7 أبريل، 2024 12:07 م
Search
Close this search box.

حديث اسكندراني – عراقي .!

Facebook
Twitter
LinkedIn

على الرغمِ من زياراتٍ سابقةٍ لي الى القاهرة , لكنها المرّة الأولى التي ازور فيها مدينة الأسكندرية . وبالرغمِ ايضاً من زياراتٍ لي لعددٍ من الدول الأجنبية والعربية , لكنّ ليلتي الأولى في الاسكندرية لمْ تكن كأيٍّ من الليالي التي امضيتها او قضيتها في الدول الأخرى , فالى ساعةٍ متأخرةٍ من الليل , التَقتْ واجتَمعَتْ عندي كلّ عناصر القلق وعوامل السوسيولوجيا وال NOSTALGIA والتي هي اشدّ من ال HOMESICK بكثيرٍ وكثيرْ , وكأني لمْ اسافر يوماً من قبلْ , وكأني لمْ اقضِ سنواتٍ خارج القطر .! , فهذه الليلة في الاسكندرية كانت ” كألفِ ليلة وليلة ! ” ’, ففوراً تذكّرتُ عفيفة اسكندر , واستذكرتُ مدينة الأسكندرية العراقية التابعة لقضاء المسيّب , وجاءَ سريعاً على بالي ” الأسكندر المقدوني , كما اطلَّ على رؤايَ ” اليكساندر لوكاشينكو – رئيس بيلاروسيا او روسيا البيضاء ” , كما تذكّرتُ كذلك النائب ” اسكندر وتوت ” .! , وبتداخلٍ تداخلت متشابكةً كلّ هذه الصور , وكأنها مدعومة ومعززة بالأسكنجبيل الأسكندنافي .!
ولعلّ هذه الزيارة كانت وما برحت مدهشة بقدر ما هي منعشه .! , وقد تغدو اولى عوامل دهشتي , أنّ عدد حروف أسم الفندق الذي نزلت فيه , والمتكون من عدة كلمات ! , فأنه ربما يفوق عدد حروف اسماء الفنادق في معظم دول العالم , وأسمه : < Paradise Inn lo Metropole > , وهو مبنٍ على الطراز الكلاسيكي – التراثي الأوروبي في القرن الثامن عشر , وكلّ اروقته وديكوراته وآثاثه عبارة عن تحفٍ تأريخيةٍ رائعة قلّ نظيرها في هذا الزمن .
عاملٌ آخرٌ ادهشني او فاجأني , هو رؤيتي لمرقدٍ وهو مسجد تأريخيّ لِ < المرسي ابو العباس > وهو من اولياء الله الصالحين , وهذا ما ذكّرني بالأفلام المصرية حين يُقسمون الناس او يحلفون بِ ” المرسي ابو العباس ” , وهو ما يُذكّر ايضا بالرئيس المصري السابق ” الأخوانجي ” محمد مرسي الذي يقبع خلف القضبان ولأكثر من تهمة سياسية وجنائية .
لاحظتُ كذلك أنّ الصيدليات في الأسكندرية , مكتوبٌ على واجهاتها < مع خدمة التوصيل المجاني > وهذا ما يلفت النظر أنّ الأتصال بأية صيدلية لإرسالِ دواءٍ واحد ليس كالأتصال بالمطاعم لإرسال كمية من الأطعمة عبر خدمة التوصيل .! ’ وقد اجتذب نظري ايضاً أنّ نسبة الفتيات والنساء السافرات او ” السفور ” تفوق جداً نسبة السافرات في القاهرة , وبحديثٍ ذي صله , فلّم ارَ نسبةً ملحوظة لأصحاب اللحى والجلابيات البيضاء من المتطرفين دينياً عمّا رأيته في القاهرة , وفي رأيي ” على الأقل ” أنّ ذلك مؤداه يعود الى مقولةٍ في علم ” الجغرافيا السياسية ” ومفادها < أنّ الدول او المدن التي تمتلك ساحلاً على البحر , اطول من سواها , فأنها اكثر انفتاحاً وثقافةً بسبب اختلاطها بطواقم وركّاب وزوّار القادمين على متن البواخر والسفن القادمة من دولٍ اخرى ’ والتعرف على لغاتها وتقاليدها وما الى ذلك > .! وهذا ما شاهدته من نسبة الاجانب و السواح في مدينة الاسكندرية .
منْ مشاهداتي الإعلامية الخاصة , أنّ اكشاك وباعة الصحف والمجلات تفوق مثيلاتها في بغداد بأضعافٍ مضاعفة , مع الأخذ بنظر اعتبارين بارزين : اولهما أنّ شبكة الأنترنيت دخلت الى مصر قبل العراق بسنين طوال , وهذا ما يجعل ويساعد على قراءة الصحف عبر شبكة النت من دون شرائها , وثانيهما أنّ القدرة الشرائية للأخوة المصريين اضعف بكثيرٍ من القدرة العراقية , لكنّ كثرة وانتشار اكشاك الصحف في مصر , هو دليل واضح على مستوى الوعي والمتابعة .
ملاحظتانِ اخريتانِ اتعجّل بهما لأختزال المقال , واولهما أنّ شرطة المرور العراقية اكثر أناقةً وهيبة من شقيقتها المصرية , فالأخيرة ترتدي نفس زيّ شرطة النجدة الأسود اللون , وكذلك مركبات وعجلات المرور للشرطة العراقية المتميزة في الوانها , ولا ادري لماذا تتمسك الشرطة المصرية بأرتداء الزي الأبيض اللون صيفاً وكأنه زيّ القوة البحرية .! , أمّا الثانية , فمن المؤسف أنّ الصحف المصرية لجأت الى تصغير حجم الحروف في كلّ صفحاتها ” الى حروفٍ ناعمةٍ جداً ” بغية تقليص عدد الصفحات الورقية بسبب كلفة اثمان ورق الجرائد في مصر , لكنّ ذلك يشكّل صعوبةً في قرائتها , خصوصا اثناء القراءة في القطارات والحافلات وسواها ’ بسبب الأهتزاز وحركة العجلات في الطرق .
ولعلّنا هنا , قدّمنا ثلث او ربع تغطية صحفية عن الاوضاع في الاسكندرية وعموم مصر العربية .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب