لا نبتغي هنا ” اولاً ” تحديد أسم ونوع الرائحة العسكرية لهذا الحديث , عمّا اذا كانت برائحة البارود او العطور او البخور او سواها , إنّما سنترك ذلك للقرّاء لإستشعارها والتعبير عنها او تحديدها .!
قائد العمليات المشتركة في كركوك اللواء الركن سعد حربية اعلن ” السبت 23 \ 2 ” عن خطته الجديدة في ادارة الوضع في كركوك , حيث اشار الى زيادة عديد القوات المتواجدة بحجم ” فرقة عسكرية ” والى تنوع وتعدد مصادر القوات من الشرطة الأتحادية وجهاز مكافحة الأرهاب و ” اللواء 61 ” من الفرقة الخاصة , واضاف اللواء حربية أنّ كل ” موارد ” وزارتي الداخلية والدفاع – حسب التعبير المنقول في الإعلام – سواءً من الحشد الشعبي او الحشد العشائري هي تحت أمرة المقر المتقدم . < ولا ندري هنا لماذا استخدام مفردة ” موارد ” بدلاً عن قوات او قوى .! , فالموارد تعني معنىً آخراً كما معروف .!
الى مَنْ او الى ايةِ جهةٍ يوجّه اللواء حربية تفاصيل خطته وجزئياتها .؟ وما الضرورة والمقتضيات لشرح واعلان كلّ ذلك .! , فأذا كان الهدف الكامن وراء او أمام ذلك هو بيشمركة الأحزاب الكردية ” افتراضاً ” , فأنهم سيعلمون بكلّ هذه التفاصيل من خلال اجهزتهم الأستخبارية داخل كركوك كجهاز ” الأسايش ” وغيره ايضاً بالأضافة الى مصادر كردية – عسكرية هناك ومن قبل اعلان القائد عن محتوياتها ! , واذا كان الهدف موجهاً الى مقاتلي الدواعش ” الذين يفتقدون القدرات السوقية التي تهدد أمن كركوك ” فما الدواعي وما المتطلبات الى كشف هذه المعلومات وابلاغها الى الخصم مقدّماً .! , وهل بمقدور قائد العمليات في كركوك أن يبيّن عن الدوافع وعن رأيه الشخصي في اعلان وكشف هذه المعلومات الى اية جهةٍ معاديةٍ محتملة ومسبقاً .!
ليست هذه المرّة الأولى ” وسبقتها مرّاتٌ ومرّات ” , ولا نظنها المرّة الأخيرة التي يجري فيها التحدّث الى وعبر وسائل الإعلام عن شؤونٍ عسكريةٍ بحتة , ومن المفترض ومن المتوجّب أن تبقى طيّ السريّة والكتمان مهما صغرت اهميتها .! ثمّ لماذاهذا الإسراف والإفراط في التصريحات العسكرية ومن دونِ ضوابطٍ الزامية من وزارة الدفاع والقيادة العامة للعمليات المشتركة .!
وفي الواقع وإثرَ هذه الوقائع , فمنذُ بدايات دخول الدواعش الى محافظات ومدنٍ ومناطق قبل نحو 4 سنينٍ , والى غاية الآن , فما انفكّت وما فتئت امثال تلك التصريحات لقادةٍ عسكريين ومسؤولين مدنيين يصرحون عبر الإعلام عن خططٍ ونوايا عسكرية – أمنية قبل الشروع بها , وكأنهم او كما يبدو دون ادراكٍ أنّ العدوّ يمتلك آليّة تحليل المعلومات والتصريحات وبأبسط واصعب صورها .!
وقد غدونا نتساءل بيننا وبين انفسنا عن موعد المشهد الأخير لمسرحية الإعلان المسبق لتفاصيلٍ عن عملياتٍ عسكريةٍ مفترضة ومن قبل أن تبدأ , والأشارة المقتضبة ” هنا ” – والتي هي أساس الحديث اكثر منه عمّا في كركوك – تتعلّق بأوضاع القطعات على الحدود العراقية – السورية وما معرّضة لها من تطوراتٍ ومتغيراتٍ لأية قراراتٍ من رئيس الوزاء او رئاسة الوزراء ! ومن مراكز القوى الداخلية والخارجية .!