23 ديسمبر، 2024 12:21 ص

حديثٌ خاص عن النصر وعن المعركة !

حديثٌ خاص عن النصر وعن المعركة !

معركة الموصل هي الأولى والفريدة من نوعها في كافة تأريخ المعارك والحروب , ولم تشهد المعارك من قبل سواءً بين جيوشٍ نظامية او حرب عصابات , معركة تغدو اسلحتها الستراتيجية هي الأنتحاريين والأنغماسيين والمفخخات وزرع العبوات بطرقٍ واساليبٍ في غاية التقنية , كما لم يشهد تأريخ وارشيف الحروب حالةً يضحى فيها احتجاز مئات الآلاف من العوائل والمدنيين كرهائن , وكان انقاذهم اصعب كثيرا من القضاء على العدو الداعشي , على الرغم مما تكبدته تلك الآلاف المؤلفة من سقوط القنابل والقذائف على رؤوس الكثير منهم من الجو ومن المدفعية والصواريخ سواءً من طائرات التحالف الدولي او سواها , لتمسى بيوتهم ومنازلهم الى اطلالٍ كأنها أثريّة .!

والمعركة هذه منذ إدخال التنظيم الداعشي الى العراق , فقد دخلت وتداخلت معه بضعة عناصر في تفعيلها وتثويرها , واحدى تلكُنّ العناصر هو النفط وتهريبه وشراؤه من دولٍ تزعم انها تكافح الإرهاب .!

كما انّ إحدى تلكم العناصر الأخرى , فهي المعركة الوحيدة في العالم والتي تتواجد فيها في صفوف العدو جنسياتٌ مختلفة ومتباينة ومن مختلف القارات < ولا يمكن تشبيه ذلك بالعدوان الثلاثيني على العراق في عام 1991 لأنّ تلك الجيوش كانت نظامية ومتّفق عليها دولياً .! > فعدد الأجانب والعرب والعراقيين ” بقومياتٍ مختلفة ” في صفوف داعش كانوا من المرتزقة المعبّئين ايديولوجياً وسيكولوجياً وممّن مغسولةٌ ادمغتهم بأسوأ انواع المبيدات المعنوية!

, لكنّ الأمر لم يقتصر على هؤلاء , فالشركات الأمنية ومخابرات بعض الدول المجاورة وغير المجاورة كان لها حضورٌ فعّال طوال المعركة . كما وطوال سنوات الوجود الداعشي في العراق , فقد تواردت انباءٌ دقيقة عن اعتقال وأسر ضباط اسرائيليين بالأسماء والأرقام العسكرية ! لكنّما تواردت انباءٌ اخريات ” بلفلفة الموضوع ! ” وانقاذ اولئك الصهاينة عبر عمليات انزال سريعة بالمروحيات الأمريكية .!

ونشير ايضاً بأنّ العراق تعرّض لثلاثة حروبٍ سابقة < حرب الثمانينيات مع ايران , حرب سنة 1991 , وحرب عام 2003 , لكنه لم تتعرّض ايّ محافظةٍ او مدينةٍ عراقية مثلما تعرّضتْ له الموصل من القصف المجنون .!

وأخيراً وبأيجازٍ مكثّف , فالنصر العظيم في هذه المعركة لم يكن نصراً على تنظيم < دولة الخلافة في العراق والشام – ISIS> بقدر ما كان انتصاراً على مؤامرةٍ دوليةٍ واقليميةٍ متعددة الأطراف , وينبغي استثمار النصر والحذر من مضاعفاتٍ انتقاميةٍ محتملة , ومن جهاتٍ ليست داعشية ايضاً .!