لا شكّ أنّ الإنقلاب العسكري الذي وقعَ في دولة النيجر قد تسببّ في ايجاد بؤرةِ توتّرٍ دوليةٍ ولا سيما على صعيد القارّة الأفريقية , ومع فرنسا بشكلٍ اكثر خصوصية .. من الملاحظ أنّ وسائل الإعلام في كلّ مكان لازالت ترفض تسمّي هذا الأنقلاب بثورة , بالرغم من الحشود الجماهيرية الهائلة التي اندفعت لتأييد القيادة العسكرية الجديدة , التي تتصدى للمصالح الفرنسية الأحتكارية وكذلك بالضد من وجود قواعد اجنبية اخرى .
بعيداً عن هذه التفاصيل الموجزة المنشورة , وعلى اثرِ التهديد القائم من بعض دول الأيكواس لأجتياح النيجر وإسقاط نظام الحكم القائم فيها , وبأستثناء دول ( مالي , بوركينيا فاسو , وغينيا كوناكري ) التي تعهّدنَ بالتدخل العسكري والدفاع عن النيجر وارسال جيوشها لصد هجوم دول الأيكواس , فبيتُ القصيد من احدى اكبر واعرض الزوايا , فإنّ الشعب النيجيري شعبٌ مسلم وعريق , لكننا لم نسمع بأيّ موقفٍ جاد ” حتى على صعيد الإعلام ” من الدول الأسلامية والعربية لمساندة النيجر وعلى كلّ الصُعُد .! , وحتى دولة الجزائر الشقيقة التي لها حدود جغرافية مشتركة من النيجر فإنها تلتزم جانب الصمت على التهديد العسكري الذي تواجهه هذه الدولة , هنالك علائم استفهامٍ عربيةٍ واسلامية تصطف بالتوالي والتوازي بهذا الشأن .!
الأمرُ موصولٌ من جهةٍ اخرى الى الحرب الدائرة رحاها في السودان , والتي يترآى جليّاً أن التوازنات الدولية تريد إبقاء هذه الحرب مشتعلة , ودونما تمكين اي من الفريقين المتصارعين من تحقيق نصرٍ حاسم .!
هنالك ايضاً حقيقة قائمة بأنّ لا ” قوات الدعم السريع ” ولا القوات المسلحة السودانية بقيادة فريق اول عبد الفتاح البرهان بمقدورهما ادامة زخم القتال وتأمين الجوانب اللوجستية للمعركة دونما دعمٍ خارجيٍ محسوب .! , ويصعب تصوّر أنّ بعضاً من الحكومات العربية وغير العربية لا تتولى تأمين المستلزمات الحربية والقتالية ” سرّاً ” لهذا الطرف او ذاك وخصوصا للحكومة الشرعية في السودان , انّما وبينما ايضاً فالموقف العربي الرسمي فيظهر وكأنّ صوته مبحوح او مكمّم , ولا سبب واضح ” لحد الآن ” سوى الإرتعاش والإرتجاف من دول الغرب .!