18 ديسمبر، 2024 5:51 م

حديثٌ تابوتيّ .!

حديثٌ تابوتيّ .!

على الرغم من تصوّراتي المسبقة واعتقادي وتقديراتي < نصف المتواضعة > لغويّاً , بأنّ مفردة ( تابوت ) والمستخدمة دوماً او عموماً بصيغة ” الأسم – Noun ” , وانها على ما يبدو غير قابلة ” مأذونة ! ” لإشتقاقاتٍ لغويةٍ اخرى , كما وردَ في العنوان الخطأ اعلاه , كتجييرها او توظيفها < كصفة – Adjective > لغوياً او قواعديّاً , لكنّه بالرغم من متطلّباتٍ ما ” لِلُّتَيّا والتي ” , فَنَجُرُّ انفسنا جرّاً من مقدّمة هذا اللّغو اللغوي – القواعدي وصولاً الى قلب او كبد الموضوعِ الذي يجري ايلاجه ربما قسراً داخل شاشة الشبكة العنكبوتية , فنقول : –

كُلّنا وربما معظمنا قد شاهدوا عبرَ فيديوهاتٍ وثائقيةٍ مباشرة بما تنقله الفضائيات المعتبرة , وحتي في افلامٍ سينمائيةٍ تنقلُ احداثاً او لَقَطاتٍ حقيقيةٍ لمواكب تشييع ودفن موتى ” مهما كانت منزلتهتم الأجتماعية مرتفعة او اقلّ من ذلك بقليلٍ ” , فالملاحظ حينها او آنذاك أنّ تابوت البعض من هؤلاء السادة او السيدات الموتى يكون مصنوعاً من الخشب ” الصاج ” والمُزيّن ببعض الديكور من لون الخشب و ” مسكات ” حمل التابوت , لكنّ الأهم من كلّ ذلك أن يجري إنزال تابوت السيد الميّت ” شبه المرصّع ” كما هو الى داخل القبر , ودونما إخلاء هذا التابوت ! وإنزال صاحبه بكفنه الى عمق القبر , ومن ثَمّ إرجاعٍ مفترض للتابوت الخشبي الى حيث ” مكان اقتنائه او تأجيره ” , وهذا ما لايحدث في الكثيرِ الكثيرْ من مجتمعات دول الغرب , ولا يعني ذلك سوى المزيد الإعتباري والعاطفي والسيكولوجي لمن يفارقون الحياة .

لكنّه الى ذلك , وبما متّصل بمجتمعاتنا العربية او الإسلامية ” تحديداً او بنحوه ” وربما بمجتمعاتٍ شرقيةٍ أخرى , فإلامَ وعلامّ تكونُ توابيت الموتى مصنوعةً من أردأ وارخص انواع الخشب ( والتي يُعاد إرجاعها من مكان تأجيرها ) بعد تفريغها او انزال السيد الميت الى القبر بكفنه الأبيض ” تحديداً ودون ايّ لونٍ آخر ! ” الملفوف به , فإذا ما كان الأمر مرتبطاً بسعر التابوت الخشبي الخفيف ومن ارخص انواع الخشب , فلماذا لا يغدو صنع او تصنيع مثل هذه التوابيت من مادة المطّاط او البلاستيك المضغوط ” المُعاد – الذي يعني اعادة استخدامه لأكثر من مرّة وربما من مرّات ” , طالما تغدو الحسابات الماليّة الرخيصة , تسترخص درجات الإعتزاز الفائق بمنٍ يُفارقنا ويفارق الحياة , لعلّها او اكثر من ازدواجية العقل الشرقي في احدى زوياها البارزة .!