19 ديسمبر، 2024 12:09 ص

حديثٌ سياسي نصف بابلي !

حديثٌ سياسي نصف بابلي !

النصفُ الغير بابلي فهو او لإنّه لا علاقة له بمحافظة بابل ولا بأسد بابل , أمّا النصف الآخر ” ليس الجنس اللطيف ” , فهو عن اجتماع العبادي وجماعة العبادي من الكتل والتيارات الأخرى في فندق بابل في بغداد , والذي اثارت وسائل اعلام ووسائل اتصال اخرى حوله تكهنات وتحليلات وتسريباتٍ متضاربة , ولا يمكن الجزم بٍأيّ منها لتدنو من الدقّة عمّا دار في ذلك الأجتماع .

ما لم تتعرّض له ولم تشر اليه الوسائل الإعلامية عن ذلك الأجتماع البابلي ! هو لماذا تمّ او جرى الأجتماع في هذا الفندق دون سواه من الأمكنة الأخرى .! , كان ممكناً عقد ذلك اللقاء في مكتب رئيس الوزراء او في احدى قاعات الأجتماعات في مبنى المجلس , انما وربما كي لايتخذ الأجتماع الصفة الرسمية للدولة ” افتراضاً ” على الأقل , رغم أن لا جهة سياسية بمقدورها الأعتراض على ذلك , وكان ممكناً ايضاً انعقاد الأجتماع في منزل السيد العبادي ذاته , لكنما اعتباراتٍ شخصيةٍ او فنيّةٍ قد حالت دون ذلك , لكنّ المكان الذي كان الأكثر ترجيحاً وترشيحاً لعقد ذلك الأجتماع هو ” فندق الرشيد ” الذي يتوسط المنطقة الخضراء والأقرب مسافةً الى مقر رئاسة الوزراء , والذي ايضاً لا يُعرّض المسؤولين في الدولة الى مخاطرٍ ما مفترضة في حالة الذهاب الى امكنةٍ اخرى خارج المنطقة الخضراء , بيدَ أنّ الأجتماع لم يجرِ انعقاده في هذا الفندق العريق سياسياً , فأغلب الظنّ < وبعض الظنّ ليس اثماً ايضاً > هو التحسّب الأستباقي من وجود اجهزة تسجيل وكاميرات سريّة متوزعة في غرف الفندق وكلّ اروقته وممراته وصالاته , حيث فندق الرشيد كان تحت الأشراف المباشر للقيادة الأمريكية واجهزتها منذ بدء الأحتلال , وتستخدمه الشركات الأمنيّة الأجنبية ايضاً , بجانب أنّ الكثير من المبعوثين الدوليين من الأمريكان ودول اخرى يجدوه المكان الأنسب أمنياً للنزول فيه , ولربما رجال مخابراتٍ من دول اخرى بصفاتٍ مختلفة كذلك , و ” الرشيد ” ايضاً يحظى بحماية أمنيّة مكثفة من اجهزة الأمن العراقية فضلاً عن الأمريكان .. لذا قد يغدو هذا الأفتراض الأمني هو الأقرب لعدم انعقاد اللقاء في هذا الفندق , أمّا الميرديان والشيراتون في وسط بغداد فقد باتت اكثر استخداماً لعامة الناس بما فيها حفلات الزواج والمناسبات الأخرى , وبالنسبة لفندق ميليا منصور القريب من المنطقة الخضراء وشبكة الإعلام العراقي فلا يعتبر ملائماً جداً بسبب ارتياد زبائنه من دولٍ محددة , على العكس من فندق بابل الذي يقع في منطقةٍ هادئة وقليلة الحركة .

ومن خلال ذلك ” وغير ذلك ” فمن الطبيعي أنّ لا علاقة بأيّ مكان للقاءات الخاصة الرسمية وغير الرسمية , سواءً اجتماع العبادي مع الكتل الأخرى , او اجتماعات قادة الأحزاب في اية مقراتٍ سواءً في بغداد او اربيل .

عموم الشعب العراقي لا يترجى ولا يتوقع خيراً من لقاءات واجتماعات سادة وقادة الأحزاب , وما يجري ليس سوى عملية اقتسام غنائم بين اصحاب العمائم ومرادفات اصحاب العمائم وملحقاتهم الحزبية , تحتَ او فوقَ عنوان اختيار رئيس وزراءٍ جديد ورئيسين للجمهورية والبرلمان , ولا رأي للشعب اطلاقاً بهذه الأسماء المسماة الجديدة , بما في ذلك لا رأي ايضاً للأتحادات والنقابات ووسائل الأعلام ولا حتى منظمات المجتمع المدني والنخب الثقافية والأكاديمية . ورؤساء الرئاسات الثلاث القادمون بقطارات اجنبية واعجمية وخليجية , انما مفروضون فرضاً على المجتمع العراقي وعبر سيناريوهات انتخابية متهرئة ومتصدئة , وليس اقلها حرق صناديق الأقتراع ذات الصيت الذي ذاع .!