23 ديسمبر، 2024 11:14 ص

حديث النصف الأوّل , قبل شهر رمضان ؛ من شهر شعبان .. “السجدة الكرويّة” ! -1

حديث النصف الأوّل , قبل شهر رمضان ؛ من شهر شعبان .. “السجدة الكرويّة” ! -1

الإسلام الشكلي , هي الصفة الحقيقيّة الّتي يمكن إطلاقها على , أو لنقل بشكل أقرب للتناول , إسلام “الصحوة” الّذي طفا أو يكاد يطغي على مجمل الذوق الثقافي العام المتناغم أصلاً وروحاً وجوهر الإسلام الحق وإن بتباينات وفروقات في داخل “هنا وهناك” , منذ مطلع ثلاثينيّات القرن الماضي , ليطمسه هذا النوع من الإسلام , فيركسه , وألله الستّار من مخافة أن “يوكزه” فيقتله ..

وإذا ما أردنا الغوص أكثر فأكثر للوصول إلى الجذور الّتي أينعت هذه “الصحوة” الّتي هي في حقيقة نتائجها الّتي أوصلت إلى ممارسة مثل هذه الطقوس الشكليّة للإسلام دوناً عن مضمونه الحقيقي حتّى أصبحت طبيعة وسمة أوصِمَ بها شرائح واسعة من المجتمعات الإسلاميّة شكّلت مصدّاً واسعاً ,هي ما يصحّ أن نطلق عليها في عصرنا الحالي ؛ “عصر فتاوى السلاطين” , بوجه التحرّر من ربقة الرجعيّة والانفتاح على زمن قادم لا يمكن تقييده بظروف ثقافيّة وبيئيّة وموروثاتيّة حدثت في الماضي السحيق , أي هذا الّذي نعيشه هو إسلام مستنسخ عن ذلك العصر الّذي كان الممهّد الأساس لعصر مشتبه بالإسلام ولا يمت له بصلة هو ما يمكن أن نطلق عليه تسمية “عصر الاستشراق “الوريث “الشرعي” لعصر فتاوى السلاطين بكافّة حيله وأساليبه البراغماتيّة و”الميكافيليّة” اجتمعا معاً في عصرنا , والّذي أريد بـه نشر , ونعني إسلام القشرة والدعوة له وتعميمه إعلاميّاً بكلّ وسائله عن قصد وإصرار , ترويض الإسلام الحقيقي , منذ مطلع السبعينيّات من القرن الماضي , وبشكل أعمّ وأوضح , وتحديداً , بشكل أكبر , منذ الغزو “السوفييتي” لأفغانستان , ليكون بعد ذلك ويعمّم إسلاماً سميناً دسماً “إسلام منقّع بالسمن البلدي يعني” , ملائماً لزمن القطبيّة الأحاديّة يستظل بظلّها ويأخذ أوامره وإرشاداته من بابها العالي , يُرفع فوق رؤوس “بائعات الهوى” , يدلّلن به مع شروق فجر كلّ يوم من أيّام السحر الغربي والأميركي ودورهما “التسميني” بالوصفة الكهنوتيّة الّتي انتقلت فتاويها من أقبية أمراء الحروب والسلاطين والمماليك والباشوات إلى ضلال مراكز عصر السحر الفضائي و”التلاوين” الرقميّة والأزرار الساحبة للورق الأخضر ووكلائهم النفطيّون وأشباه الكمبرادوريّون..

عصر نغمات “الأذان” الخليويّة وهواتف “إيقاظ المصلّون” و “دفرهم” عند اللزوم إذا ما تثاقلوا عند الاستيقاظ ! ..

عصر حنفيّات “اللمسة السحريّة للوضوء”  ..

عصر التحسّس الحراري المائي قبل وصول المؤمن “للحمّام” حيث سيعلو بعد قليل “الشخير” المدسّم بلحوم الذبائح على الموائد السلطانيّة وباسم الدين ..

