23 ديسمبر، 2024 10:52 ص

حديثٌ كرّاديٌّ خاص .!

حديثٌ كرّاديٌّ خاص .!

لسنا هنا بصدد الحديث عن انفجار امس الأول في الكرادة , ولا حتى عن الأنفجار التراجيدي الغامض والذي لم يجرِ فكّ رموزه واسراره بالكامل قبل نحو شهرين , فمنطقة ” الكرادة الشرقية ” هي من اكثر المناطق السكنية التي يقطنوها مواطنون من مختلف الديانات والمذاهب والقوميات ” مع الأعتذار عن هذا التعبير” , وهي ايضا المنطقة التجارية المكتظة التي تسهر الى ما بعد منتصف الليل قياساً الى ما سواها , ولعلّ هذا السبب ” من عشراتٍ غيره ” قد جعل هذه المنطقة اكثر بكثيرٍ بأستهدافها بالعجلات المفخخة والعبوات الناسفة واللاصقة ” وكأنها جبهة قتال .! ” , وطوال سنوات الأحتلال وما بعده , فقد بقيت هذه المنطقة المنكوبة مسرحاً دمويّاً وبعروضٍ مستمرة لأدوات التفجير وعبر مختلف قيادات الأجهزة الأمنيّة .
الحدّ الأدنى لإفرازات ذلك , هو أن لا أحدَ بوسعه أن يؤكد او يخمّن او حتى يترآى له أنَّ التفجير الأخير سيكون الأخير .! وذلك معناه أنّ تفجيراتٍ أخرياتٍ محتملة الوقوع بين وقتٍ وآخر , وذلك يعني ايضاً اعترافاً < ضمنياً و صامتاً و مخجلاً > من كافة القيادات العسكرية والأستخبارية وملحقاتها بأنهم عاجزون بالمطلق والكامل عن منع حدوث وتكرار وإعادة تكرار مثل هذه التفجيرات ” الكرّادية ” وسواها ايضاً .!
  أخشى ما نخشاهُ من خشيةٍ في هذا الصدد ” الكرّادي ” , اذا ما استمرّت التفجيرات للشهور ولربما السنوات القادمة والغامضة ” لا سمح الله ” أنْ تضطرّ الدولة , وبالأحرى الحكومة المتحكّمة التي تحكم هذه الدولة , الى وقف ومنع حركة ومرور العجلات والمركبات في هذه المنطقة , وإقتصار واختصار ذلك على الحافلات الحكومية , وتُستثنى من ذلك سيّارات جمع النفايات .! , وحتى لو حدث ذلك , فلا استبعدُ مطلقاً تجدّد عملياتِ تفجيرٍ جديدة واخرى .! , فأزهاق ارواح العراقيين ” بالجملةِ والمفرد ” يبدو وكأنه مرتبطٌ ” بشكلٍ او بغيره ” بالعملية السياسية , التي لا علاقةَ لها بالسياسة والكياسة , إلاّ فقط من جانب الشراسه .!!