7 أبريل، 2024 11:01 م
Search
Close this search box.

حدث في مثل هذا اليوم

Facebook
Twitter
LinkedIn

الاعتزاز بالوحدة ( unit pride) من المقومات الرئيسية لرفع المعنويات وتحقيق النصر في الحرب وهي التي تساهم في خلق روح الفريق (team spirit) والتي هي تبقى على رأس الاشياء التي تثير الحماس لدى الجندي .
هذا النص هو جزء من بحث قدمته برتبة مقدم وفاز الاول على الجيش وكانت الهدية غير متوقعة …1000 دينار عراقي عدا ونقدا .
وبمناسبة عيد جيشنا ..عيد جيشنا..عيد الاعياد ..عيدهم وهم يكافحون الارهاب في الموصل وغيرها محاولين استعادة ما اضاعه بعض الساسة وينزفون لتصحيح ما خربه امراء الطوائف واتباع الاجانب ..تحياتنا لهم وهذا النص هدية مني لهم ومعه هذه القصة التي حصلت يوم عيد جيشهم قبل اكثر من ثلث قرن
لم يكن اللواء المدرع العاشر (رتل القعقاع) يحظى  بامتيازات  او مخصصات اضافية سوى ان آمريه كان لهم حق انتقاء الضباط والمراتب الجيدين وكان مسلحا بالدبابة تي 72 المتطورة في حينه ، وكان مستقرا ويتدرب تدريبا راقيا وضبطه عال ..غادرته في عزه وقضيت ربع قرن بعدها احالني عمنا العزيز بريمر الى التقاعد ومر على ذلك 13 عاما بعدها ولو سألني احد عن اسماء ثلاثية لثلاثة ضباط في اي مكان خدمته لصعب علي الامر ، ولكني لا ازال احفظ عن ضهر قلب اسماء جنودي الذين وصلوا الى المائة تقريبا في ذلك اللواء العظيم ولا تزال صور ضباط صفه تلمع في ذاكرتي .. واعتزازي به يفوق اي اعتزاز بأية وحدة عسكرية اخرى..
في مثل هذا اليوم 5/1 كنا قد انهينا احتلال سومار ووصلنا مشارف كيلان غرب دون تضحيات وفي اليومين الاولين للحرب وبفصيل واحد من اللواء تم اسر اكثر من مائة جندي وضابطين ايرانيين وانسحبنا الى الكوت كاحتياط للقيادة العامة …صاح بوق التجمع فتجمعنا حول آمر الكتيبة الشهيد البطل سعدون رسن شلش الذي كان يحمل مكبرة الصوت بيده وقال لدي امر حركات قصير وهو(( دزوه يبلعنة وغص بينا)) ..تنقلنا فورا الى العمارة ووصلنا فجرا ..جمعنا البطل دون خرائط ودون استطلاع ليقول لنا ((الفرقة المدرعة الذهبية الايرانية العاشرة نصر احتلت مواضع الفرقة التاسعة العراقية ..الموقف خطير لانها ستندفع لاحتلال العمارة مع بزوغ ضوء الفجر ونحن لها فلنتقدم)).تقدمنا والتحمنا بالعدو صباحا وبعد يوم ونصف  اخرجنا الفرقة الذهبية الايرانية من الخدمة ..ودمرنا 127 دبابة ومدرعة واستعدنا المواضع المحتلة وكان احد الجنود قد دمر ثلاثة دبابات سنتوريون بخمسة قذائف فقط .
انها ملحمة الخفاجية الاولى وهي قصة قصيرة اهديها لجيشنا في يوم ميلاده بعيدا عن السياسة والسياسيين ..انها ملحمة الجندي العراقي وتاريخه واحدى مفاخره التي هي مفاخر شعب العراق عسى ان يستلهم منها جنودنا اليوم فقط ما معنى ان يقول احدنا ((انا عراقي)) عاش العراق وشعبه وجيشه

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب