من حق العراقيين خاصة ان يفاخروا العرب والعالم بما انجزوه هذا العام في زيارة اربعينية الحسين عليه السلام ..ومن حقهم ان يواصلوا الحديث والكتابة عن هذا المنجز على مدار الساعة حتى العام المقبل .
من حق العرب – اذا وعوا.. وتركوا التعصب – ان يباهوا شعوب العالم بان الحسين منهم ..وان العراقيين منهم، وانهم شركاؤهم في تحقيق هذا المنجز المذهل .
وجدير بالعالم ان يسجل هذا الحدث منجزا للبشرية شأنه شأن المنجزات الخارقة التي تحققت خلال السنوات الاخيرة من مسيرة الانسان نحو التطور والارتقاء؟
انه حدث العام بكل المقاييس ختمت به سنة 2014 ايامها ونشرت اشرعتها واستعدت للرحيل .
اكثر من (22000000) اثنين وعشرين مليون نسمة – في اقل الاحصائيات – من مختلف الاعمار والاجناس والشعوب يتحدون كل الظروف والمخاطر الامنية و البيئية والمناخية والصحية ، في بلد غير مستقر، تكالبت عليه كل قوى الشر ، ثلث اراضيه تسيطر عليها وحوش كاسرة اسمو انفسهم ( دواعش )ا ستهدفوا كل ما يمت للانسانية بصلة وخاصة من يمارس هذه الشعائر وهم على استعداد ان يأكلوا لحم من يزور الحسين ويشربوا دمه ،ومع ذلك يجتمع هذا العدد الخرافي دون ان تحدث حالة شجار اونزاع او اختلاف اوتحرش.. دون ان تحدث حالة مرض او اصابة غير اعتيادية .. دون ان تحدث حالة نقص في غذاء او شراب اومنام او دواء… ودون ان يحدث خرق امني سوى قذائف اطلقت مرة واحدة ومن بعد عشرات الكيلومترات عن كربلاء !.
لم يجتمع في دول العالم عشر هذا العدد ، اكثر الارقام سجلها موسم الحج وهو قرابة الثلاثة ملايين استعدت له الحكومة السعودية واستنفرت كل اجهزتها الامنية والادارية والصحية والخدمية فضلا عن استقطاعها مبالغ مالية كبيرة من كل حاج. وقريب من هذا العدد ( ثلاثة ملايين ) شهدته مصر في تظاهرات اسقاط حسني مبارك ،وشهدت ما شهدت من احداث نحن في غنى عن ذكرها .
سؤالان لم اجد لهما سوى اجابة واحدة :
الاول :- ما ألذي يدفع هذه الجموع المليونية الهائلة لركوب موجة الموت والشدة والمعاناة من اجل الوصول الى الحسين ؟!.
الثاني :- كيف تمت السيطرة على هذا العدد المهول دون حصول خرق امني او حادث غير اعتيادي او نقص في المأكل والمشرب والمقام وبجهود غير رسمية مع ان المراسيم استمرت عدة ايام ؟!.
الجواب الذي لا اقتنع بغيره / انه التسديد الألهي.