9 أبريل، 2024 12:24 ص
Search
Close this search box.

حديثٌ ستراتيجي عن العسكر والساسة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

a \ منذ يومينِ مضيا ولم ينقضيا .! , انتابت الرأي العام العراقي موجةٌ متموجة من الإبتهاج والمسرّة جرّاءَ خبر نشر ثلاثة مواقع او نقاط عسكرية من قوات حرس الحدود على الحدود بين العراق وتركيا . وإذ لم يحدث ذلك منذ سنين طوال, ويحدث الآن في ظلّ ظروفٍ أمنيّة – عسكرية في غاية الصعوبة والتعقيد , من خلال تدخل الأتراك براً وجوّاً في شمال العراق .. الخبر هذا جاء مقتضباً للغاية ويحمل بين طيّاته وثناياه تقصيراً اعلامياً فاضحاً من قبل وزارة الدفاع او وزارة الداخلية او حتى من قبل قيادة العمليات المشتركة , ومع افتراضٍ ما أنّ هذا الإقتضاب هو من دواعي المتطلبات العسكرية او الأمن العسكري , وكأنّ كلّ شيءٍ لا يُرى عبر الأقمار الصناعية والإستطلاع الجوي وعناصر الأستخبارات التركية داخل الأراضي العراقية .. لقد حرمت القيادة العسكرية العليا الجمهور العراقي ممّا يُثلج الصدور من دون ثلجٍ او ثلوج .! , فقد كان ينبغي اصدار معلوماتٍ وتوضيحاتٍ اكثر بهذا الصدد , بدءاً عمّا اذا كان نشر هذه القوة العسكرية المحدودة بموافقة سلطات الأقليم او عدمها , وثمّ بماذا يمكن أن تحدّ وتحيّد هذه القوة العسكرية من تأثيرات الهجمات التركية والتواجد والحضور العسكري التركي في شمال البلاد او في الإقليم , وهل انها معززة بمواقف سياسية صارمة او نصف صارمة اخرى .! ونتساءل مرةً اخرى لماذا لم يطير وفد سياسي – عسكري عراقي الى انقرة لمناقشة الوضع المريب للقوات التركية , وخصوصاً بذريعة قصف مقرات PKK , فلماذا ياترى لا يعطون احداثيات الأهداف المعادية لهم للقوة الجوية العراقية لقصف تلك الأهداف ” على اقل تقدير ” وهذا لا يمكن تصوّره ايضاً .

وإذ لا نرغب بالتطرّق والإسترسال حول منع حكومة كردستان للجيش العراقي من دخول اراضي الأقليم لتأمين وحماية الأراضي العراقية , ومواجهة والإحاطة بالوحدات التركية المتواجدة هناك , لكنما ينبغي على رئاسة الوزراء والقادة العسكريين العراقيين اعطاء ونشر تفاصيلٍ اكثر في الصدد هذا والتي سرعان ما ستتحول الى بشائر سيكولوجية وقلبية لدى الجمهور , وهي نقاط او مؤشرات اعلامية لصالح الدولة .

b \ اذا ما دخلنا مرّةً اخرى ” بوابة ضرب المثال ليس بمحال ” او حتى اذا ما غدا الدخول من النافذة او من ثقب مفتاح الباب , بتعذّر فتح وطرق هذه البوابة في هذا الشأن العراقي المتأزّم , فلأجل أن تتاح للحكومة إكمال مسيرتها في اجتياز حقول الألغام الداخلية – السياسية , وتعدد الجبهات المحيطة بها داخلياً اكثر ممّا خارجياً , فماذا لو يجري عقد ميثاق شرف < مؤقت ! > يجمع كافة قادة الأحزاب والكتل والفصائل , وكافة النواب والنواب المتقاعدين والقاعدين , ووصولاً الى كل ساسة ما بعد سنة 2003 , بالإمتناع عن الإدلاء بأيّ تصريحٍ صريح او غير صريح الى وسائل الإعلام والسوشيال ميديا ” ولو لشهرين او نحو ذلك ” , بغية أن تخطو الدولة خطوةً الى الأمام , عسى ان تجرّ للإنطلاق بخطوات اخرى .

ميثاق الشرف الأفتراضي هذا , والذي يتمتع بسهولة ومرونة التنفيذ ودونما خسائر مالية او مادية لمن يلتزمون به , فهو ميثاقٌ من المحال توقيعه ولا الدنوّ منه , فوراء ذلك اجندات واعتبارات تصل الى حد العوامل السيكولوجية والغرائزية , وللأسف على هؤلاء الفاقدي الولاء .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب