كانَ من المفترضِ أن يغدو العنوان اعلاه : < اسرار و اشرار > , لكنما لأنّ الأشرارَ كثيرون والأسرارُ لا يمكن كشفها بواسطة جهاز كشف المتفجرات الذائع الصيت الذي تسبّب بقتل مئات وربما الوف المواطنين وبأصرارٍ حكوميٍّ عليه منذ حَقَبة المالكي الأولى والثانية , فجرى الإبقاءُ على العنوانِ بما هو عليه .تفجيرُ الكرّادة الأخير تَنبّهتْ لأبعاده وخفاياه دولٌ عربية واجنبية < عبر عرض التعاطف والحزن بوسائلٍ تعبيريّةٍ مختلفة > تفوقُ جداً ما بانَ على اطرافٍ وجهاتٍ واحزابٍ سياسية عراقية حاكمه .!
لا تزالُ عملية التفجير مُغلّفة بالغموض والإبهام الداكنين , إنّما عناصر التحليل الأولية توحي بدرجةٍ عالية لوجود تقنيّات عالية في مستحضرات التفجير وآليّة تنفيذه , وتشيرُ ايضاً لوجودِ بَصَماتِ اصابعٍ مجهولة هي اقرب الى رجالِ مخابراتٍ متمرّسين و محترفين ومجهولي الجنسيّة كذلك .!
بقدرِ تعلّقِ الأمر بنا في ” الإعلام ” , نكادُ نستقرئ أنّ الأسابيع المقبلة ستكشف بعضاً ” فقط ” من اسرار التفجير, لكنّ الأسرارَ الأخريات ستظلُّ مدفونةً لسنواتٍ وسنوات , ولربما لايجري رفعُ الكفنِ عنها إلاّ بعد عقودٍ اذا ما تبقّى من خيوطٍ متهرّئه من الكفن .! , نلاحظُ ايضاً أنَّ بعضاً قليلاً من الدولِ ذات العلاقة الستراتيجية بالعراق تلتزمُ جوانب الصمت بما يتعلّق بالخفايا الفنيّة والتقنية بتفجير الكرادة الأخير, وهي ادرى ” علمياً ” بذلك من كافة الأجهزة الأمنيّة العراقية .!
يُلفتُ نَظرُنا ايضا في ” الإعلام ” التزامن المتقارب والمكثّف بينَ تفجير الكرّادة , والتفجيرات في السعودية , وقصف معسكر ” ليبرتي ” للاجئي المعارضة الأيرانيين قرب مطار بغداد الدوليّ .!!وبوسعِ أيَّ امرءٍ كان أن يقول أنّ الأحداثَ هذه كانت مجرّد مصادفه .! واللهُ ستّار العيوب .!