18 ديسمبر، 2024 6:49 م

حدث في بلاد الموز ( 3 ) / الرجل اعترف .. سيدي

حدث في بلاد الموز ( 3 ) / الرجل اعترف .. سيدي

طلب مدير الامن من سكرتيره احضار شخص ما ، ونسي الامر ، وبعد اسبوع سأل السكرتير :- اين الرجل الذي طلبت منك احضاره ، فاجابه لقد احضرناه سيدي ، واعتراف ، انه مجرم خطير .. فاجاب مدير الامن مندهشا :- كيف ذلك هذا الرجل مدرس الرياضيات وطلبت منك احضاره لتكليفه بتدريس الاطفال …
هذا يروى عن ناظم كزار في السبعينيات .
اما في بلاد الموز فالقصة اكثر اضحاكا ، حينما ادعت سيدة بان قوات الامن اغتصبتها ،،، واثار ذلك نزاعا طائفيا ممزوج بمصالح سياسية بين حكومة بلاد الموز ومعارضيها ، وحاولت الحكومة ترتيب عدة تهم للسيدة ، كان اخرها تهمة الزواج على زوجها ، فعرضت اوراق قضية تعدد الازواج على قاضي التحقيق فقرر ( احضار الزوج ( اي زوج السيدة المتهمة بتعدد الازواج ) لتدوين اقواله ) وسهى القاضي عن تحديد صفة الرجل في القضية هل هو متهم ام شاهد ام مشتكي .
ولاشك بوجوب ان تكون صفته ( مشتكي ) لانه المجنى عليه فيما اذا تزوجت زوجته باخر وهي على ذمته .
الذي حصل هو ان الضابط المختص القى القبض على زوج السيدة المتهمة وعرض امره على قاضي التحقيق الخفر ، فقرر توقيفه ، ولا احد يعرف لماذا وكيف وما هي تهمة الرجل ؟
وظل المسكين مرميا في السجن طوال ثمانية اشهر ، دون ان يلتفت اليه احد ، ودون ان يقرأ القضاة الاضبارة ليلاحظوا الخطأ الكارثي والظلم العظيم الذي ارتكب بحق الرجل .
وشاء الله ان ينقل القاضي المختص ، ليحل محله قاض اخر، وعادة يقرأ القضاة الجدد الدعاوى او يطلبون تقديم مطالعات مفصلة بها لانهم لا يعرفون عنها شئ سابقا ، فاكتشف القاضي الجديد مظلمة الرجل ، فاسرع في تدوين اقواله كمشتكي واخلى سبيله .
اعزائي …تلك واقعة واحدة من الاف مثلها ، فادعو االله ان لا يطلب احد ( احضاركم ) لانكم اما سوف تعترفون بجرائم لم ترتكبوها ، او تظلون في التوقيف لاشهر او سنوات ، حتى يلتفت بالصدفة اليكم احد .
تلك هي قيمة البشر في بلاد الموز في ظل عدالة عرجاء منحرفة ، يتحول الانسان فيها الى ورقة وقرار توقيف يصدره قاضي مصون غير مسؤول منعدم الاكتراث ، غير معني بحقوق الانسان ، يتعامل مع الناس بعلوية فارغة وغطرسة يأبى ان يحملها غير الاميين ممن وضعوا -ظلما وفسادا – في مناصب العلماء .
بلاد الموز دولة يسخر فيها القانون لخدمة الفساد والتأمر والنفوذ والانحراف بالسلطة … والاداة هي عدد ممن باعوا ضمائرهم وشرفهم لقاء فتات الامتيازات واطول مدة للبقاء على الكراسي