6 أكتوبر، 2024 4:29 م
Search
Close this search box.

حديث شيخ ألآزهرعن ألآمامة لايتناسب ومقامه

حديث شيخ ألآزهرعن ألآمامة لايتناسب ومقامه

في الوقت الذي يضرب داعش سيناء المصرية ووسط القاهرة بالتفجيرات يخرج علينا شيخ ألآزهر بتصريح لتلفزيون مصر يقول فيه أن نظرية ألآمامة التي تطرحها كتب الشيعة للآمام علي غير مقبولة لسببين : أولا لشجاعة ألآمام علي الذي لايسكت عن حق له , وثانيا لايمكن الطعن بصلاح الخلفاء الثلاثة الذين عرفوا بالتقوى وألآخلاص ؟

ما كنا نود الخوض في مثل  هذه المواضيع المثيرة للفتن الطائفية التي تجد فيها داعش وكل عصابات ألآرهاب التكفيري فرصتها لآستدراج بسطاء المسلمين وعامتهم الى حيث تكون الفتنة الطائفية التي لاتبقي ولا تذر هدفها ألآول وألآخير

لكن شيخ ألآزهر أحمد الطيب الذي نعلم أنه موظف عند الدولة المصرية ومن يكون موظفا لايمكنه أنه يكون مفتيا يلتزم بقواعد الفتيا وشروطها الفقهية والعقائدية , فقد سبق لشيخ ألآزهر أن أستمع لمعمم عراقي هو رافع الرافعي الذي كان يوما من جوقة البعث الصدامي لذلك أصبح من النافخين بنار الفتنة الطائفية لصالح داعش وبث الدعايات وألآخبار الكاذبة مثل تهميش السنة في العراق وعلى ضوء هذه المعلومات المغلوطة راح شيخ ألآزهر يتبنى مقولة تهميش أهل السنة في العراق مما جعل جماعة علماء أهل السنة في العراق تنفي تلك المزاعم وكانت لتصريحات الشيخ خالد الملا أثرا طيبا في تكذيب تلك ألآشاعات .

ومن جميل المصادفة أني أستمعت لحديث الشيخ السعودي صالح عواد المغامسي  على أحدى الفضائيات السعودية وهي أم بي سي وهو يشرح حديث أهل الكساء الذي نصت عليه ألآية الكريمة : ” أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ” وكان الشيخ المغامسي يؤكد على أن هذه ألآية نزلت في الرسول محمد “ص” وعلي بن أبي طالب وفاطمة بنت محمد “ص” والحسن والحسين عليهما السلام وأضاف الشيخ المغامسي قائلا أن رسول الله “ص” قد قال : أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة , وهو نفس ماتقول به الشيعة , وقبل يومين من هذا التاريخ أستمعت للآستاذ نجاح أبراهيم مؤسس الجماعة ألآسلامية في مصر وهو يتحدث في برنامج ” أسلاميون وبعد ” الذي تبثه قناة الميادين اللبنانية حيث قال : قال رسول الله “ص” : أنا قاتلت على التنزيل , وسيأتي بعدي من يقاتل على التأويل : فقال أبو بكر : أنا يارسول الله ؟ قال “ص” : لا

فقال عمر : أنا يا رسول الله ؟ قال “ص” : لا فقالوا : من ؟ قال ” ص” : خاصف النعل , وكان ألآمام علي بن أبي طالب الى جنبهم يخصف نعله .

