6 أبريل، 2024 10:18 م
Search
Close this search box.

حديثٌ نصفَ عسكريٍ حديث عن القتال في السودان

Facebook
Twitter
LinkedIn

بنحوٍ مجازيٍّ ما , وبشكلٍ او بآخر فيمكن القول أنّ المعركة او الإقتتال الداخلي السوداني لم يبدأ بعد , او ما انفكّ في بداياته الأولى , اذ لم تصل المعارك الى الدرجة البالغة السخونة بعد , ولم يصلا كلا طرفي النزاع الى حدّ الإنهاك , ويتوفّر لدى كليهما خزينٌ مٌتّسع من ذخائر الأسلحة المختلفة , والتي توحي وتشير الى قابلية استمرار القتال الى فترةٍ طويلةٍ غير محددة , ويبدو انّ هيأة الركن في قيادة قوات ” الدعم السريع ” قد تحسّبت لذلك مسبقاً وبإستعداداتٍ لوجستيةٍ معتبرة , بينما يتوفّر لدى القيادة العامة للجيش السوداني الخزين الأوسع من الأسلحة والذخائر , بالرغم من الخسائر المادية – العسكرية لكلا الطرفين ولحدّ الآن .

من اللافت للنظر أنّ احدى جوانب المعركة ما فتئت تتمحور حول محيط القيادة العامة للجيش والقصر الجمهوري , بالرغم مما يبدو انّ الجيش السوداني الحكومي يسيطر على الجزء الأكبر من هذه المنطقة او هذا المحيط .! , كما ومن اللافت للأنظار والأبصار أنّ القنوات الفضائية الخليجية التي تهيمن على محاولة تشكيل الرأي العام العربي إعلامياً .! , فإنّ تلكم الفضائيات لم تستطع او لم تحاول معرفة مساحة ما يُصطلح عليه بِ < محيط > مقرات القصر الرئاسي والقيادة العسكرية العامة , والذي تتمحور فيه او عليه العمليات القتالية بالقصف المدفعي اولاً , وقبل أن تبلغ الأمور الى حدّ الإشتباك بالأسلحة المتوسطة وحتى الخفيفة , ولا سيّما من قِبل قوات الدعم السريع .

من الملاحظ ايضاً أنّ تحرّك القيادة العامة للجيش كان وما برحَ يتّسم ببطئ الحركة في تحرير هذا < المحيط > , بينما كان هذا التحرّك اكثر سرعةً لتحرير مطارين او قاعدتين جوّيتين بعيدتين عن العاصمة الخرطوم , واستعادتهما من قوات ” الدعم السريع ” .

” الصفحة الثانية ” وفق المصطلح العسكري المتداول , فالقيادة العامة للجيش السوداني بدأت ” متأخّراً ” بإستدعاء واستقدام الوحدات العسكرية المنتشرة في المدن الأخرى الى المركز – الخرطوم بغية الإحاطة والإطباق على قوات ” حميدتي ” , لكنّ الأمر يتطلّب أياماً اخريات لإستكمال المتطلبات اللوجستية للشروع بالهجوم , ومع ما يقابل ذلك من التكتيك المقابل المفترض من قوات الدعم السريع وما قد يستجد في ذلك من مستجداتٍ ربما تفتح جبهاتٍ ومحاورٍ اخريات , لكنّ الحجر الأساس يكمن في مقدرة القوات السودانية في إبعاد الطرف المقابل عن معظم اجزاء الخرطوم .

الى ذلك ايضاً , والى أن ” تقع الواقعة .! ” فإنّ نسبة تدمير اكبر قدرٍ من الدبابات والدروع والآليات العسكرية والمركبات لدى ايٍّ من طرفي النزاع , فإنها تشكل عاملاً حيوياً لإستقراء خارطة مسارات المعرك , وما قد تؤول اليه وفق هذا الإستقراء المبكّر والذي لا يلغي من تطوراتٍ محتملة الحدوث .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب