23 ديسمبر، 2024 5:19 ص

حديث باتريوتي – حوثي .!

حديث باتريوتي – حوثي .!

   الباتريوت اولاً : هو منظومة دفاع جوي صاروخي من نوع ارض – جو ومخصص بالدرجة الأولى لرصد الصواريخ البالستية من مسافةٍ تبلغ مئة كيلومتر وتفجيرها في الجو قبل بلوغها الهدف , وتقوم بتصنيعه شركة ” رايتيون ” الأمريكية , وتبلغ تكلفة انتاج هذا الصاروخ ثلاثة ملايين دولار امريكي , وحيث قام الحوثيون لغاية اليوم بقصف اهداف في المملكة العربية السعودية بلغت نحو 125 صاروخاً , فيعني منطقياً أنّ 125 صاروخاً من نوع باتريوت سعودي قد جرى اطلاقها على الصواريخ البالستية – الحوثية , ويعني ذلك أنّ تكاليف تلك ” الباتريوتات ! ” تبلغ 375 مليون دولار امريكي دفعتها المملكة ” نقداً ” , لكنّ الحال لا يتوقف او  لا ينحصر على هذه الحال , فالباتريوت لا يباع لوحده , فله مكونات وملحقات تبدأ من منصّة الإطلاق , ونظام الرادار  , ونظام التحكّم وتقنيات اخرى مجهولة الأثمان , كما أنّ مجمل الأسعار والتكاليف لا تتوقف على ثمن ملحقات الصاروخ , فبعد حرب عام 1991كشفَ الفريق الركن خالد بن سلطان قائد القوات العربية في السعودية التي شاركت جيوش التحالف الدولي في الحرب على العراق لتحرير الكويت , فقد ذكر الفريق خالد في احدى فصول كتابه المعنون < مقاتل من الصحراء > أنّ القيادتين السعودية والامريكية كانت تضطرّ لإطلاق بضعة صواريخ باتريوت على الصواريخ العراقية , وأنّ معظمها لم تتمكن من اصابة الصاروخ العراقي .! وقد علّل ذلك بأنّ صواريخ الحسين العراقية كانت تسير في الجو بشكلٍ متعرّج ولا يمكن استهدافها .. ونستشهد بهذا المثال التأريخي للقول : –

فأذا كانت تقنيات نظم الصواريخ في سنة 1991 بذلك الشكل .! فكيف هي في الوقت الحاضر .!

  ومن الطبيعي أن تضطر المملكة العربية السعودية لشراء اعقد انظمة الصواريخ المتطورة ومهما بلغت اثمانها بغية الدفاع عن سيادتها وشعبها واراضيها , كما لا نزعم أنّ هنالك اتفاقاً سرّياً بين الولايات المتحدة والحوثيين لإطلاق اكبر عدد من الصواريخ البالستية على السعودية كي تجني الولايات المتحدة ارباحاً طائلة من بيع وتصريف صواريخ الباتريوت الى المملكة .! على الرغم من المواقف الأمريكية السياسية بالضدّ من الحوثيين , لكنه وكما معروف فكلّ الإستحالات ممكنة في السياسة الدولية , ونضيف : –

ماذا تستفيد الجهة او الدولة التي تزوّد الحوثيين بهذه الأسلحة والصواريخ ” مجاناً ” بدلاً من صرف تلك الأموال على شعبها واقتصادها المنهار .! , وكم تستفيد الإدارة الأمريكية من الأزمات القائمة في الشرق الأوسط , والتي تفتعل معظمها إنْ لم تكن جميعها .!

  ما تطرّقنا اليه اعلاه , موصولٌ تلقائياً عن العلاقة المبهمة بين داعش والأمريكان , والعلاقة الشديدة الخصوصية بين امريكا والحزب الديمقراطي الكردستاني وبيشمركته , وبأستثناءٍ من كافة الأحزاب الكردية الأخرى .! , وموصولٌ كذلك عن التدخّل الأمريكي في سوريا وفي ليبيا , وفي اضطراباتٍ وقلائلٍ في بلدانٍ عربيةٍ أخريات .

والى ذلك , فأنّ قطاعاتٍ من الجمهور العراقي كانت وما برحت تتمنى أن تحترم الولايات المتحدة كلمتها واتفاقيتها مع العراق المسمّاة بِ < اتفاقية الإطار الستراتيجي > .! , إنّما يبدو وكأنّ الإطارَ قد طار .!