27 مايو، 2024 12:23 م
Search
Close this search box.

حديث مؤلم للوطن. !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

العراق وطن يحسد عليه ساكنيه، وفر كل سبل الرفاهية والرخاء لأهله، وأعطوه كمواطنين كل ما يمكنهم، إلا البعض منهم من أراد أن ينفرد بما في الوطن لشخصه أو لمكونه أو حزبه، مما جعله يتحول إلى جحيم في بعض مراحل تاريخه، وقد عاشت أجيال مرارة لا يمكن أن يتحملها أي إنسان.
وبعد التغيير الذي حصل في عام 2003 ، كان الشعب يمني النفس بحياة أكثر استقرار وطمأنينة، وكانت الأمنيات كبيرة على عودة الوطن لأهله، وبدأ ماراثون البناء رغم هواجس مكونات الشعب المختلفة، حيث كان بعضها بحاجة إلى تطمين وآخر إلى إعادة حقوق مسروقة, ومرت السنوات في ظل الاحتلال، الذي كانت لدية أجندته المعادية لطموحات وأمال الشعب العراقي، حيث قام المحتل وأذنابه في الداخل والخارج بتقوية الهواجس، التي تسيطر على تلك المكونات، السني كان يخشى الانتقام والتهميش، وصور المحتل هذه الأجواء أمامه من خلال ممارسات مختلفة، والشيعي والكوردي كان يخشى أن يخرج من المولد بلا حمص، ولا يحصل على تعويض سنوات الظلم والحرمان.
فللوطن حق على أهله كما العكس صحيح، فحماية الوطن والحفاظ عليه، واحترام أعرافه وقوانينه، كلها التزامات للمواطن اتجاه وطنه، وكذا لا يمكن أن تحقق هذه الالتزامات ما لم يكن في الوطن ما يمنح الاستقرار لأهله.
اما سبب اغتصاب الوطن من عصابات تسمى حكومات ظلما وزورا، كما في عهد البعث ألصدامي، حيث عانى الشعب العراقي الويل والثبور، حروب ومغامرات وحصار، وخاصة أغلبية الشعب العراقي والمكون الكوردي.
لذا لم يتمكن أبناء العراق من الوصول إلى الحلم، والوطن الذي يريدون، وهو وطن يعطي للكل حقوقه، فلا يبحث الشيعي عن وطن يضطهد أو يظلم السني، كما لا يرضى هؤلاء بوطن يظلمون فيه، لان الجميع يعرف أن بيئة الاستقرار، لا يمكنها أن تنموا، وتتشكل في ظل الظلم لأي إنسان على ارض الوطن، والسبب أن المظلوم لا يمكن أن يستكين للظلم مهما طال الزمان، والنتيجة صراعات وأهات ودماء، لا يمكن أن يكون أيا من أبناء الشعب، ومن كل المكونات بعيد عنها، والشعب العراقي يعرف أن أي رفاهية، لا يمكن أن تكون في العراق مع الظلم والتهميش ومصادرة الحقوق، بغض النظر عن المكون المستهدف.
وعلى هذا يبحث الشعب عن وطن يأخذ فيه كل ذا حق حقه، وعندها سيعزل المصابين بأمراض التسلط والتفرد والاستحواذ، ويلفظون خارج أسوار الوطن، والدليل أن بداية انطلاق العملية السياسية، عندما كانت هناك قيادات وطنية تعي هذه الحقائق، لفظ الوطن الكثير من هؤلاء، وألان يجوبون عواصم الدول الطائفية، لاستجداء الدعم وجلب الوحوش لأرض العراق، لغرض قتل أبنائه، ولا حل إلا بأن يخاطب كل مكون قولا وفعلا المكون الآخر، الوطن لنا ولكم، كل حسب استحقاقه…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب