الايمان في الدين هو تصديق بالقلب والضمير .ومن هنا “لا اكراه في الدين”لان الاكراه يولد نفاقا،وفارق كبير بين الايمان المبني على استضاءة القلب والنفس،وبين من يفرض عليه،او يفرض على نفسه،او يتظاهر امام الاخرين،بالايمان،ففي الاولى اكراه للذات على ان تتلبس بغير ما تعتقد،وفي الثانيه نفاق للاخرين بالتظاهر بايمان غير نابع من القلب،وانما من الخوف.
اولا نبتدئ بمعنى حد كما هو وارد في القرآن.
فالقرآن اورد “حد””وحدود”بمعنى حقوق الله وتشريعاته وليس بمعنى العقوبه..اما كلمتي “حد”و”حدود”فلم تستخدما بمعنى “العقوبه”الا في ازمنه لاحقه…ولنقرأ القرآن”والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله” والقرآن عندما قرر العقوبات على الزاني والسارق مثلا لم يسمها حدودا وانما اسميت كذلك على ايدي بشريه.
اما تلاوة الايات المتعلقه بالرده فانها تعلمنا الكثير…….
“” وقل الحق من عند ربكم،فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر””و”الله اعلم بما تعملون،الله يحكم بينكم يوم القيامه فيما كنتم فيه تختلفون””وكذلك”يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون”وحتى الذين ارتدوا في زمن الرسول لم يطلب القران معاقبتهم بل امهلهم ليوم القيامه.فالله تعالى هو الاعلم بما في قلوبهم”ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر انهم لن يضروا الله شيئا،يريد الله الا يجعل لهم حظا في الاخرة ولهم عذاب عظيم”وكذلك نقرأ في القرآن”وان جادلوك فقل الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون”.
مرة اخرى الايمان تصديق بالقلب.والقلب لا يعلمه الا الله ولهذا جعل الحساب عليه يوم القيامه..ولنقرا مرة اخرى من ايات القران.””فذكر انما انت مذكر ،لست عليهم بمسيطر،الا من تولى وكفر فيعذبه العذاب الاكبر ،ان الينا ايابهم ثم ان علينا حسابهم”…ولان الايمان تصديق بالقلب فلا اكراه فيه،”ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا،افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين،وما كان لنفس ان تؤمن الا باذن الله”.. وهكذا اذا اكرهنا انسان على الايمان..او هددناه بالقتل كي يتوب فكاننا نخيره بين امرين كلاهما مر ومرير ؛ان يتوب بغير ايمان حقيقي،اي ان يصبح منافقا او ان يقتل. فاي اختيار هذا؟واي ايمان هذا؟.
وقد التزم الرسول بالا يكره اجد على الايمان..وبالا يشق قلب احد او ضميره مفتشا فيه عن ايمان او كفر..حتى لو افلت من لسانهم او تصرفهم ما ينم عن كفر او كراهيه .وهكذا فان تجربة الرسول على امتدادها..وحتى عندما استقر حاكما في المدينه لم تشهد اي عقوبه دنيويه عن “الارتداد”.ويفسر الطبري ذلك(لقد اجرى الله الاحكام بين عباده على الظاهر،وتولى الحكم في سرائرهم دون احد من خلقه،)..وقد حكم الرسول للمنافقين بحكم الاسلام بما اظهروا ،ووكل سرائرهم الى الله،وقد كذب الله ظاهرهم في قوله :”والله يشهد ان المنافقون لكاذبون”…وهكذا خلا القران والسنه العمليه مما يسمى بحد الرده.. فمن اين اتى هذا القول ؟والام يستند؟.
حديث احاد..حديث واحد ،يرويه فرد واحد.
عم عبدالله بن عمر((قام فينا رسول الله فقال:لا يحل دم امرئ مسلم .الا باحدى ثلاث:الثيب الزاني ،والنفس بالنفس،والتارك لدين الله المفرق للجماعه)).
وثمة الكثير حول احاديث الاحاد والتحرج من الاستناد عليها.فما بالك اذ تؤدي الى ازهاق حياة انسان.ولكن حتى لو تجاوزنا حديث الاحاد فان المنسوب للرسول هو قتل ((التارك لدين الله المفرق للجماعه))..ليس فقط التارك لدينه لان ذلك علمه عند الله والله وحده المالك لعقابه وانما فوق ترك الدين “مفارقة الجماعه “اي الخروج عليها…والجماعه هنا الامه..اي ان التارك لدينه يفرق بين امته واخرين مناصرا الاخرين (الاعداء)على امته .انها بقولناالحديث الخيانه العظمى او ما يسمى بحد الحرابه.ولهذا فان اكثر الائمه يجمعون على عدم قتل المراه المرتده اعدم تحقق اثار الحرابه في ردتها ..
هكذا فان حرية الاعتقاد محرره في الاسلام من اي اكراه والعقوبه التي يجري الاستناد عليها في حديث الاحاد هذا هي عقوبة الخيانه العظمى. وهكذا نجد ان كل محاولات التفتيش في قلوب وضمائر البشر ومحاولات الترويع ..والتكفير..فالقتل ،كل هذا مجرد تاسلم لا علاقة له بصحيح الاسلام……