23 ديسمبر، 2024 4:03 ص

حديثي مع السفير البريطاني في الميريديان

حديثي مع السفير البريطاني في الميريديان

المناسبةُ التي جرى فيها هذا الحديثُ الحديثْ هي إنعقاد مؤتمر < حماية حقوق الصحفيين وتعزيز الإعلام الحر والمستقل > يوم السبت الماضي في قاعة صلاح الدين في فندق ” فلسطين ميرديان”
لابدّ أن أشير أنّ السفير البريطاني في بغداد السيد Jon Wilks يتمتّع بكاريزما عالية , شخص ودود ومتواضع وتبدو او ترتسم ملامح البساطة الظاهرة في شخصيته ” حسبما لمسته في حواري معه ” , ولا ادري اذا ما كان ذلك سلوكاً دبلوماسياً رفيع او أنّ شخصيته الأنسانية تعكس هذه الصورة , ولربما كلتا الحالتين .!

حدّثني اولاً أنه زار العراق سابقاً لمرتين , وانه كان سفيراً في اليمن قبل ذلك – وقاطعته بالقول ” قبل ظهور الحوثيين فأكّد بالإيجاب – , واخبرني أنّه عملَ ناطقاً رسمياً بأسم الحكومة البريطانية ” وقلتُ له اعرف ذلك , لكنّي لم اعرف في الواقع ! ”

وقال أنّه بعمله هذا اصبح اعلاميّاً , لكنّي المحتُ عبر تقاسيم الوجه عن عدم تقبّلي لذلك واستغرابي ” وربما لم ينتبه السفير لحركتي هذه ولعلّه ابتلعها بدبلوماسية ” حيث في واقع الأمر أنّ إشغال منصب ناطق رسمي لا يؤهّل من يشغله ليغدو اعلامياً , ومهمته تقتصر على نقل وجهة نظر حكومته بطريقةٍ لغوية تماثل التحرير الصحفي ” .

سألتهُ اولاً عمّا ملحوظٌ او ما يدنو من ذلك في العراق عن غياب الدور البريطاني في العراق وترك الولايات المتحدة منفردةً في هذا الملف .! وأجاب بأنّ المملكة المتحدة تساهم في العديد من المشاريع المختلفة في العراق على صُعدٍ مدنية واقتصادية وحتى عسكرية , وعدتُ لذات سؤالي بأنّ لا اثر ولا انعكاس ظاهر لذلك في الإعلام!

فردّ السيد ” جون ويلكس ” وعلى الفور بأنّ حكومته تنتظر إكمال او إستكمال تشكيل الكابينة الوزارية في العراق .! , والحقيقة أنه يتمتّع ايضاً ببديهية وسرعة الإجابة وكأنها جاهزة مسبقاً لديه .

سؤاليَ الآخر الذي لم أبدأه في بداية حديثي , حيث قلتُ < استميح العذر بالقول عن الفائدة التي تجنيها الحكومة البريطانية في دعم وتمويل هذا المؤتمر .! ؟ ” وبدا أنّ سؤالي لم يكن متوقعاً لدى سعادة السفير ! ” , فسأل فتاة عراقية كانت تجلس معنا في الطاولة بجانب مندوبة الأتحاد الأوربي عمّا اذا كانت السفارة تتحمّل كلّ تكاليف المؤتمر ! , فردّت الفتاة عليه بالأنكليزية بأنها لا تعرف , وما أن التفتَ السيد ويليكس يساراً ففي اقل من لحظةٍ تقدّم نحوه شخصان من السفارة وسألهم ذات السؤال , واجابوا بأنّ السفارة البريطانية تتحمّل كلّ التكاليف , فأجابني أنّ هدف حكومته وراء او ازاء ذلك بأنها تسعى لتطوير التعليم ونشر وتعميق الديمقراطية ودعم حريّة الإعلام , لكنّي عبّرتُ بأبتسامةٍ خفيفة تعكس عن عدم الرضا وعدم القناعة بهذه الأجابة .

< أمّا في بداية جلوسي الى الطاولة وتناولي اطراف الحديث مع مندوبة الأتحاد الأوربي , سألتني تلك الفتاة الشابة بالأنكليزية عن جنسيتي فقلت عراقي بالطبع , وماذا عن جنسيتك ايضاً فقالت انها عراقية كذلك وسالتها إنْ كانت خريجة اللغة الأنكليزية فأجابت بالأيجاب > , وكنت قد سألت السفير حين تحدّث مع تلك الفتاة اذا ما كانت مترجمة في السفارة البريطانية , فردّ بالنفي وقال انها تعمل لديهم في مجال الإعلام والعلاقات العامة , فقلت أنها شابّة في مطلع العشرينيات ولا تمتلك تجربةً ولا مؤهلاتٍ للعمل في ميدان الإعلام , لكنّه اكّد بأنها ستتدرّب وتقوم بتمية قابلياتها في ذلك , ” وقد فهمتُ وادركتُ من خلال ذلك وغيره من اطراف الحديث أنّ البريطانيين يركّزون في مشاريعهم الثقافية وغير الثقافية على جيل الشباب بالدرجة الأولى ” .

وضمن تفرّعات وتنوّع مواضيع الحديث مع السفير , سألته اذا ما زار السفارة البريطانية السابقة ” في منطقة الشواكة ” وذكرتُ له بأنّ بنايتها تعود لبداية الأحتلال البريطاني الأول للعراق اثناء الحرب العالمية الأولى حين احتلت بريطانيا مدينة البصرة في تشرين 2 سنة 1914 وحتى احتلال بغداد في 11 آذار عام 1917, لكنّ السيد ويلكس اخبرني بأطلاعه وزيارته لمبنى السفارة وانّها في حالةٍ متردية وسيجري تحديثها وتطويرها وانهم قد يسلموها الى الحكومة العراقية , واضاف معلومةً قد يجهلها الكثيرون وانا اولهم بأنّ بناية تلك السفارة هي عثمانية في الأصل .

وهذه اهمّ ما دار بيننا من حديث , وقد اختصرت كلامي الى الحد الأدنى حيث ذكر بأنه سيغادر الى لندن في اليوم التالي في مهمة عمل تمتد لأسبوعين .