23 ديسمبر، 2024 12:30 ص

لست الا طفلة ,طفلة في عامها الثالث ,انعم في هذه الحياة بكثير من النعم التي ربما حرم منها البعض .
اول هذه النعم انني طفلة اتمتع بالصحة والسلامة ولا اشكو اي اعاقة جسمية او عقلية او نفسية ,طفلة جميلة حباها الله تعالى جمالا تعززه براءة الاطفال وشقاوتهم والتي تجعل الاخرين يزدادون حبا لهم وتعلقا بهم مما يجعل البعض وخاصة الامهات ينظرن اليَّ بالإعجاب المشوب بالغبطة او الحسد فتعمد جدتي الى قراءة المعوذات والرقى وتعيذني بالله من الحسد .
ومن النعم جود والدي وحبهما العظيم لي وبذلهما كل ما يملكان من امكانيات لتحقيق الحياة الكريمة بل وأقول السعيدة قياسا للأطفال الآخرين ضمن حيزنا الاجتماعي فوالداي وان لم يكونا يملكان امكانيات مادية عالية لكنهما ومن خلال مستواهما العلمي وعملهما الوظيفي يحققان كسبا ماديا يضمن لنا تحقيق ذلك .
ومن النعم ان بيتنا الصغير الجميل يجاور بيت جدي لابي وكذلك بيوت اعمامي الاخرين لذا اجد في هذه المساحة الواسعة الكثير من الرعاية والمحبة من الكبار والصداقة والمؤانسة من الصغار الذين امضي معهم اوقاتا طويلة اقضيها في الرفقة او اللعب واتعلم منهم الكثير من المهارات رغم صغر سني وهم يعجبون بي ويشجعونني على ان اقول واعمل الكثير مما يتباهون به امام الاخرين حين يطلبون الىَّ ان اقول قولا علموني اياه او افعل فعلا شجعوني عليه اذ يحسبون انفسهم معلمين ناجحين في تعليمي الذي أرادوا ان اتعلمه وفي ذلك اثبات لجدارتهم ومهاراتهم مما يوجب الثناء عليهم وفي ذلك فرحهم وغبطتهم.
من النعم التي افاض الله تعالى عليَّ بها انني سريعة التعلم وهذه الصفة هي التي تساعدني على تعلم الاشياء دون ان يبذل المعلمون جهدا يذكر ومع هذا فأني اصمت حين يظهرون انهم على درجة عالية من الكفاءة بحيث اقول وافعل ما يريدون ان اقول او افعل واكتفي بأن ابتسم ابتسامة رضا فأني احبهم جميعا وادرك في اعماقي انهم يحيطوني بحب وحنان ولا اخفي عنكم انني في بعض الاحيان احب ان اظهر لهم بعض المشاكسة التي تسبب لهم ازعاجا وفي سري الوم نفسي على تلك التصرفات لذا سرعان ما تجدوني اعاود سلوكي الطيب واكسب رضا نفسي ورضاهم .
كان يوما مشمسا حين استيقظ ابي في ذلك الصباح وحين عرف ان الوقت بات ضيقا حيث تأخر الوقت للحاق بعمله ولم يعد بإمكانه تناول فطوره لذا ارتدى ملابسه على عجل وهو يلوم امي على ذلك التأخير ويسرع الى الخروج فركضت وراءه مطالبة ان يبقى لتناول فطورنا معا لكنه انحنى علي وقبلني ودس في يدي ورقة نقدية فئة الف دينار وهو يقول اشتري ما تريدين وعودي الى امك ومضى فركب السيارة التي تنتظره والتي يقودها عمي حسين .
عدت وماهي الا خطوتين اذ سقط مني الالف دينا وانحنيت لالتقطه فإذا باب الدار الكبير والتي تبلغ حجما كبيرا وثقيلا والتي شارك اكثر من ثمانية اشخاص في حملها وتثبيتها اثناء مرحلة البناء, تلك الباب العظيمة تسقط علي.

الموضوع لم ينته …لنا لقاء آخر