتنتهي إلى حكومات عميقة .. وسلاح منفلت يبدأ بقوائم للاغتيالات استهدفت علماء العراق في الطاقة النووية والتصنيع العسكري والنخب الأكاديمية والمثقفة واستبدالها بشخوص جاهلة بعنوان.. العدالة الانتقالية!!
كل ذلك اعتمد على طبيعة العلاقة التشاركية بين برابرة الاحتلال وبرابرة مفاسد المحاصصة .. فيما اليوم نسمع صدى الاختلافات بين الاثنين في موسم النزاع على ريع العراق الجديد … البعض من ذات معطف مجلس الحكم يرفضون اليوم تعليمات من جاؤوا على دبابته أو خلفها بعنوان ( دي فاكتو) فما حدا مما بدا .. والعراق هو الخاسر الوحيد في لعبة الشطرنج الاقليمية والدولية وتنقلات احجار مفاسد المحاصصة على رقعة الشطرنج محكومة بالعلاقات من تحت الطاولة بين كلا النمطين من البرابرة؟؟؟
هكذا انغلقت العملية السياسية برمتها وتبحث عن طريق الخلاص .. من دون الرجوع للناخب العراقي الواعي باهمية أن يكون العراق وطن الجميع …وعلينا كشعب الاستعداد للمقبل الأسوأ.. ولله في خلقه شؤون !!