14 نوفمبر، 2024 10:22 م
Search
Close this search box.

حديثٌ حديث لإيقافٍ ما للحرب ” غزّة “

حديثٌ حديث لإيقافٍ ما للحرب ” غزّة “

 كتبنا بالأمس تعليقاً عمّا نشرته ” التايمز ” البريطانية بأنّ وزير الخارجية الأمريكي بلينكن ابلغ تل ابيب بأنّ < أمامها مهلة ! حتى اوائل شهر كانون الثاني – يناير المقبل لإنهاء عملياتها البريّة ضد حماس >

في تفكيكٍ لكلمات الوزير الأمريكي الذي استخدم دبلوماسية التلاعب بالكلمات والألفاظ في تصريحه هذا , فإنّه طالب اسرائيل بإنهاء عملياتها البريّة , ولم يشر الى عملياتها الجويّة اي الغارات اليومية المكثفة ضد المدنيين والأحياء السكنية والتدمير الممنهج لعموم مدن قطاع غزة ومخيماتها , ولم يتطرّق حتى الى القصف المدفعي والصاروخي للبوارج والطرّادات الأسرائيلية على انحاء القطّاع , كما تجنّب بلينكن ايّ اشارة الى ما مفترض ان يحدث بعد المهلة التي ذكرها وحددها .! ” وهي لا شيء قطعاً ” , كما أن تحديد < اوائل كانون ثاني المقبل لإيقاف الحرب قد تعني الأسابيع الأولى منه وليس الأيام .! > .. اختباءٌ خلف الكلمات .!

 

لا نعدم الجديّة المطلقة في تصريح وزير الخارجية الأمريكية ولا نحيلها الى الإعدام المعنوي والإعلامي , فالولايات المتحدة محرجة للغاية أمام الداخل الأمريكي وحركة الإحتجاجات والتظاهرات ضد دعم واشنطن العسكري لأسرائيل , كما انها محرجة اكثر أمام حلفائها وأمام الرأي العام العالمي ازاء اتخاذها الفيتو اولّ امس ضد مشروع قرارٍ لوقف اطلاق النار بين حماس واسرائيل , كما بموازاة ذلك , فإنّ واشنطن ” ومن زاويةٍ محددة ” تتمنى توقّف المعارك بغية تجنيب سفارتها في بغداد وقواعدها الجوية الأخرى في سوريا والعراق من الضربات الصاروخية والمسيّرات الهجومية … هنالك تداخلات واضحة للعيان بكلّ تضادّاتها .!

في الجزء الآخر المرتبط بهذا ( الحديث الحديث ) لإحتمالات وافتراضاتٍ لأيقاف ماكنة الحرب , حيثُ  ذكرنا في التعليق يوم امس عمّا نشره موقع ” اكسيوس الإخباري ” نقلاً عن مسؤولٍ اسرائيليٍ رفيع < تجنّبَ عمداً ذكر إسمه ولا منصبه , ولم يحدد عمّا اذا كانَ مصدراً عسكرياً او دبلوماسيا > بقوله : ( أنّ اسرائيل تستهدف انهاء الحرب بحلول نهاية شهر كانون الثاني من السنة المقبلة ) , فمفردة ” تستهدف ” فيها من المطاطيّة المفتوحة والمرونة التي لاتدنو ابدا من كلمة ” تقرّر ” , وهي تبدو وتغدو كمحاكاةٍ لطلب بلينكن ولإعتباراتٍ اعلامية تجاه الرأي العام , لكنّ وراء دبلوماسية الكلمات هذه فهو من الصواب الإضطراري .! , فمن الناحية العسكرية التجريدية ليس بمقدور الجيش الإسرائيلي إنهاء العمليات الحربية مع مقاتلي حماس خلال هذا الشهر والذي بعده , ولا يزال الموعد الإفتراضي لذك شبه مبكّر .! , فالمسألة لا تقتصر على مدينة غزّة التي دخلتها الدبابات الإسرائيلية منذ نحو يومين , فهنالك محافظات ومدن اخرى ضمن القطّاع بجانب منطقة ” شمال غزة , دير البلح , خان يونس , ورفح .. كما انها تضم تجمعات سكانية كثيفة يُطلق عليها بمخيمات ولا علاقة لها بالخيم ! فهي ابنية وعمارات واحياء سكنية مثل < مخيم جباليا , مخيم الشاطئ , مخيم النصيرات , البريج , دير البلح , المغازي , خان يونس , وتلّ السلطان , ومعظم هذه  ” المخيمات ” مسلحة وتستعصي على الجيش الإسرائيلي في اقتحامها في وقتٍ قياسيٍ , يتجاوز المدة التي حددها بلينكن والمصدر الإسرائيلي المجهول , والذي قد يكون من صنيعة الإعلام الإسرائيلي او اللاذكاء او الغباء الإصطناعي السائد في الزوايا الإسرائيلية المعتمة .!

أحدث المقالات