22 نوفمبر، 2024 5:26 ص
Search
Close this search box.

حديث في المشروع الوطني للجبهة الوطنية للتغيير في العراق

حديث في المشروع الوطني للجبهة الوطنية للتغيير في العراق

خلال الفترة المنصرمة ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المزمع اجراؤها في شهر تشرين الأول المقبل تابعت باهتمام متواصل مايروّج في مواقع التواصل الاجتماعي حديثاً سقيماً وادعاءات كاذبة لثلاثة كلمات ( المعارضة – الانتماء الوطني – ثورة تشرين ) وهي جزء من مقدمات مشروعنا الوطني الذي نتحدث به منذ أن أعلنّا موقفنا الشخصي أو ضمن إطار الجبهة الوطنية للتغيير في العراق بعد الإعلان عن تأسيسها صيف العام 2019. نأخذ الكلمة الأولى فيما نسمع عنها وأعني بها المعارضة عند الكثير ممن يروجّون لأنفسهم كناشطين سياسيين أو إعلاميين ولعمري لم أجد منهم الا الجلف الأفاق الذي يُظهر لك أمرا ويخفي أمرا مغايراً تماما ، مثلا تجدهم يشتركون في لغة النقد ضد الطبقة السياسية الحاكمة وتستشّف من كلامهم أن اليأس من أية عملية إصلاح حقيقية للعملية السياسية من داخل المنطقة الخضراء بات أمراً مُسلّما به.

وحين يتم الحديث عن المعارضة وجهودها المستمرة لتوحيدها والاعلان عن هويتها ومشروعها الوطني تبدا نفس تلك الألسن تطعن وتشكّكُ لتصل الى نتيجة مهمة أن تلك الألسن هم جزء ممن قد تم احتواءهم من قبل الكيانات والاحزاب الحاكمة رغم أنهم يمارسون النقد ضدهم لكنهم يدورون ضمن دائرة مغلقة. ويبقى الحديث عن الانتخابات هو المحصلة التي يوصلون الشعب إليها فلا أمل لكم إلا أن تنتخبوا من تجدون فيهم الكفاءة. هذه هي محصلة المسرحية الهزيلة في حوارات أدعياء النشاط الإعلامي أو السياسي. هنا سأتوقف عند مفهوم الاحتواء ماذا أعني به قبل أن أتوسع في مفهوم المعارضة. معروف أن السلطة الحاكمة او أي حزب حين تتوفر لهم مقومات السلطة والنفوذ يقومون بأنشطة منها الاحتواء واستقطاب من يجدون فيه عنصر قوة لهم أو ترويج لتنظيماتهم في المجتمع وهذا يشمل مثلا الأكاديميين والناشطين في مجال الإعلام والحراك المدني المعارض لهم. فيتم التحرك عليهم لاحتوائهم بوعود التوظيف مثلا او العقود اذا كانوا من أصحاب الشركات الصغيرة أو ممن لديهم طموح شخصي فيتم فتح قنوات اتصال معهم ، فإذا نجحوا في أمرهم فيتم تحجيم دور المعارضين لهم وان فشلوا فهناك أساليب الترهيب الى حد التصفية الجسدية. هذا الأسلوب بات واضحا في حركة الاحتجاجات المدنية منذ انبثاقها بعد العام 2003 ولذلك فإن الاخفاقات المستمرة قد رافقت مسيرة الناشطين الحقيقيين وتم فرز الانتهازيين والمنافقين بالاضافة الى توفير الاجواء لاختراق تلك الاحتجاجات وهذا يشمل ثورة تشرين وستكون لي معها وقفة أثناء المقال. نأتي الى مفهوم المعارضة والذي هو جزء من هوية الناشطين في حركة الاحتجاجات هؤلاء لديهم رؤى وطنية تتسامى فوق العناوين الفرعية كالخدمات والتوظيف باعتبار أن مشكلة العراق جوهرية في صلب العملية السياسية برمتها وموضوع الخدمات والتوظيف هما نتيجة منطقية لفشل العملية السياسية. لايمكن أن تُجزأ مطاليب الشعب كمشروع وطني يتمثل بالعنوان الأبرز تحرير العراق من الهيمنة والاحتلال الإيراني بتغيير العملية السياسية. هذا هو جوهر أي عنوان لأية جهة وطنية معارضة وبالتالي هو من أهم معالم المشروع الوطني للتغيير. بمعنى أن لامعارضة حقيقية إن لم تتبنى مفهوم الاستقلال الوطني ، العدالة الاجتماعية ، وهذا يعني الأقسام المهمة من حيث فصل الدين عن الدولة ولا أحد فوق القانون.