والسؤال هنا لشيخ ألآزهر : أذا كان تحصيلكم العلمي في الفقه وألآصول وتاريخ التشريع ألآسلامي لايجعلكم تأخذون من أية تطهير أهل البيت ومنهم علي بن أبي طالب ولا حديث رسول الله “ص” فيمن يقاتل على التأويل وهو علي بن أبي طالب تدل دلالة قاطعة على مشروعية ولاية علي بن أبي طالب لمنصب ألآمامة وهي خلافة رسول الله “ص” التي لاتكون ألآ بالنص , وألآية المتقدمة وحديث رسول الله “ص” المتفق عليه هي نصوص شرعية لآمامة علي بن أبي طالب , فكيف بك وأية ” أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن أمن بالله واليوم ألآخر وجاهد في سبيل الله لايستوون عند الله والله لايهدي القوم الظالمين ” – 19- التوبة – ” وأية ” قل لا أسئلكم عليه أجرا ألآ المودة في القربى ” وكان المسلمون يسألون رسول الله : يا رسول الله من هم القربى ؟ فيقول “ص” : هم علي وفاطمة والحسن والحسين , وماذا يقول الشيخ عن أية المباهلة في سورة أل عمران التي جعلت الحسن والحسين أبناء رسول الله “ص” ونساؤه تمثلهم فاطمة ونفسه علي بن أبي طالب ” قال تعالى :” فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعوا أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين ” – 61- أل عمران – وما ذا يقول الشيخ عن ألآية 17 من سورة هود التي جعلت الشاهد الذي يتلو رسول الله “ص” هو علي بن أبي طالب قال تعالى : ” أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى أماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من ألآحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه أنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لايؤمنون ” – 17- هود – وما ذا يقول الشيخ عن أية الولاية في سورة المائدة  قال تعالى ” أنما وليكم الله ورسوله والذين أمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ” – 55- الماائدة – وقد أجمع المفسرون ألآوائل على أنها نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام , وماذا يقول الشيخ عن أبلاغ سورة براءة التي أخذت من أبي بكر وأعطيت لعلي بن أبي طالب بأمر من الله تعالى أنه لايبلغ ذلك ألآ من هو نفس رسول الله “ص” وماذا يقول الشيخ عن ألآية “36” من سورة ألآحزاب التي تقول : ” وما كان لمؤمن ولا مؤمنة أذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله فقد ضل ضلالا مبينا ” – 36- ألآحزاب – وستكون هذه ألآية المباركة حاكمة على ماجاء بألآية 67 من سورة المائدة قال تعالى :” يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وأن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس أن الله لايهدي القوم الكافرين ” -67- المائدة –

أما ما ذهب اليه شيخ ألآزهر فيما يخص أبا بكر وعمر وعثمان : فهو تسا ئل لاينم عن أحاطة بكتاب الله “القرأن الكريم ” ومافيه من خصوصية ألآصطفاء قال تعالى ” أن الله أصطفى أدم ونوحا وأل أبراهيم وأل عمران على العالمين ” – 33- أل عمران – ولا أحاطة بمفهوم الذرية الصالحة لحمل أعباء الرسالة , قال تعالى : ” ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ” – 34- أل عمران – وعليه من لايأخذ بهذه المفاهيم ونصوصها المباركة هو من يسيئ لبعض الشخصيات ألآسلامية التي لانريد ألآساءة اليها مثل : الخليفة أبو بكر والخليفة عمر والخليفة عثمان , حيث يبدو صريحا بالنص القرأني أنهم ليسوا من الذرية الصالحة , وليسوا من المصطفين وليسوا من الراسخين في العلم وليسوا من أهل الذكر , وأخيرا هم ليسوا من أولي ألآمر نصا , وهذا ألآمر يحتاج منا تدبر معنى قوله تعالى : ” وما محمد ألآ رسول قد خلت من قبله الرسل أفأن مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا ” فألآية الكريمة تشير الى حتمية وقوع أنقلاب البعض بعد أنتقال الرسول الى الرفيق ألآعلى , والمطلوب ممن يتحمل مسؤولية البحث الفقهي والروائي وأسباب النزول أن يعرف من هو الذي أنقلب ؟ والجواب محصور في فئتين هما أهل بيت العترة النبوية وهم أصحاب الكساء وأية التطهير , وأما بعض صحابة النبي , وبمعنى أخر : أما المهاجرين وأما ألآنصار ؟ أما عترة النبي “ص” فلا يطالهم الشك لآنهم طهروا من الرجس ومن يطهره الله تعالى فلايمكن أن يكون من المنقلبين بعد رسول الله “ص” , أما بعض الصحابة من المهاجرين وألآنصار فليس هناك نص يمنع البعض منهم من ألآنقلاب , وهذا ما حدث , فالذي قال : من كان يعبد محمدا فأن محمدا قد مات , ومن قال عن الحجر ألآسود : لولا أني رأيت رسول الله يقبلك ماقبلتك ؟ ومن قال : وليت عليكم ولست بخيركم , ومن قال لآبن عباس : ما يهمني من يلي هذا ألآمر من بعدي ؟ فقال له أبن عباس عليك بأبي عبيدة , فرفض عمر , ثم قال له : عليك بعبد الرحمن بن عوف , فرفض عمر , ثم قال : عليك بعبد الله بن عمر , فرفض وقال رجل لايحسن تطليق زوجته ؟ ثم قال عليك بسعد بن أبي وقاص , فقال عمر صاحب فرس وسهم لايصلح , ثم قال : عليك بعثمان , فقال أخشى أن يجعلها لآل أبي معيط ؟ ثم قال : أعطها للزبير : قال رجل بخيل على عياله , ثم قال : عليك بطلحة : قال عمر : رجل لايصلح , وهكذا أسقط عمر من يسمونهم العشرة المبشرة بالجنة , ولكن عمر قال لآبن عباس : يا أبن عباس لم تذكر صاحبك ؟ ويعني به علي بن أبي طالب ؟ فقال أذن أعطها لعلي , فقال عمر والله يحملهم على المحجة البيضاء , ولكنه لم يفعل وجعلها شورى بين ستة , ونصب عليهم السيف أن وافق أربعة وخالف أثنان تقطع رؤوسهم  وهو حكم غريب ليس له نصيب في حكم الله تعالى , بعد معرفة هذه الوقائع يمكن بسهولة معرفة من أنقلب , وأذا أستمعنا لما قاله علي بن أبي طالب عن موضوع السقيفة والخلافة والمبايعة لم يبق لدينا شك في أن من أنقلب معروف ومشخص ولكن الحق ثقيل على أغلب الناس كما قال تعالى : ” وأكثرهم للحق كارهون ” فألآمام علي بن أبي طالب قال : متى كنت أقرن الى هذه النظائر وأنا ينحدر عني السيل ولا يرقى الي الطير , وقال بنص صريح : والله لقد تقمصها أبن أبي قحافة وهو يعلم أن موضعي منها كالقطب من الرحى , وقال : لله در فلان قوم ألآود ودارى العمد أقام السنة وسبق الفتنة ذهب نقي الثوب قليل العيب وتركهم في طرق متشعبة لايهتدي فيها الضال ولا يستيقن فيها المهتدي ويقصد به عمر أبن الخطاب وطريقة توصيل الخلافة الى عثمان , وقال عن المجتمعين في السقيفة الذين قالوا : منا أمير ومنكم أمير فأحتج المهاجرون بقربهم من رسول الله بواسطة قبيلة قريش , فقال ألآمام علي معلقا : تمسكوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة ؟

