22 نوفمبر، 2024 10:29 م
Search
Close this search box.

حذارِ من الكذب

-1-
لا نذيع سراً اذا قلنا :

إنّ الاسلام قام على ثلاث دعائم :

العقائد : وهي بمثابة البُنى التحتية والأساس : الذي يقوم عليه الكيان كله .

والأحكام : وهي تنظم شؤون الحياة بأسرها .

والأخلاق : وهي منظومة مترابطة الحلقات ، تأخذ بيد الانسان الى مرافئ السلامة والسعادة بعيداً عن الانحراف والالتواء وتجعله على خط الاستقامة .

-2-

والمنظومة الأخلاقية تشتمل على جانبين :

جانب يدعوك الى تكثيف الحضور في ساحات معيّنة دون تلكؤ أو تباطؤ .

وهذا الجانب هو جانب الأفعال : من قبيل الاهتمام بنصرة المظلوم ، وإنعاش البائس ، وانصاف الناس من نفسك ، واصطناع الخير والمعروف .

وهناك جانب آخر ، وهو جانب الترك والابتعاد عن المستنقعات الآسنة ذات الاضرار البليغة على النفس والمجتمع …

من قبيل الغش ، والكذب ، والسرقة ، والزنا ، والغيبة ، والنميمة ، والتآمر على الوطن والمواطنين …

-3-

ورغم أنَّ رذيلة (الكذب) ، تندرج في قائمة (الذنوب الكبيرة) ، إلاّ أنها – وللأسف الشديد – باتت شائعة منتشرة بشكل رهيب .

ومن أبرز مصاديقها :

الوعود الكاذبة التي هي سلاح السياسيين المحترفين في اصطياد السذج والبسطاء من الناس …. الذين يقعون في الفخ ، مرة بعد مرّة … دون ان يتعظوا بالتجارب …!!!

-4-

ومن الجميل هنا أنّ ننقل ما جاء في كتاب (أسد الغابة في معرفة الصحابة ) لابن الاثير /ج3 ص 182-183 حيث روى عن (عبد الله بن عامر) أنه قال :

{ أتانا النبيّ (ص) في بيتنا ،

وأنا صبيّ ، فذهبتُ ألعبُ فقالت أُمي :

تعال يا عبد الله أُعطيك

فقال رسول الله (ص) :

” ما أردتِ أنْ تعطيه ” ؟

قالت :

أردت أنْ أعطيه تمرا .

قال :

فقال رسول الله (ص) :

” أما أنك لو لم تفعلي كتبت عليك كذبة }

انظر كيف حرص النبي (ص) على تحصيننا من (الكذب) باعتباره الآفة التي تسلب الثقة بين الناس .

واذا كان لايسمح للام أنْ تكذب على طفل من أطفالها، فكيف يُسمح لمن يرون أنفسهم من القادة والزعماء ان يتشدقوا بما لاصحة أصلاً ؟!

لقد استمعت الى احدهم – وهو من المتشبثين بالمناصب الى أبعد الحدود- يعلن عبر شاشة احدى الفضائيات المعروفة أن هناك (175) نائباً عراقياً اصطفوا معه ، وبالتالي فأنَّهم سيصوتون له ..!!

ثم انكشف أنَّ الرقم المذكور مستوحىً من الخيال وليس من واقع الحال..!!

هكذا :

دون خجل ولا وجل ، لا من الله ،ولا من الناس، يُطلق الكذابون أحاديثهم المصطبغة بأهوائهم وأمنياتهم ويزعمون أنها الحقائق التي لا يرقى اليها الشك ..!!

-5-

إنّ شيوع الكذب في المجتمع ليس مُبرِرَاً لأحدٍ على الاطلاق في الالتحاق بقافلة الكذابين …

وانما المطلوب تجنب الكذب في صغير الامور وكبيرها، تطهيراً للسان ، وللانسان ، والمجتمع بأسره ، من أوضاره وأوزاره .

-6-

ومن نافلة القول بالتذكير :

بان (الكذاّب) يتدحرج الى السفح، ويعرّض نفسه لألوان من المتاعب في الدنيا، وتنتظره العقوبات الكبرى في الآخرة ،

وهذا هو الخسران المبين .

*[email protected]

أحدث المقالات