كما يقال الحديث ذو شجون….
كانت هناك مقهى في بغداد يرتادها مختلف شرائح المجتمع الا ان لطلبة الكليات نصيب الاسد من الحضور كونها تقع بالقرب من مجمع الكليات التي كانت تضم كلية الحقوق وكلية الطب والمعهد العالي للمعلمين. هذا المقهى بدا صيته يشيع في حقبة الاربعينات من القرن الماضي وكان يملكه شخص يدعى ابراهيم عرب وسمي المقهى باسم صاحبه مقهى ابراهيم عرب.
تميز هذه المقهى واصبح له رواد كون شخصية ابراهيم عرب صاحب المقهى تمتاز بانها شخصية محبوبة لا تمل ولا يمل مجلسه من متعة حديثه وحكواته التي تنقلك إلى عوالم الف ليلة وليلة في زمن كانت المقاهي الوسيلة الاشهر للتواصل الاجتماعي وهي حقبة ما قبل عصر التلفاز وكون جل الحضور من الطبقة المتنيرة في ذلك الزمن وانا على يقين لو قدر لهذا الرجل ان يكون في أمريكا لأصبحت قصصه إحدى ماركات هوليود على غرار سوبر مان وبات مان وتوم وجيري التي تتحدث بالمجمل عن قصص أقرب للخيال هو بطلها. قصصه لا تتحدث فقط عن بطولاته وإنما عن قدرته لتقديم الحلول لأي مشكلة يصنعها خياله وكان الحضور يصغي باهتمام وشغف يسبقه الفضول ليعرف نهاية القصة بالرغم من أنه يعلم انها كذب بكذب ومن صنع خيال ابراهيم عرب وعلى مقولة العراقيين (نفاخ اكشر من طراز اول) واللطيف بالأمر ان جميع الحضور لايتجرا ان يقول له انك تكذب لان العواقب وخيمة ولا تحمد عقباها. نهاية كل جلسة ينفض الحضور وهم في غاية المتعة والتكلفة هو استكان شاي أو حامض علما ان اول استكان يكون على حساب ابراهيم عرب.
رباط السالفة ارجو ان لا يتبادر إلى أذهانكم ان كذب ابراهيم عرب له علاقة بكذب رجال السياسة والأحزاب الذين يخرجون الينا بحكوات من الخيال. الفرق ان رواد ابراهيم عرب مستمتعين بمجلسه وكما يقول ابو المثل كذب مصفط خير من صدك مخربط والثمن الذي يدفع هو استكان جاي مهيل من يد اسطى المقهى اما نحن فالثمن ليس استكان جاي وإنما ضياع بلد ولا حصلنا كذب مصفط ولا صدك مخربط ولك الله يا شعب
عذرا لان ما جاء في أعلاه شخابيط قلم اخوكم محمد البطران
https://www.facebook.com/profile.php?id=100038230517296