وألشيخ أحمد الخطيب شيخ ألآزهر الشريف لم يكن متوقعا منه أن يتساءل كما يتساءل عوام الناس ولا أن يمر على السيرة كمن لم يقرأها ؟ ألم تكن السيدة عائشة أم المؤمنين هي من نقل عنها في سيرة أبن هشام أن رسول الله “ص” في مرضه الذي لم يخرج فيه للصلاة عندما سمع أحدهم يصلي بالمسلمين وقال من يصلي ؟ قيل له عمر , قال “ص” : يأبى الله والمسلمون ذلك وكررها ثلاث مرات ؟ وهذا مانقل عن السيدة عائشة بمعنى أنها أسقطت منزلة عمر , ثم ألم تكن السيدة عائشة هي من ألبت وحرضت ضد عثمان وقالت : أقتلوا نعثلا فقد كفر , ثم عندما قتل عثمان حرضها الزبير وطلحة على أن تقود التمرد ضد الخليفة الشرعي علي بن أبي طالب ولم تلتزم بتحذير النبي “ص” عندما قال لنسائه من منكم تنبحهن كلاب الحوأب ؟ وقد نبحتها كلاب الحوأب في الطريق الى البصرة في معركة الجمل ولكن طلحة والزبير أقنعاها بأن أسم المكان لم يكن هو الحوأب ؟ أما مخالفة السيدة عائشة للنص القرأني الخاص بنساء النبي ” وقرن في بيوتكن ” فهي مخالفة واضحة لالبس فيها لذلك قال بعض علماء أهل السنة والجماعة مثل ناصر الدين ألآلباني بخطأ السيدة عائشة ؟ أن الصحبة لرسول الله “ص” ليست عاصمة عن الخطأ ” أن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم ”  كما أن زوجات ألآنبياء لسن معصومات عن الخطأ قال تعالى ” ضرب الله مثلا للذين كفروا أمرأة نوح وأمرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما .. ” .

أن نظرية ألآمامة هي تأسيس قرأني , قال تعالى مخاطبا النبي أبراهيم ” وأذ  أبتلى أبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال  أني جاعلك للناس أماما قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين ” 124- البقرة – وأية بلغ , وأية اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم ألآسلام دينا , وأية أولي ألآمر , وأية المودة في القربى , وأية السقاية وعمارة المسجد الحرام , مع أية وأنذر عشيرتك ألآقربين , وأيات أخرى كثيرة يطول بنا مقام ذكرها الشريف كلها متضافرة على معنى واحد ومفهوم واحد هو أن ألآمامة أمتداد لخلافة ووصاية النبوة , ثم من المعروف عند دارسي الشرائع والكتب السماوية أن لكل نبي وصي , فلما ذا يجرد خاتم ألآنبياء والمرسلين من هذا الحق الرباني بينما يعطى للآخرين ممن ليس لهم نص ولا منزلة في التكليف سوى أنهم من المسلمين أن أحسنوا أحسن الله اليهم وأن أساءوا فعلى أنفسهم يظلمون , كنا نتمنى على شيخ ألآزهر أن ينظر لآمور المسلمين بعين ألآنصاف والشفقة ويرفض قصف وقتل اليمنيين في شهر رمضان وقتل وتهجير السوريين عبر مايزيد على أربع سنوات ويقف الى جانب مظلومية الفلسطينيين من ألآعتداءات ألآسرائيلية المتكررة , ويقف الى جانب العراقيين في حربهم ضد داعش ويساند فتوى المرجعية الرشيدة في النجف ألآشرف في الوقوف مع نازحي أهل السنة وجمع الشمل لحرب داعش , لاأن يتحدث شيخ ألآزهر عن نظرية ألآمامة بطريقة ملتبسة تجعله مسخرا لعربان الخليج من الذين باعوا فلسطين نهائيا وراحوا يعللون أنفسهم بالصديق الجغرافي ” أسرائيل ” ومكرسين عصبيتهم ضد أيران الدولة ألآسلامية التي هي لهم وليست عليهم لو كانوا ينظرون كما يريد الله , ولكنهم عموا ثم صموا فلم يعودوا أهلا للبركة والخير , وتلك عاقبة الذين أساءوا السوأى , وشيخ ألآزهر نجله أن يكون مروجا لمن يزرع الفتنة في صفوف المصريين ومن يحرض عصابات داعش على قتل المصريين , فقضيتنا اليوم هي قضية الحرب الوجودية مع داعش والمصيرية مع الصهيونية , أما نظرية ألآمامة فهي لطف رباني لايجوز التشويش عليها بذرائع لم تعد مقبولة وتجاوزها زمن ألآنتظار المفرح ببقية الله التي هي دائما خير , ولا يعرف الخير ألآ من فتح قلبه وعقله لثقافة القرأن.

أحدث المقالات