18 ديسمبر، 2024 11:08 م

حديثٌ نصف سياسي .. نصف ديني وخطرٌ مغطّى .! ( مَن يتحمّل المسؤولية .؟ )

حديثٌ نصف سياسي .. نصف ديني وخطرٌ مغطّى .! ( مَن يتحمّل المسؤولية .؟ )

  أبعاد الحديث هذا ليست بحديثة , وتمتدّ جذورها الى عشراتِ العشرات من السنين , إنّما أخطاره الدينية والدنيوية ” برقبة ” او تتحمّلها احزاب الإسلام السياسي بالدرجة الأولى , وتعقبها الحكومات المتتالية التي تربّعت وافترشت السلطة  بعد الإحتلال , بالموازاة ايضاً يتحمّل ذنبها او ذنوبها ديوان الوقف السنّي , وثمّ ديوان الوقف الشيعي , كما بخصوصيّةٍ أشدّ واعنف , فكافة خطباء وأئمّة المساجد يتحمّلون ما هو اكبر واعظم من الذنوب , اذ أنّهم يورّطون الناس والجماهير بأرتكاب المعصية القرآنية دونما نيّةٍ مُبيّتة .! < وهذا هو المدخل الى بيت القصيد > على كلّ صعيد .!

 ** يتوجّب هنا التعمّق في التأمّل الطويل للمعنى الواضح ” كوضوح الشمس ” بكلمات الآية 204 من سورة الأعراف , التي نصّها : < وإذا قُرِئَ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلّكم تُرحمون > , وحيث العراق ينفرد بإمتيازٍ سلبي عن كافة الدول العربية والإسلامية , بأنّ كلّ خطباء وأئمة المساجد يتلون ويقرأون السور والآيات التي ترد ضمن الصلوات الخمس , وضمن صلاة التراويح بجانب ما قد تتضمّنه خُطب الجمعة , عبرَ مكبرات الصوت المدوية , التي تمتد اصواتها الى بضعة كيلومترات في كل منطقة سكنيّة وبيوتاتها وغرفها وكل شارعٍ عام او فرعيّ , مع تداخل هذه الأصوات من مساجدٍ قريبة قد لا تؤدي سوى الى التشويش الذهني والنفسي , وسواءً كان هذا التداخل او لم يكن , فإنّ التفسير الذي لا يتطلّب أيّ تفسير لهذه الآية من تلك السورة , فعلى الذي يشاهد التلفزيون او مَن يقرأ كتاباً , او من يتصفّح تفرعات ومواقع الإنترنيت والسوشيال ميديا , وربما المرأة المنهمكة في اعمال منزليةٍ ما بما فيها المطبخ .! , وحتى الذين يقومون بتصليح السيارات وأمورٍ أخرى , ومرادفات كل ذلك الواسعة التي لا تُحصى ولا تُعدّ , فعليهم ترك كلّ ما بأيديهم بغية الإستماع والإنصات الى ما تبثّه مكبرات الصوت في الجوامع على مدار اوقات الصلوات الخمس وما يتبعها , وهذا أمرٌ يفوق طاقة البشر ” مهما كانت هذه الطاقة سيكولوجية او ذريّة .! ” … في كلّ الدول العربية والإسلامية فإنّ كل ما يجري تلاوته وقراءته من آياتٍ قرآنية يكون داخل المساجد فقطً , فلا تخرج اصواتها الى خارج المسجد ” وهنالك منازل وبيوت مجاورة لهذه الجوامع , وهذا يعني اصابتها المفترضة بحمّى التوتّر وجائحة القلق وسواه لمعظم ساعات اليوم ! ” .

في العراق وحده يجري هذا الهوس الديني الفاقد للعلاقة بالدين , والتساؤل الستراتيجي هنا , يتمحور عن لا مبالاة الأحزاب الدينية بذلك , ومنعها استخدام وتوجيه مكبرات الأصوات الى خارج المساجد , بَيدَ أنّ رجال الدين من كلتا الطائفتين يتحمّلون المسؤولية الأولى لعدم وضع حدّ لهذه الظاهرة الشاذّة والتي تتنافي وتتعارض مع احكام الدين , وفي توريط الجمهور بذلك .

الى ذلك لا يمكن قبول او تقبّل موقف الدولة الصامت والمتراخي ازاء هذه الحالة , بأنّه كتحسّب وقائي او استباقي من ردود افعال مفترضة من بعض رجال الدين في كتم هذه الأصوات الخارجية المنتشرة الى الطرق السريعة .! بل ينبغي مراعاة المشاعر والمواقف العامة ازاء مفردات هذه الآية القرآنية العظيمة .