18 ديسمبر، 2024 5:12 م

لايلقي خطباء الجمعة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والذين يتم تعيينهم من جانب المرشد الاعلى للنظام طبقا لشروط ومواصفات خاصة من أهمها أن يکون مواليا للنظام قلبا وقالبا ويضع مسألة بقاء وإستمرار النظام على رأس أولوياته، أن يلقوا خطبهم من تلقاء أنفسهم بل إن هناك خطوط عامة وکذلك خاصة يتم تحديدها لهم على الدوام کي يکتبوا خطبهم لأيام الجمعة في ضوئها، ولذلك فإن مايذکر في هذه الخطب فإنه يعبر بالضرورة عن النظام وليس مجرد کلام عادي!
خلال الايام الماضية، طفق رجال الدين في سائر أرجاء إيران لإلقاء خطبهم التي رکزت بصورة وأخرى على دور ونشاطات منظمة مجاهدي خلق في داخل إيران ولاسيما بين الشباب، ولعل إن رجل الدين علم الهدى ممثل خامنئي في مدينة مشهد وخطيب صلاة الجمعة فيها قد کان أکثر الخطباء وضوحا عندما قال في خطبته التي ألقاها في الاول من أکتوبر الجاري وهو يشير الى دور ونشاط مجاهدي خلق: “في كل الفتن التي حدثت وتتجلى حول إيران الإسلامية، فهي مأخوذة من شر هؤلاء المنافقين” وأضاف وهو يظهر رعب وهلع النظام من التکنلوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي والانفتاح المعلوماتي في العالم: “الأخ أو الأخت يحمل الهاتف المحمول ويبحث ويشاهد في هذه المواقع خيانة الإهانة لمسؤولي النظام، ويعلم أن هذا هو العدو، فهو يمر فقط، ولا يهمه”، والمثير للسخرية هنا، إن رجل الدين المتطرف والمقرب من خامنئي يرى بمجرد الاطلاع على أدبيات مجاهدي خلق خيانة وإهانة لمسٶولي النظام في حين إنه لايرى في عمليات الفساد واسعة النطاق والسلب والنهب الجاري من جانب مسٶولي النظام وتقصيرهم المتعمد بحق الشعب الايراني ليس بخيانة وإهانة لهذا الشعب، في حين إنه يرى في دور ونشاطات مجاهدي بکشف وفضح فساد وسرقة ونهب قادة النظام بأنه شرا وخيانة وإهانة!!
المرشد الاعلى للنظام والذي حذر قبل أشهر من إقبال الشباب على أفکار ومبادئ مجاهدي خلق وحذر منها بشدة ودعى للتصدي لها وحتى إنه قد قال في 27 سبتمبر الماضي: “جهزوا أنفسكم، جهزوا أنفسكم بكل ما تعنيه الكلمة وادخلوا هذا المجال”، وقد ترجم المعمم علم الهدى ماقد أشار إليه خامنئي بالقول: “إنه أمر القيادة، إنه أمر الجهاد، وأنتم بالتحديد يجب أن تواجهوا وتعالجوا هذه القضايا. لا تتعبوا. لا تجلسو، ولا تتراجعوا” وهو کما يبدو أمر للشعب کي يبذلوا کل مابوسعهم من أجل إبقاء کابوس هذا النظام عى صدورهم!
النظام الايراني الذي فشل في کافة مساعيه من أجل القضاء على مجاهدي خلق أو تحديد دوره وتحجيمه ويعلم بإستحالة ذلك ولاسيما بعد أن صار الشعب الايراني يعلم الحقيقة ولم يعد بوسع النظام خداعه والتمويه عليه فإن المعمم عبد الكريم عابديني، إمام جمعة قزوين، يطالب الشعب بالصبر في مواجهة نشاطات مجاهدي خلق بفضح وکشف فساد وخيانة النظام للشعب عندما قال:” في العديد من الحالات، يجب أن نتحلى بالصبر ونشجعهم ونديرهم حتى لا تضر محاولاتهم التشهيرية بالنظام.” وهذا الکلام مضحك جدا لکننا يجب أن لاننسى بأن شر البلية مايضحك!