 

عصر وريث عصور أخرى مماثلة له هو مكمّل لها يكون فيه “الغني يأكل اللحوم يوميّاً بينما الفقير اخترع له الأغنياء مناسبات دينيّة ترسّخت في الوعي الجمعي , الفكري , عبر أجيال , على أنّها من صلب الدين ,يمكن فيها للفقير أن يأكل اللحوم !” …

عصر “تسالي رمضان” و”الخيمة الرمضانيّة” ..

عصر الصلاة والجهاد تحت راية العلم الأميركي..

عصر الدعاء لطائرات “الناتو” المؤمنة بالله وبالنبيّ الأمّي أن يسدّد ضرباتها على أتمّ وجه … “صَاحَها أشرف السعد” صاحب فضائيّة ـ المستقلّة ـ وبأعلى صوته , “مع أنّني من المتمنّين لثورات عربيّة بعيداً عن التدخل الأجنبي الاستعماري وبعيداً عن طائراته الناتويّة” , داعياً الله أشرف السعد أن تقصف ليبيا بدقّة وبتسديد ربّاني من هذه المئات من الطلعات الصاروخيّة يوميّاً صائحاً بأعلى صوته وبهستيريا لا تتقمّص إلاً كافراً جاهل : أللهم دكّ بحمم صواريخ الناتو رؤوس الحكومة الليبيّة! , وهي حلقة فهم للإسلام القشرة أفتى بها من مثل هؤلاء المتاجرون بالدين فأطلقوا على طائرات حلف الناتو “بالطير الأبابيل!” ؛بعد أن فقدوا القدرة على فهم نوع التعايش الأمثل الواجب استنطاقه من الإسلام النظيف والتماهي الأمثل بالواقع العصري الحالي وبحدوده المتماهية مع الإسلام , أو بالعكس , من الّذي أقرّه وعمل عليه الإسلام المحمّدي الصحيح والّذي أراد تحريفه بأفقهم الضيّق من مثل “عرعور وابن باز والعريفي وغيرهم الكثير” من الّذين أوصلهم النفاق والتطرّف والتشدّد ونقص في الوعي , وكتعويض عن هاجس التخلّف يتحسّسونه بمرارة وعدم قدرة على تفكيك مكوّنات تلك الأحاسيس الذاتيّة لتحليل مسبّباتها والتعامل معها , أنهم عبدوا عوضاً عن ذلك ومن حيث لا يشعرون , أو يشعرون , الشعائر الإسلاميّة , وأغرقوا أنفسهم في تفاصيلها الكوزمولوجيّة وتعاملوا معها على أنّها وحدها هي الإسلام , فأوصلتهم المغالاة والتطرّف بتلك أن فقدوا بوصلة التوازن في فهمهم للتديّن الحقّ كان من إحدى نتائجها الكارثيّة أنّهم فقدو حاسّيّة الإدراك فلم يعد بإمكانهم أن يميّزوا بين أجداد دول حلف الناتو “الروم” من الّذين سبق لهم وأن حاربوا الله ورسوله فقاتلهم خيرة الصحابة وردّوا كيدهم “بحسب ما فهمه المسلمون الأوائل من النصّ القرآني في ذلك العصر” , وبين ورثة الروم دول الغرب والأميركيين قاتلهم في عصرنا أشرس قتال عرب مسلمون غير معمّمون ولا مدّعوا إسلام … فطمس الله آفاق مدّعوا الإسلام من الداعين الله بنصرة “الكفّار” حين دعوه لأن يسدّد أشعّة الناتو الليزيريّة “بكلّ دقّة بحسب ادّعاء عرعور” وأمثاله “ليصوّبوها تصويباً دقيقاً !” بين المسافات الضيّقة جدّاً بين مساكن المسلمين ! وفق رؤى عَبَدَة الإله الخاص بالقرضاوي وبالقرني وبالحائري وبمحمد حسّان وبغيرهم من أصحاب “فتاوى الحاجة والمسيار وزواج المتعة” من وعّاظ السلاطين ووعّاظ الناتو ..