دعوني أتوسع أكثر معكم في الحديث عن المعارضة والانتماء الوطني لأن ما طرحته هو جزء من انتمائنا لتاريخ العراق وقراءة لواقعه ثم ضمانة لمستقبله وفق رؤية مستقلة. كيف؟ مثلا نقول فصل الدين عن الدولة وليس كما يُروّج فصل الدين عن السياسة. الدولة تعني السلطات الثلاث ( التشريعية -التنفيذية – القضائية ) لا يمكن أن تتحقق العدالة الاجتماعية لأبناء المحافظات الثمانية عشر ما لم يكون فصلا تاما بين الدين بكل تعاليمه ومرجعياته وهذا يشمل بنود الدستور الذي سيتم اعادة كتابته برؤية تنسجم وفصل الدين عن الدولة. هذا الملف يُناط الى المختصين بشؤون القضاء والقانون. هذه رؤيتنا لكننا لانطرح تفاصيلها احتراما لمفهوم التخصص هذا هو التفكير العملي للجبهة الوطنية للتغيير في العراق. نحن لسنا المنقذ او حلال العقد والمشاكل انما نحن جزء من منظومة مجتمعية لنا تجربتنا في مسار المعارضة الوطنية منذ أكثر من ثلاثين عاما مرة أخرى لم نأت من فراغ ليفهم الجهلة حين يستخفون بمفهوم المعارضة. لماذا أقول هذه العبارة لأن مجتمعاتنا ورثت فهما خاطئا وسلوكا مبني على السلطة والزعامة وكل ما عدا ذلك في نظرها خروج عن الشرعية. هذا هو مبضع الجراحة لفصل الدين عن الدولة وطبعا يشمل زعماء العشائر. اليوم وأنا أكتب مقالي هذا ضحكت كثيرا حين شاهدت خبراً لاحدى الفضائيات الهزيلة يتحدث عن مؤتمر لقوى المعارضة داخل العاصمة العراقية بغداد، نعم قوى المعارضة تعقد مؤتمرها الأول في العاصمة العراقية بغداد أليس هذا الخبر يثير السخرية؟ لمجرد شباب بعمر الزهور رفعوا شعار نريد وطن تم قتلهم ووصل العدد الى أكثر من 800 قتيل فكيف لمن يعلن عن نفسه معارضة ضد العملية السياسية وفي فندق خمس نجوم ومن شخصيات كانت جزءا من العملية السياسية وفي حكومة نوري المالكي مثل توفيق علاوي وقيادات أخرى تنتمي الى التيار المدني المشارك في العملية السياسية أليس هذا هو استخفاف بعقول الشعب؟ من هنا نفهم حجم معاناة قوى المعارضة الحقيقية ونفهم حجم الجريمة التي تستهدف أبناء ثورة تشرين. من هنا نقول خطابنا واضح ، نحن في الجبهة الوطنية للتغيير في العراق كمعارضة مستقلة لنا جمهورنا وتحالفاتنا في الداخل والخارج ، مشروعنا هو تغيير العملية السياسية في العراق بمجلس عسكري يُشرفُ على تشكيل حكومة إنقاذ وطني وضمن برنامج حكومي مُلزم لها وللقيادة العسكرية المشرفة عليه تتولى مايلي /

أولا / حل الحكومة الغير معترف بها وطنيا ولا قيمة لأية نتائج انتخابات في ظل العملية السياسية الحالية. وتجميد البرلمان وسحب الحصانة عن جميع رؤساء وأعضاء البرلمان للدورات السابقة والحالية.

ثانيا / تشكيل حكومة إنقاذ تُشرف عليها قيادة عسكرية من ضباط الجيش السابق ممن لم يتورطوا في ملفات انتهاكات حقوق الإنسان او الفساد المالي والاداري ويُشهد لهم بالحس الوطني دون تمييز. ( مهمة القيادة العسكرية ضمن ملف خاص نحتفظ به في الجبهة الوطنية للتغيير في العراق وكذلك مهام حكومة الإنقاذ )

ثانياً / تجميد عمل الأحزاب والكيانات السياسية المشكلة للعملية السياسية بعد العام 2003 ويُقرّر مصيرها وفق احكام القوانين والتشريعات المنبثقة من البرلمان المنتخب لاحقاً.

ثالثا / فتح ملفات انتهاكات حقوق الانسان في العراق منذ العام 2003 وملفات الفساد المالي والاداري.

رابعا / حكومة الإنقاذ تنفتح في رسالتها الوطنية على جميع المحافظات بلا تمييز.

خامسا / حكومة الانقاذ تنفتح في رسالتها الخارجية اقليميا ودوليا على الجميع ووفق مصالح العراق الوطنية العليا.

سادسا / تبنّي خارطة طريق إنقاذ العراق لثورة تشرين التي أعلن عنها في شهر تشرين الثاني من العام 2019 بلا أي تنازل أو مساومة وأي انتهاك لبنودها يعد خيانة لدماء شهداء ثورة تشرين وحركة الاحتجاجات المدنية .

النقاط الستة أعلاه هي جزء من مشروعنا الوطني بما فيه ورقة المصالحة الوطنية ليس مع القتلة واللصوص كي لاتُفسّر العبارة بطريقة خبيثة من ذيول العملية السياسية. نحن ندرك أهمية ما طرحناه سابقا ومنذ سنوات ونكررها اليوم ليفهم الجميع أن مفهوم المعارضة جزء من تاريخنا الشخصي والنضالي. أما فيما يتعلق بالانتخابات فإننا لاندعوا إلى المشاركة أو مقاطعتها إنما الى إفشالها بالطرق التي يراها شركائنا في المعارضة الوطنية في الداخل والخارج . في الداخل من خلال أرضية هم يقررون كيف ومتى وفي الخارج من خلال التثقيف على مفهوم إفشال الانتخابات باعتبار أن كل مايخرج من العملية السياسية هو باطل وغير شرعي.

للحديث بقية. حفظ الله العراق وثورة تشرين الوطنية.

أحدث المقالات