قلت في اللقاء السابق ان الموضوع لم ينته بعد……….
……………
لنعد الان الى المسرحية التي تدور احداثها في مستهل العام الثاني للحرب التي كان متوقعا حدوثها وقت ذاك وهي حرب غير مبررة وغير انسانية وهي تتضمن مشاهد مختلفة منها عملية حفر قبور لخمسة جنود لقوا حتفهم في الحرب لكنهم ظلوا واقفين في القبور ولم يوافقوا على الدفن فاعتبر هذا الرفض ثورة الموتى ضد ظلم من تسبب بالحرب وهي اعتداء على آدميتهم وقد جردتهم من انسانيتهم .
هذا الرفض هو اعنف اتهام موجه للحروب غير المبررة وهو صوت الانسانية المذبوحة على مسرح المصالح والمنافع والاطماع فرفض الموتى للدفن وثورتهم في وجه من يريدون دفنهم في قبورهم التي اعدها لهم فريق مهمته دفن الموتى مطالبين بمطلب كبير الا وهو رفض الحرب.
ترى هل يمكن سماع هذا المطلب او تنفيذه…؟
بالطبع الجواب كلا
رسالة كهذه قد تكون صرخة مؤثرة لكنها لن ولن تزعزع صروح الاماني التي تراود كل ذي ظفر وناب.
هكذا يضطر فريق الدفن الى تبليغ الجنرال عن رفض هؤلاء الجنود الدفن فبادر الى ان يقف فيهم خطيبا في محاولة لإقناعهم بضرورة الامتثال الى اوامر الدفن لانهم وبحسب زعمه قدموا لوطنهم وللإنسانية حياتهم ولهم في هذا الفداء مجد وتضحية لن تنسى.
ترى هل نجح الجنرال في اقناعهم …كلا …كلا …انهم يظلون مصرين على موقفهم وما زاد الطين بلة ان الخبر تسرب الى الصحافة والصحافة بدورها راحت تبرر لهم فعلتهم معللة ذلك بأنهم يريدون رؤية وطنهم ينتصر ومن ثم سيرتاحون الى الابد.
هكذا بررت الصحافة عبارة بسيطة مفادها(انهم يريدون رؤية وطنهم ينتصر) ولكن ان كانت حكومة وطنهم جندت الجنود وعبرت الحدود تحت مختلف العناوين كالغزو او الاحتلال او الصيطرة اوالتدخل في الشأن الداخلي او الخارجي او اي شكل آخر من اشكال الصيطرة هل يؤاز اولئك الجنود انتصار وطنهم …بالطبع كلا .
اذن سيكون مطلبهم هو وقف الحرب باي شكل من الاشكال ,رفع الصوت عاليا:
( اوقفوا الحروب ).
سجل الجنرال فشلا في اقناع الجنود ولهذا راحوا يفكرون بأمر جديد وطريقة اخرى لذا وبعد فشل محاولاتهم السابقة اضطرت السلطة الى الاستعانة بأهالي الموتى المحتجين الثائرين الرافضين للدفن في قبورهم فبادروا الى استدعاء الزوجة والحبيبة والام لكنهم ايضا يفشلون في اقناع هؤلاء المحتجين في تغيير موقفهم الرافض لهذا الموت المجاني وكل منهم يتحدث بدوره عن امانيه وعن امنياته وعن حبه لحياته التي سلبها الحرب .
فشل ذريع خاصة بعد ان تختلط شكوى كل من الجنود الموتى واحبتهم وحديث يطول عن المعانة والالم ,الفراق والصعوبة العيش والكد والتعب وما اصابهم من هموم وواجهوا من مصاعب للاستمرار بالعيش بعد فقد الاحبة مثلما تحدث الجنود عن حرمانهم لحياتهم وسرقة احلامهم وضياع آمالهم …انها الحرب …انها الحرب …انها الحرب …الحرب الطاغوت والجبروت والمارد الذي يجب ان تهزمه ارادة الحياة وتقضي عليه ارادة المحبة والسلام.
بعد ان يواجه الجنرال الخيبة من الاستعانة بالأهالي بأمر بالغ الخطورة ظنا منه انه سيحقق له الهدف الا وهو الدفن …ذلك انه بادر الى اطلاق الرصاص على الجنود القتلى.
هل حقق الجنرال الهدف …؟
كلا …فأن الجنود القتلى يخرجون من قبورهم ليسيروا جثثا على الطريق.
……………….
كم نرى من جثث تسير على الطرق في مختلف آفاق الارض فوق الارض وتحت الارض رسالة خطيرة واشارة بالغة تقول بلغة الرفض الانساني : (لا للحرب ) (نعم …نعم للسلام)
هل من مستمع …؟
السلام العادل الحكيم الذي يحفظ الحقوق ويؤدي الواجبات…………..