يعني ومجمل نقاط النقد المشروع الّتي ذكرنا نتوصّل إلى أنّ هنالك تفرّع عصر إسلامي آخر مشتقّ من العصور المماثلة الأخرى الّتي ذكرنا والّتي غابت عنّا يمكن تسميته “بعصر الناتو الاسلامي” ..

عصر يمكن الدعاء فيه لقادة الناتو وبإسقاطات “صوضوئيّة” مشوّهة للإسلام :ــ “أن لا يقطعوا شجرةً وأن لا يقتلوا شاةً وأن لا يقتلوا شيخاً أو امرأة وأن لا يهدموا صومعة مؤمن قائم عابد بمواصفات الناتو مستعد للنكاح بأربع وبكلّ ما ملكت يمينه ! ..

عصر “إسقاط صور الشعائر الإسلاميّة الضوئيّة” على ساحات الألعاب وساحات الملاعب الكرويّة بأنواعها وتحويلها إلى ساحات لتحرير “الأمّة”وقهر جميع “الأعداء” بـ”الأهداف”و “بكسر الأرقام القياسيّة” حتّى لو كان “تحطيم قلاع وحصون الرقم القياسي , الأوروبّي أو الأولمبي أو العالمي” وبملابس إحرام الساحة والميدان “النسائيّة”؟ , ثمّ الصلاة بعدها حسب تقاليد مثل هذا النوع من “فتوحات” القشطة أو القشرة “الاسلاميّة” خاصّة وأن”الطواف” على طريقة العدّائة الجزائريّة “حسيبة بولمرقة” وهي “مُحرِمة”بلباس “إحرام” مسابقات بلدان الناتو تطوف حول “بيت الملعب” وفازت بسباق مسافة 1500متر “مكعّب” عدواً قبل عشرين عاماً , وفقاً للسلوك “المعمّم” المبيّت بمثل هذا المفهوم المؤكّد في عقولهم , ورفعت راية الإسلام براية بلدها وحاشا بولمرقة أن يكون فهما للدين هكذا , وهي الّتي طافت حول ملاعب الناتو “ذات الأربعمائة ذراع وباع” وسجدت عند “خطّ النهاية”بـ”سجدة داوود” أمام عدسات العالم التصويريّة , وليتها صلّت وجسدها شبه العاري لفّته بِعَلَمْ بلدها ولو بحجّة الفرحة على الأقلّ , لِتقيَنا متاعب التشكيك مجدّداً بما يضمره أصحاب العمائم .. أمّا تحديد القبلة , فالدين يسر وليس عسر ..إذ فـ”حيث ما كنتم فولّوا وجوهكم شطره” .. فأين المشكلة في سجدة بولمرقة يا مفتو السلاطين ؟!..

مفتو الناتو المعمّمون . بطبيعة حالهم المنافقة , أو بحكم طبيعتهم الجاهلة , لم ينطقوا ولو باعتراض صغير واحد على ما فعلته بولمرقّة , لافتقارهم مكوّنات التوازن الحدسي , فصمتوا لجهلهم بالحكم الصحيح على ما فعلته العدّاءة الجزائريّة ومن أتى بعدها ممّن فعلت مثل فعلتها “أنا عن نفسي متفهّم ما فعلته العدّاءة الجزائريّة البطلة ومتفهّم عمق ـ المحاورة مع ذاتها لحظتها الميدانيّة ـ حين قدّرت مسافة الفهم السلوكي العام لما بين معتقدات وبيئة كلا “الطرفين” ببراعة المتعمق لواقع الحال , كما ويتفهّمه ويتفهّم كلّ من فعلت فعلتها من أتى بعدها من الرياضيّات العربيّات الفائزات عالميّاً كلّ مثقّف عربي أو مثقّف إسلامي” ..

يتبع لطفاً