18 ديسمبر، 2024 9:37 م

حديثٌ ميليشي او ميليشياوي .!

حديثٌ ميليشي او ميليشياوي .!

لازالت قوانين ” وليست قرارات ” الأمم المتحدة المعتّقة وكذلك مختلف المنظمات الأنسانية المستقلة او التابعة الأمم المتحدة, وكأنها اسيرة الحقبة الزمنية التي اعقبت الحرب العالمية الثانية , ودونما مواكبة للمتغيرات والمستجدات التي تسود دول العالم الثالث بشكلٍ خاص , ودول العالم الأخرى , وخصوصاً في جوانبٍ انسانيةٍ – سياسية متداخلة , ولا سيما في نحو الخمسين عاماً الماضية ” بينَ القرنين العشرين والواحد والعشرين ” . فأيّ معنىً لصمت هذه المنظمات تجاه انبثاق وظهور ميليشيات مسلحة تقتل ابناء اوطانها او شعوبها , تحتَ ايّ مسوّغٍ سياسي .! , ولنا في استذكار المعارك الدموية بين حركة أمل وحزب الله في لبنان اواسط تسعينيات القرن الماضي إنموذجاً لذلك , وكذلك المعارك الشرسة بين قوات ” الأتحاد الوطني الكردستاني وقوات الحزب الديمقراطي في شمال العراق , في فترةٍ متقاربة في تسعينيات القرن الماضي , ودونما صفةٍ قانونيةٍ – دوليةٍ تمنحهم حقّ فتح واطلاق النار على بعضهم , وهم مواطنون كرد وعراقيون . وذات الأمر يجري الآن بتراجيديةٍ ودراميةٍ مزدوجة .! حيث ميليشيات سوريّةٌ مسلّحة من المعارضة السورية تقاتل منتسبي الجيش السوري النظامي , وهم لا يملكون من أمرهم سوى تنفيذ الأوامر العسكرية للدولة , ولا خيار لهم غير ذلك , ويتضاعف الأمر لميليشياتٍ سوريةٍ اخرى ترافقها مرتزقةٌ من جنسياتٍ مختلفة تقاتل قوى المعارضة السورية الى جانب القوات النظامية السورية , وأيّ شرعنةٍ لذلك أمام صمت الأمم المتحدة .؟ , ويُعاد المنظر ليتكرر مجسّماً بين قوات الوفاق الوطني ” فائز السراج , وقوات الجنرال حفتر” , ليتمادى الغيّ الأممي بأستقدام آلاف اللاجئين السوريين في تركيا لإستقدامهم وتحويلهم وتصنيعهم الى مقاتلين أشدّاء لمقاتلة الليبيين وبأسنادٍ من المدفعية والطيران التركي .. كيفَ امست هذه الحالة الشاذّة لتشكّل أمراً واقعاً دونما اصدار قراراتٍ فعّالة على الدول اللائي تتبنى ذلك , وعلى اولئك المقاتلين الذين يقتلون الآخرين للحصول على المال .!

لسنا هنا بصددِ استشهادٍ بأمثلة اخرى مماثلة سواءً في اليمن او الصومال او ميليشيا ” الأخوانجية ” التي تقاتل الجيش المصري في سيناء , ومَن يدعمها ومَن يقف وراءها ” سواءً كانت الدوحة – قطر , او تل ابيب او غيرهم ” على سبيلِ مثالٍ دالّ .!

القانون الدولي بحاجةٍ ماسّة وحسّاسة لتغيير مضامينه وتبديل ملابسه الخارجية – الغربية ” على الأقل ! ” , وصولاً الى بواطن الجوانب الأنسانية للشعوب , وبغضّ النظر والبصر الى الحالة العرقية العالمية , لا الى المصالح الغربية للشركات ” سواءً المصنعة للسلاح او التي تجني الأرباح تلو الأرباح في تسديد ذلك السلاح وتصويبه الى ايٍّ من الشعوب الأخرى , وهذا سوف لن يحدث , لكنها كلمة حق لا يراد بها باطل , وتبقى الميليشيات العربية هي سيدة الموقف , وأنّ مَن يدعموها ويمولوها من دولٍ ما , فكأنّ لا علاقةَ لهم بذلك .! , وإنها لمسخرةٌ ليس بعدها مسخرة أن تتلاعب الدول الكبرى – العظمى , بتسخيرها وتوظيفها لدولٍ صغرى لزهق ارواحٍ وكأنها ليست محسوبة على البشر