23 ديسمبر، 2024 1:53 م

حرائق أمريكا في الشرق الأوسط

حرائق أمريكا في الشرق الأوسط

لا يختلف اثنان أن التعاون الصهيو-أمريكي –صفوي في منطقة الشرق الأوسط ،لم يعد قابلا للتأويل أو الإنكار أو التدليس ،فقد فضح مخطط برنارد لويس التقسيمي على الأسس الطائفية والعرقية كل شيء، وبانت عورة أمريكا وحلفائها، ومخططها الإجرامي في التفتيت والتقسيم والاقتتال الطائفي والعرقي والقومي لمنطقة الشرق وخصوصا الدول العربية،فابتدأت في العراق، بوصفه حارس البوابة الشرقية للعرب ،وكاسر انف الغزاة الفرس، منذ عهد كورش ورستم واردشير وساسون ويزدجرد حتى كاس السم العراقي الذي تجرعه الخميني بنفسه في أواخر القرن العشرين ،فكان غزو العراق عام (2003)لإخراج الجيش العراقي من خانة التوازن الاستراتيجي العسكري في المنطقة ،وتدمير بنية العراق التحتية ،وترسيخ مرض الطائفية والقومية ،بمشروع (جوبايدن سيء الصيت الذي يقسم العراق الى ثلاث دول سنية وشيعية وكردية )،لقتل شعبه وإشعال الحرب الاهلية الطائفية والمذهبية والعرقية بين طوائفه كلها ،وحققت هذا الهدف لإدارة الاحتلال،الحكومات المتعاقبة و الاحزاب الطائفية التي جاءت معه، ونفذت له أجندته، من خلال ميليشيات طائفية عراقية موالية لإيران وولي فقيهها الخامنئي ،وهكذا كان السيناريو الأمريكي في ليبيا والآن في سوريا كمشروع جهنمي لتدمير المنطقة ،هذا المخطط من ينفذه ..؟؟هنا السؤال الذي يفرض نفسه لإيضاح الدور ألتدميري في المنطقة ،انظروا الى ما سمي بالربيع العربي الذي اجتاح المنطقة العربية تحديدا، (لماذا فقط في الدول العربية ألا توجد دكتاتوريات في مناطق ودول أخرى في العالم ؟؟؟؟)،أمريكا استخدمت الإسلام السياسي (الاخوان المسلمين في ليبيا وتونس ومصر والعراق وسوريا )،و بعض فصائل القاعدة المخترقة ولو بالاسم فقط من قبل إيران وأمريكا ،كأداة لتنفيذ المخطط  الجهنمي الأمريكي الصهيو-صفوي ،والذي يسميه الكاتب الأمريكي تريتا بارزي في كتابه المهم (حلف المصالح المشتركة ) ب(المثلث الأمريكي الإسرائيلي الإيراني)،فأحدثت ربيعا مزعوما في مصر وتونس (انظروا نتائجه الوخيمة على الشعبين وباسم الإسلام مع الأسف )،ويعترف تريتا بارزي وهو مستشار لدى احد أعضاء الكونغرس الأمريكي ومصادره عالية الدقة والمصداقية  أن ادارة اوباما هي من يقف وراء الإسلام السياسي في المنطقة العربية لتنفيذ مخططات ومصالح أمريكية سماها (إستراتيجية )،في منطقة الشرق الأوسط وهكذا تلتقي مصالح محور الشر ومثلث الشر الأمريكي الصهيوني والإيراني لتدمير المنطقة بأدوات عربية مع الأسف وتحقيق أحلام أمريكية وصهيونية وفارسية اجتمعت في عداء تاريخي للعرب وتدميرهم والاستحواذ على أراضيهم وخيراتها النفطية وغيرها وإضعاف دور العرب التاريخي الحضاري وتقزيمه ،وهو الذي يشكل لدى الغرب وأمريكا وإيران عقدة أزلية ،لتفوق الحضارات العربية عبر التاريخ على بقية الحضارات، في الفلسفة والرؤية الحضارية والمنجز الفكري للأمة العربية ،أما ما يجري في سوريا من ثورة حقيقية يقودها شعب عظيم ،ضد دكتاتورية  نظام الأسد الطائفية بامتياز، اعتمدت على تحشيدها الطائفي للبقاء في السلطة، بوجود ودعم إيران الصفوية، وحزب الله اللبناني الإيراني المنشأ والمرجع والدعم والتسليح والتمويل ،وافتعال أمريكي لفصائل إسلامية مسلحة لإشعال حرب طائفية داخل سورية ضمن المخطط الأمريكي نفسه وتبرير التدخل الخارجي لتدمير وتقسيم سوريا ،وبالطبع إيران شريك مزدوج مع أمريكا وإسرائيل هنا لان المصالح تبرر الوسيلة كما يقول مكيافيللي ،فسورية ضعيفة خاوية متقاتلة طائفيا ،يخدم أمريكا وإسرائيل وإيران في نفس الوقت، في تخادم سياسي وتبادل مصالح وتلاقي مصالح إستراتيجية في المنطقة كلها وهذا هو سر التقارب الأمريكي-الإيراني الأخير المرتقب بين اوباما –روحاني في نيو يورك ،لإشعال حرائق عربية داخل الأنظمة على شكل اقتتال طائفي وعرقي وقومي واثني ينهي أسطورة العرب ودور العرب الحضاري  الى الأبد، كحضارة وأمة وشعب عظيم ،وهذا تماما ما تريده الامبريالية العالمية ومثلث الشر الأمريكي-الصهيوني-ألصفوي .،إنها حرائق أمريكا في الشرق، فمتى يصحو العرب …؟