18 ديسمبر، 2024 11:54 م

حديثٌ عن رئاستين !

حديثٌ عن رئاستين !

إصطلاح ” الرئاسات ” الذي يجري الإصطلاح وتداوله في العراق وعلى اوسع نطاق , في الإعلام وغير الإعلام , هو تعبيرٌ ليس له وجود او آثار في ” العلوم السياسية ” وفي كافة دول العالم , وينفرد العراق في ابتكاره بأمتياز , ولعلّ تفكيك وتحليل ذلك سيكولوجياً على الأقل , هو أنّ احزاب السلطة ومنتسبي ما يسمى بِ ” العملية السياسية ” يتملّكهم هوس في الرئاسة , حتى لو برئاسة فصيل مسلّح او غير مسلّح , على سبيل المثال فقط لا غير .!

   No.1 : – موقف واعلان رئيس الجمهورية السيد برهم صالح في رفضه لبيان مؤتمر القمة الأسلامي , وعدم مشاركة او إشراك العراق في إعداد وصياغة البيان كان متوقعاً او اكثر , فالرئيس ليس بمقدوره مخالفة توجهات الحكومة العراقية وقادة وسادة احزاب الأسلام السياسي فيها من جهة , كما أنّ الرئيس يمتلك علاقة سياسية خاصة ودافئة مع القيادة الأيرانية , ثمّ < من زاويةٍ داخليةٍ خاصة > فموقف السيد صالح لصالح الأيرانيين يضاعف من قوة موقفه تجاه قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني المسيطر على اقليم كردستان , حيث علاقتهم بالولايات المتحدة تتقاطع كلياً مع العلاقة مع طهران , بجانب استثمار ذلك لصالح الخلافات المستعرّة بين الحزبين الكرديين حول رئاسة الأقليم التي يرفضها حزب الرئيس – الأتحاد الوطني الكردستاني

من الملاحظ ايضاً أنّ الرئيس صالح اصطحب معه ضمن الوفد المرافق , السيد فالح الفياض الذي يتولى رئاسة الحشد الشعبي وبما تضمّه من فصائلٍ مسلحة يُطلق عليها ميليشيات , وفي ذلك رسالة واضحة للمملكة وللرؤساء المؤتمرين تمثّل ما تمثّل من معانٍ غدت معروفة .! .. الموقف العراقي الرسمي تجاه مؤتمر القمّة المنعقد في مكّة , والذي تمثّل بخطاب رئيس الجمهورية لا غير فلا ريب أنه لا يغير من شيءٍ في مجريات المؤتمر ولا يعرقل إعداد واصدار البيان الختامي , ومحال أنْ يؤثر على العقوبات الأمريكية على ايران حتى قيد أنملة .! بالأضافة الى تعارض ذلك مع الوساطة العراقية المفترضه بين الأدارة الأمريكية وطهران , ثُمّ وبتجرّد فمن غير المقصود هنا أن يتخذ الرئيس موقفاً مؤيداً بالمطلق لصالح البيان الختامي للمؤتمر والإصطفاف الى الجانب السعودي , فللدبلوماسة ممرات وطُرق وزوايا وحتى تلاعب بالألفاظ والمفردات وحتى مروراً بأتخاذ موقفٍ متحفّظ او محايد .! ومراعاة المصالح الوطنية والأقتصادية للعراق ..ثمّ لو كان للرفض الرسمي العراقي أن يغدو مجسداً ومؤثراً لكان على وزارة الخارجية العراقية أن تتحرّك بهذا الأتجاه وبين ممثلي الدول المشاركة قبل انعقاد المؤتمر , وليس عند الإنتهاء منه عبر خطابٍ رسمي ! , ولا ريب أنّ هذه المواقف على مستوى دولة ينبغي أن تتخلى عن العواطف السياسية والروحية ولا نقول الغرائز .!

No.2 : – الرئاسة الأخرى من هاتين الرئاستين تتعلّق بالرئاسة السابقة لرئيس الوزراء الأسبق السيد حيدر العبادي , والذي كان لإعلان استقالته من المواقع القيادية لحزب الدعوة خلال اليومين الماضيين , أن تشعل ” نسبياً ” مواقع التواصل الأجتماعي , وعلامَ هذه الإستقالة في هذا الوقت تحديداً .! وما هي الدوافع والمحفزات اللائي جعلته يعلن على الملأ هذه الأستقالة .! , وإذ لسنا بصددِ الخوض او التنقيب في عمّا يختبئ وراء ذلك , وإذ حفِلتْ معظم التعليقات وردود الأفعال الجماهيرية وغير الجماهيرية متسائلةً عن سبب عدم اعلان العبادي لأستقالته هذه قبل هذا الوقت , وخصوصاً اثناء فترة خوض الأنتخابات , سيّما أنّ هذه الأستقالة كانت مطلوبة جماهيرياً آنذاك , لكنه مهما كانت الأجوبة او الإجابات لذلك < والتي لمْ تعد تؤخر ولا تقدّم , وليس لها ايّ تأثيرٍ على الأوضاع السياسية الجارية > , لكنّ الأهم من كلّ ذلك , فأستقالة العبادي تشكّل ضربةً جارحة ومؤلمة لحزب الدعوة وقياداته وخصوصا للسيد نوري المالكي .! , كما انها تكشف عن خلافاتٍ واختلافاتٍ بين قياديي حزب الدعوة من الزاوية الضيّقة .!

إعلامياً , يبدو أنّ السيد حيدر العبادي سيضحى اكثر تحرراً في كشف وفضح ما كان مُخبّأ سياسياً في ثنايا تولّي حزب الدعوة لرئاسة الوزراء ولدورتين للمالكي وما صاحبهما مّما محال على ” الإعلام ” الدنوّ لمحاولة الأقتراب منها منْ ايةِ زاوية .!