9 أبريل، 2024 11:29 ص
Search
Close this search box.

حديث في السيادة وذكرى الاحتلال ٢٠٠٣

Facebook
Twitter
LinkedIn

الحديثُ يطول ونحن نعيش ذكرى حدث كان زلزالا عظيما ضرب العراق عام ٢٠٠٣ وكانت له تداعيات خطيرة على الأمن القومي في منطقة الشرق الأوسط. يتزامن حديثي هذا مع الاعتداء الايراني المستمر على الاراضي العراقية في موازاة الاحتلال التركي لمناطق من كردستان العراق.هنا يكون الحديث ضمن مفهوم السيادة ورؤيتنا في الجبهة الوطنية للتغيير في العراق.مأساة الشعوب ليس في الاحتلال الأجنبي إنما في العوامل المهيأة له لتكون حجة في شن العدوان وانتهاك سيادة الدول وشعوبها. نظام صدام حسين كان هو من أتاح الظروف الاقليمية والدولية لتدمير بلده وشعبه.اما بعد العام ٢٠٠٣ فكانت حماقة وعدم معالجة الأخطاء السابقة هي من أنهكت العراق حاضرا ومستقبلا. لست متشائما في هذه العبارة فباستطاعتنا إعادة الحياة من جديد طالما أن من العراقيين نجباء ولديهم ضمير حي هنا تكون السيادة في عقل الانسان العراقي حاضرة وتتضح معالم حديثي هذا الى الرأي العام وبتجرد عن مواقفي وآرائي في أهم حزبين كانت لهما قيادة الدولة العراقية. هما حزب البعث العربي الاشتراكي وحزب الدعوة الاسلامية. الدافع هو الانصاف والقراءة الواقعية. كيف وماذا أعني؟. في تاريخ الاحزاب العراقية ومنذ نشوئها مرت على العراق والمنطقة أحداث مهمة كانت لهم مواقف وطنية يعتزون بها ويذكرها التاريخ مثل مواقفهم من المعاهدات البريطانية مثلا أو كيفية التعامل مع الثروات الوطنية كالنفط. بالرغم من سوء استخدام او سوء فهم ماكان يحدث لكن نواياهم كانت إيجابية تجاه قضايا الشعب والوطن. للأسف حزب البعث إستُغِل من قبل صدام حسين وأصبح اداة قاتلة ضد المواطنين بشكل عنيف حتى أن قيادات حزب البعث أصبحت ضحية ذلك النهج الدموي.وبالتالي أضاعوا تراثهم العقائدي ( الفكري ) وفي مرحلة الاحتلال الامريكي كذلك عارضوا الاحتلال ليس لأنهم سيفقدون مواقعهم القيادية في الدولة ولكن لتثبيت موقف تاريخي لهم وللأجيال القادمة وها هم أبناء العراق يستذكرون الاحتلال الذي إرتكب أخطاءا قاتلة كانت سببا مهما في تفتيت الدولة ومؤسساتها واغراق العراق في ملفات الفساد المالي والاداري وانتهاك حقوق الانسان.نأتي الى حزب الدعوة ومن خلال علاقاتي الشخصية مع قيادي مهم في الحزب كانت له مواقف وطنية ضد الحرب العراقية الايرانية وكذلك ضد الاحتلال الامريكي وكان باستطاعته أن يكون موقعه أفضل حالا ممن رافقوا نوري المالكي في ولايتيه المشؤومتين.هنا أيضا أقول أن حزب الدعوة أضاع تراثه هكذا وفي موقفين مهمين من أجل شخصيات فاشلة في الحزب كانوا سببا في مأساة العراقيين ومنها احتلال ثلثي مساحة العراق.اليوم ونحن نسير بخطىً ثابتة وواثقين من المستقبل لأبناء العراق المخلصين نؤكد على أهمية التوازن في العلاقات الاقليمية والدولية ووجوب احترام سيادة دولتنا العراق كي نُحترم. مفهوم السيادة نابع من ذاتنا وفكرنا وثقافتنا الوطنية لتتحول الى ممارسة في الحوار والعمل مع الجميع. كما هي سيادة الدستور والقانون لايمكن التلاعب بهما. ثم ماينطبق على حزب البعث والدعوة ينطبق على بقية الاحزاب والشخصيات المشاركة في العملية السياسية. لذلك نحن في الجبهة الوطنية للتغيير في العراق نتعامل بحذر مع التيار الصدري في حديثه عن سيادة الدولة وقوانينها في هذه المرحلة من تاريخ العراق، وننظر الى النتائج كي تُحدد المواقف لاحقاً مع عدم التساهل في ملفات انتهاك حقوق الانسان والفساد المالي والاداري. مستقبل العراق يحتاج الى جرأة في المواقف ورؤية واقعية للماضي والحاضر.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب