إنّهُ ليسَ بحديثٍ قطري ” اولاً ” , ثمّ انه ليس بحديثٍ قوميّ يشمل عدداً كبيراً من الأقطار العربية , لكنه يقتصر على مقارنةٍ نسبيةٍ بين الصحافةِ العراقية وشقيقتها المصرية , ومن زواياً محددة وربما ضيّقة قليلاً .
وإذ اُطالع واتصحّفُ واتفحّص معظم الجرائد المصرية ” الورقية ” , الرسميةُ منها والأهلية وبضمنها صحف الأحزاب ’ وكذلك الصحف المعتدلة والأخرى المقرّبة من الدولة , فقد هالني الفرق الماراثوني في اساليب ” الأخراج الصحفي ” للجرائد المصرية عن مثيلاتها العراقية , ومن نواحٍ شبه متعددة , ولعلّ اولى تلكنَّ النواحي , تبنّي والأعتماد على ” مدارس محددة ” في هذا الإخراج , بينما تميل الصحف العراقية الى الخلط غير المنتظم بين تلكم المدارس , وتميل اكثر الى الإجتهاد الفوضوي ” نسبياً ” في اساليب اخراجها الصحفي , ومن الملاحظ ايضاً طريقة استخدام الألوان وتوزيعها وتنسيقها في الجرائد المصرية , على العكسِ مما موجود في ” العراقية ” , وذلك دونما ريب يشكّل عامل جاذبية وإثارة للقارئ في اقتناء الصحيفة . وايضاً فأنّ طريقة توزيع المواد الصحفية من < اخبار الى عناوينٍ مدروسه والى مقالات , والى تحقيقاتٍ صحفية وحواراتٍ وصورٍ مختارة بعنايةٍ فائقة مع احجامها , بالإضافةِ الى اختيار انواع الخط حسب المواد المنشورة , فكلها وسواها تجعل القرّاء في حالةٍ كأنها ” مفتوحة الشهيّة ” للمتابعة < نحو الأعمق > حسب تعبير كلمات الراحل نزار قباني في قصيدته ” رسالة من تحت الماء ” التي أجادها طرباً الفنان الراحل عبد الحليم حافظ ” رحمة الله عليه اينما نام ! ” .
اساليبُ عرض الإعلانات في الجرائد المصرية والتي تتباين جداً عن الصحف العراقية , وطريقة توزيعها ” وخصوصاً في الصفحات الأوائل للجرائد ” والأمكنة الأخرى في الصفحات , تلعبُ دوراً حيوياً وفاعلاً في إبراز الإعلان , ومن الملاحظ ” عموماً ” أنّ الجهات والشركات التي تعرض وتقدّم اعلاناتها في الصحف العراقية ’ فأنّ العديد منها لا يشترط على نشر الإعلان في المكان المحدد بل وحتى في الصفحةِ المحددة .
وبأختزالنا لهذا ” العرض ” المرتبط بزواجٍ عرفي مع عنصر الوقت , فنرى أنّ الغالبية العظمى والقصوى للصحف العراقية لا تعتمد في ” اساليب الإخراج الصحفي ” على اساتيذ الإعلام الأكاديميين في تبنّي النهج الموضوعي للأخراج الصحفي وسواه ايضاً , بالرغمِ من وجودِ بعضٍ من رؤساء التحرير الأكاديمين القلائل جداً على رأس او جسد هذه الجرائد .!