18 ديسمبر، 2024 11:48 م

حديث نصف مرقط .!

حديث نصف مرقط .!

سبق وأنْ كتبنا مقالاً شبه مقارب من حيث العنوان ” منذُ نحوِ سنتينِ ” وكان إسمه الثنائي ! < حديثٌ مرقّط > , حيث تمحور ذلك المقال عن تعدد وتنوع الوان وازياء البزّات او الملابس العسكرية في الجيش والشرطة وصنوفها وتفرعاتها , والتي صارت ترتديها الفصائل المسلحة ايضاً , حتى غدا الأمر أشبه بلوحة سوريالية دونما هدف ولا موضوع ولا فن , سوى التعبير عن الحالة الفوضوية التي تعمّ البلاد وبشكلٍ رسميٍّ يمثّل السلطة .!

أمّا موضوعنا ” نصف المرقّط ” , ولربما يقلّ او يزيد عن النصف , ومع إشارةٍ لابدّ منها ” وكلّنا نحبّها ” , حيث < اتاحت وسمحت وزارة الداخلية لمعظم ضباطها ” وليس جميعهم ! ” بأعادة ارتداء الزي ” الكاكي ” السابق الذي منعه سيء الصيت ” بول بريمر ” وأمر بتغييره الى اللون الأزرق الفاتح ” كما معمولٌ به في عددٍ من الدول الغربية واسرائيل > , وحيث كذلك أنّ الموضوع المطروح هنا يشمل كافة القوات المسلحة من جيشٍ الى شرطةٍ واجهزةٍ اخرى , ومعها قوات الحشد والفصائل وسواهم < ونستثني ضباط ومنتسبي شرطة المرور الملتزمين بزيّهم الخاص واناقتهم > , فالأمر الغريب والذي يكادُ ينافس الغرابةَ في غرابتها .! , هو لماذا ارتداء او الإصرار على ارتداء الزي العسكري المرقّط وبألوانٍ متباينةٍ ومتناقضة ومع تأكيدٍ على العشوائية , وكذلك مع تأكيدٍ أشدّ لصمت ورضا كبار القادة العسكريين لذلك .!؟ << وكأنهم متواطئين ضمنياً في هذه الفوضوية السائدة والسائبة .! >> ودونما إشارةٍ او هدفٍ ولا لعلامةٍ تميّز هذا الزيّ عن غير المرقّط والذي من المفترض أن يغدو هو السائد لمعظم صنوف الجيش .!

وكما معروفٌ ومشهور , وإذ لاجديدَ في القول أنّ طوال عمر الدولة العراقية كان اللون الكاكي هو السائد للجيش والشرطة وكما في الدول الأخرى , ثمَّ ومنذ أن جرى استحداث صنف قوات المغاوير وتمييزه بلونٍ مرقطٍ وثابتٍ وخاص , والغرض منه التمويه على العدو في التقدم او التسلل الى مواقع العدو في المعارك , وثمّ مع التطورات العسكرية في العراق ” سابقاً ” وفي جيوش الدول الأخرى , عبر إستحداث صنف القوات الخاصة والمكلّفة بمهامٍ حربية اشد او اكثر من مهام قوات المغاوير , حيث كان من المحتم تمييزها بزيّ مرقطٍ خاص ومختلف مع علامات واشاراتٍ مميزة لهذا الصنف , وهو ايضاً للتمويه على العدو في المعارك ومزج لونه مع طبيعة الأرض والأشجار وخصائص التربة من منطقةٍ الى اخرى , لكنّ المحيّر الذي لا يُحيّر ! هو لماذا ارتداء القوات لهذا المرقط وبألوانٍ مختلفة داخل العاصمة والمحافظات والأقضية والنواحي والقصبات .!؟ , وللتمويهِ على مَنْ .؟

وبقيَ أنْ نذكر , أنَّ هذه الظاهرةِ الظاهرةْ هي ليست في العراق فحسب , وإنّما ترتديها وتلبسها بعض القطار العربية الأخرى , لكنما من غير المعروف مِمّن بدأت هذه الحمّى , وكيف انتشرت هذه العدوى .؟ وكان من السهولةِ إحالتها الى مستشفيات الإجهاض العسكرية , وتحريم انتشارها بفتوىً عسكريةٍ مُتّفق عليها من كلّ السادة – القادة .!